فخ غزوة المستوطنات!

28 يناير 2024آخر تحديث :
موفق مطر-حماس عين الحلوة

صدى الإعلام _ الكاتب: موفق مطر – هل يرى رؤوس حماس ما نراه، وهل يسمعون ما نسمعه، أم صم بكم عمي عن مآسي ومعاناة ونكبة أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة ؟! فإن كانت نكبة 15 أيار/ مايو سنة 1948 نتيجة مؤامرة دولية استعمارية صهيونية على ارض وشعب فلسطين، فإن ما حدث اليوم منذ ثلاثة اشهر ونيف سيبقى تأريخا لنكبة افظع واشد فتكا بالإنسان الفلسطيني، ونعتقد أن كل وطني في هذه البلاد يدرك جيدا ويعلم أن الثورة الفلسطينية المعاصرة التي قادتها وأطلقت شرارتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في اول يوم من عام 1965 قد حولت طوابير اللاجئين الفلسطينيين الى طوابير مناضلين وفدائيين، في اطار حركة تحرر وطنية، رفعت مبدأ الولاء والانتماء للوطن وكرست الاخلاص في العمل على تحريره، اما اليوم فإن حماس التي يكذب “رؤوسها” كما يتنفسون، ويدعون انهم حركة تحرر وطنية، وهذا دأبهم في خداع الشعب الفلسطيني، كما في نص ورقتهم الأخيرة بعنوان:” لماذا طوفان الأقصى “فقد منحوا منظومة احتلال واستعمار واستيطان ارهابية عنصرية الذرائع لتهجير ملايين الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح، وسفك دماء وكرامة الانسان الفلسطيني، وتحويل المدن والبلدات والقرى والمخيمات الى ركام، وقبور جماعية، لدفن قناعة المواطن الفلسطيني بالحرية والتحرر والاستقلال، وبذلك تحقق اسرائيل اهدافها من دعم انقلاب حماس، ونعتقد أن صور الضحايا بالمئات يوميا، والدمار غير المسبوق عالميا، والنزوح، ووقوع النازح ما بين نيران جيش الاحتلال، واستبداد حماس واستيلائها على المساعدات، واستغلال وجشع تجار الحروب القاتل للأطفال والنساء والعجائز، الذين يرتكبون جرائم بحق المواطنين، فيستكملون مهمة قنابل طائرات ودبابات وصواريخ جيش الاحتلال، كل هذا فيما بعض رؤوس حماس يمتعون انفسهم إما في عواصم بعيدة عن فلسطين، وينادون بالمقاومة، وبعضهم الآخر في انفاق غزة، فيما نيران جحيم الابادة الصهيونية تلتهم الانسان الفلسطيني، وسط تصفيق من (جماهير الكنبة) المجردة من بصيرتها ومشاعرها وأحاسيسها الانسانية، والخاضعة تحت تأثير مخدرات وسائل اعلام، ما كانت وأنشئت إلا لتخريب وعي الانسان بقضاياه الوطنية، وإشغاله عنها بصراعات ودعايات وادعاءات فئوية !


إنه يوم مناصرة “الفلسطنة” بامتياز


نحن – ومنذ 114 يوما – نعيش، ويعيش معنا العالم – العرب والعجم – تفاصيل احداث ابادة دموية همجية صهيونية ( اسرائيلية ) بحق الشعب الفلسطيني، كانت خطتها مبيتة وجاهزة للتنفيذ، كما نقدر ونعتقد، لكنها كانت بحاجة لشرارة من نوع خاص، لتفجير مسارات حياتنا ووجودنا في الوطن، فالسابع من اكتوبر 2023 كان بمثابة الصاعق المفجر لقنبلة الابادة الجماعية – سواء قررت منظمات ومحاكم الشرعية الدولية ذلك أو لم تقرر – فالشاباك الاسرائيلي الذي منح نواة حماس الترخيص سرا (للمجمع الاسلامي) دون علم الحكومة الاسرائيلية سنة 1973، ثم الترخيص (للجمعية الاسلامية) سنة 1976، والهدف محاربة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية أي (منظمة التحرير الفلسطينية) بجسم “فلسطيني” يقسم بالولاء والطاعة لجماعة الاخوان المسلمين، كبداية لإنشاء تنظيم مجرد من الفكر والثقافة الوطنية، هذا (الشاباك) ومعه جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، ولنتذكر دائما أن قادة هذه الأجهزة يتوارثون المسؤولية في أجهزة (الدولة الصهيونية العميقة ) وينظمون واقع ومستقبل اسرائيل في سياق مظاهر مطلوبة، ابرزها (تنافس ديمقراطي) على الحكم بين الأحزاب الصهيونية السياسية والدينية، أما قرار إنهاء صلاحية الفرع المسلح للإخوان المسلمين في فلسطين المسمى (حماس) وكذلك سيطرتها الفعلية على قطاع غزة بالقوة المدمرة، فقد أتى بعد 17 سنة من تمكينها السيطرة على مليوني مواطن فلسطيني بقوة سلاح الانقلاب الدموي، الذي راح ضحيته اكثر من 800 مواطن، وإضعاف الأمل لدى المواطن الفلسطيني بإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وضربة قوية على العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني، ليس لأن حماس لم تقم بدورها في منع قيام دولة فلسطينية، كما عمل نتنياهو دائما على هذا الهدف عبر السماح بضخ الأموال لحماس، وغض الطرف عن تسليحها وتسلحها، وإنما لأن أدوار فروع الاخوان المسلمين قد انتهت صلاحيتها في كل البلاد العربية، بعد عقد ونصف كانت كافية لإرجاع البلاد الى واقع أشد وطأة مما كان قبل مئة سنة.

الاخبار العاجلة