انقلابيون “لليوم التالي”!

9 يناير 2024آخر تحديث :
انقلابيون “لليوم التالي”!

صدى الإعلام _ الكاتب: موفق مطر – لا يبحث نتنياهو اليوم عن “انقلابي بديل” فهو يعتقد أنه جاهز ومقبول لدى المجتمع الدولي، خاصة أن بعض البدائل بدأت تتسابق لتقديم اوراق اعتماد عبر تصريحات وبيانات نشرت بصفحات مروسة بشعارات، تحمل مسميات اصلاح وديمقراطية وغيرها من المصطلحات التي ذاقت شعوب الدول العربية من أصحابها مخاطر انقسام البلاد، وشيوع الصراعات الداخلية، ومرارة العيش، وانكسار الحريات، ويعتقد نتنياهو أن قيادة الشعب الفلسطيني الشرعية الوطنية غافلة عما يفعل، لكنه يجب أن يعلم، ومعه المهرولون نحو موقع حاكم رخيص عميل في “اليوم التالي”، وخادم لأجندة منظومة الاحتلال، بأن البند الأول على جدول اعمال رئيس الشعب الفلسطيني الرئيس محمود عباس أبو مازن: ايقاف حملة الابادة، ومنع التهجير القسري، ومؤامرة التهجير المموه بشعارات الإنسانية، ومنع نكبة كارثية قد تهدد وجود الشعب الفلسطيني على ارض وطنه فلسطين، وستكون إن لم يتصد لها الوطنيون بعقلية وطنية جامعة، أخطر من نكبة سنة 1948، فالرئيس يعمل على انقاذ الشعب الفلسطيني من لعبة المتنافسين بلا ضوابط أخلاقية ووطنية للاستحواذ على حصة من ” سلطة اليوم التالي “، فقد أثبتت التجربة أن هؤلاء لا يعيرون المصالح العليا للشعب الفلسطيني أي اعتبار، وأنهم يخدعون الجماهير بخفة السنتهم، وببراعتهم في تنسيق كلامهم، ولا يخفى على أحد انتهازيتهم، ودوافعهم الشخصية، وحتى ضلوع بعضهم في جرائم فساد، وجرائم جنائية، وأسماؤهم لم تشطب بعد من قوائم المطلوبين للعدالة !..فبعد انقلاب حماس سنة 2007 يتم الاعداد لانقلاب ثان تحت عنوان ” اليوم التالي “،أما الهدف فواضح، ذلك أن منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية، ستبقى عاملة على تدمير المشروع الوطني ليس على الأرض وحسب، بل تبديده نهائيا من وعي الشعب الفلسطيني، وصولا الى ذروة الهدف بالقضاء على اية امكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عبر ضرب قاعدتها وركائزها الاستراتيجية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الوجه الأمثل لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، والانجاز السياسي الأهم في تاريخ الشعب الفلسطيني المعاصر، بعد نكبة سنة 1948 التي كان هدفها محو الحق الفلسطيني عبر المجازر والتهجير القسري والاستيلاء بالقوة العسكرية والإرهاب المنظم على ارض فلسطين، المتكررة منذ حوالي مئة يوم بجرائم ضد الانسانية مشهودة وموثقة في ميادين حملة الابادة الدموية على الشعب الفلسطيني والبالغة ذروتها في قطاع غزة، ليست انتقاما اسرائيليا من حماس، ولا حربا ضدها بسبب عمليات 7 اكتوبر الماضي – كما يروج البعض المخدوع بالدعاية الاسرائيلية – وإنما لإلغاء فكرة التحرر والاستقلال لدى الشعب الفلسطيني، ولتدفيع الشعب الفلسطيني أثمانا سياسة حكومة منظومة الاحتلال، وتبديد ملامح الهوية الوطنية السياسية للشعب الفلسطيني، وضرب مفهوم الوحدة الجغرافية لدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، اعترف بها العالم سنة 2012 في القرار الأممي 19/67، فبنيامين نتنياهو- وريث ارئيل شارون – الذي تعامل مع حماس كمصلحة استراتيجية لإسرائيل قبل وبعد انقلابها لمنع قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا، يعمل الآن على تدفيع الشعب الفلسطيني ليس ثمن سياساته الخاطئة وحسب، بل ثمن ” طلاق ” منظومته من جماعة الاخوان المسلمين وفرعها المسلح في فلسطين (حماس)، لإدراكه انتهاء صلاحية الجماعة، وسقوط حكمهم تواليا في بلاد عربية، واستغناء دول اقليمية عن ورقتهم. إن “اليوم التالي” يعني بالنسبة لنا كوطنيين يوم انتصار الشرعية الدولية لإرادتها، ولمبدأ نطق العدالة والسلام، والمباشرة لعقد المؤتمر الدولي الذي اقترحه الرئيس ابو مازن على العالم، ووضع برنامج وآلية لتنفيذ قراراتها الخاصة بالحق الفلسطيني، وبحق الشعب الفلسطيني باستقلال دولته، وبدون رؤية ذلك في صباح ذلك اليوم، فإن منظومة الاستعمار والاحتلال والصهيونية الدينية والعنصرية مهما بلغ جبروتها، لن تستطيع صنع ايام وهمية بأزمانها واماكنها، وفرضها على رزنامة الشعب الفلسطيني وامتنا العربية والأحرار في العالم، فاليوم التالي لا تعريف له عند شعبنا وقيادة الممثل الشرعي والوحيد له، سوى الحل المشرق بالسلام حسب الرؤية الوطنية الفلسطينية.

الاخبار العاجلة