اليوم التالي لم يتبلور بعد ليوقف الحرب!!؟

24 يناير 2024آخر تحديث :
باسم برهوم احتمالات ممكنة

صدى الإعلام _ الكاتب: باسم برهوم – عندما يعرض وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، وباستخفاف كبير، على وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي فيلما، يقترح من خلاله بناء جزيرة اصطناعية في البحر المتوسط لينقل اهالي قطاع غزة او قسما منهم اليها، فإن هذا يعني اننا بعيدون جدا عن اليوم التالي، وعن اي اتفاق او صيغة بشأنه، ما يؤكد ان الحرب مرشحة للاستمرار وانها ستتواصل حتى اشعار اخر، بكل ما فيها من وحشية ودموية ودمار.

الجانب الإسرائيلي، غير المتفق فيما بينه، لا يزال يصر على استمرار الحرب حتى تحقيق “الاهداف” منها، وكل ما يصدر عن إسرائيل، وخاصة عن نتنياهو، يؤكد ان اليوم التالي قد تحول الى مصطلح دبلوماسي للتغطية على استمرار الحرب.

لماذا اليوم التالي لا يزال بعيدا وانها لن تتوقف الحرب قريبا؟

اولا، لنتفق ان هناك اكثر من سيناريو لكيفية التي قد توقف الحرب، او ان تأخذ معه منحى اخر قد تكون صيغة هدن طويلة متفرقة، نوعا من حالة اللاحرب واللاسلم ويبقى الوضع عالقا لفترة تمتد لسنة او اكثر دون ان اي اتفاق واضح بخصوص اليوم التالي، ويكون خلالها القطاع تحت السيطرة الامنية الإسرائيلية عبر استمرار عمليات عسكرية محدودة بالزمان والمكان.

وثانيا، فإن هناك عقبات تحول دون الاتفاق حول اليوم التالي، منها ما يتعلق بإسرائيل ومواقفها وما تشهده من انقسامات داخلية حادة. ومنها ما يتعلق بالواقع الفلسطيني الذي بدوره لا يزال يشهد انقساما، كما يواجه مشكلة تتعلق بقبول او عدم قبول المجتمع الدولي لوجود حماس في اي صيغة لليوم التالي.

وثالثا، الخلافات البعض العربي ، واستمرار المراهنة لدى هذا البعض على المكاسب الفردية، والادوار الخاصة. وبالتالي نحن لا نزال بعيدين عن موقف عربي موحد وثابت حول صييغة عربية لليوم التالي.

ورابعا، المجتمع الدولي ولأسباب عديدة لا يزال بدوره بعيدا عن صيغة متفق عليها لليوم التالي، كما ان الولايات المتحدة الأميركية، التي تتمتع بالنفوذ الأقوى، والقدرة على التأثير، هي الاخرى لا تمتلك صيغة مكتملة، وكل ما نسمعه هو مجرد افكار لا يمكن وصفها بالجدية، خصوصا عندنا تطرح واشنطن المصطلح المبهم “سلطة فلسطينية متجددة” يكون لها دور في اليوم التالي.

يبقى الاتحاد الأوروبي، الذي تحرك في الأيام الاخيرة من اجل اقتراح صيغة، وإذ بوزير الخارجية الإسرائيلي يفاجئه بقصة الجزيرة. اما بما يتعلق بالدول الاخرى فلا يبدو انها معنية بالانخراط في مسألة اليوم التالي، اقله حاليا، والمقصود هنا الصين وروسيا.

خامسا، هناك إيران ومحورها، وهو امر اكثر تعقيدا، فهذا المحور لاعب مهم بمجريات الامور الميداتية. ولكن من غير الواضح ما تريده طهران بالضبط. فهي تصعد في اكثر من محور، ما يؤكد اننا ايضا لا نزال بعيدين من ابرام صفقة بينها وبين واشنطن يمكن ان تسهم في ايجاد صيغة لليوم التالي، هذا اذا كان مسموحا لطهران ان تكون منخرطة باي امر يخص غزة تحديدا.

اقرأ|ي أيضاً| مئة يوم من الدمار والإبادة..كيف نوقف الحرب؟

لنعد للموقف الإسرائيلي، فان ما نسمعه من إسرائيل حول اليوم التالي جاء على لسان نتنياهو ووزير حربه غالانت. الاول كان حاسما، انه لن يوافق على دولة فلسطينية مستقلة، وان القطاع والضفة سيبقيان تحت السيطرة الامنية الإسرائيلية. وبالتأكيد هو يرفض ان تتسلم السلطة الوطنية الفلسطينية قطاع غزة. اما غالانت فهو وان لم يوضح موقفه من مسألة الدولة والسلطة، فإنه يؤكد على بقاء القطاع تحت السيطرة الامنية الإسرائيلية، وانه يمكن ان يقبل بقوات متعددة الجنسيات بالتواجد لتساعد في إعادة الاعمار.

وتلخيصا للموقف الإسرائيلي، الذي يغيب عنه اي موقف للمعارضة، اننا امام واقع لا صيغة واضحة فيه . ولا صيغة قريبة يمكن ان يقبل بها الجانب الفلسطيني، وبالتالي الحرب مستمرة.

وعندنا، اقصد الجانب الفلسطيني، في حين نقرأ ونسمع رؤية فلسطينية رسمية، رؤية وطنية شاملة هدفها توحيد الضفة وغزة، والاصرار على الدولة الفلسطينية المستقلة، فاننا نقرأ ونسمع مبادرات من حماس جوهرها الاصرار على احتفاظ الحركة بسلطتها على القطاع دون ان تربط ذلك بأي بعد وطني اخر، ولا حتى بالقدس والاقصى.

اما الفصائل الفلسطينية الاخرى، فهي اما تتوافق مع الرؤيا التي تقدمت بها القيادة الفلسطينية، او انها تنتظر، او انها تضع نفسها ضمن مواقف اطراف إقليمية اخرى.

هناك مأزق كبير تتشارك به كافة الاطراف، في الولايات المتحدة، العراب الأهم في صيغة اليوم التالي، هي منشغلة داخليا بعام الانتخابات الرئاسية، إسرائيل تعيش حالة عدم استقرار سياسي، بل هي على وشك المرور بعملية تغير كبرى، وفي الجانب الفلسطيني هناك حماس، وكيف ستكون جزءا من المستقبل، بالإضافة الى النغمة الأميركية بخصوص اصلاح السلطة.

السؤال: كيف يمكن ان نخرج من هذا المأزق ونوقف الحرب؟ ولكن ما نلمسه ان اليوم التالي لم ينجح بعد في وقف الحرب.

الاخبار العاجلة