ما هو المطلوب من حماس لوقف دمار غزة؟

22 فبراير 2024آخر تحديث :
باسم برهوم احتمالات ممكنة

صدى الإعلام _ الكاتب: باسم برهوم – بعد الفيتو الأميركي الثالث، منذ اندلاع الحرب على غزة، أصبح من الضروري لنا نحن كفلسطينيين أن نبحث عن بدائل عملية أخرى لوقف إطلاق نار فوري في القطاع، كما أن الرهانات على الخلافات الداخلية في إسرائيل، قد لا يتبلور عنها شيءإيجابي في المدى المنظور، والأمر ذاته بالنسبة للمواقف العربية والدولية، فهي لم تنجح في زحزحة الموقف الأميركي أو الإسرائيلي. وهذا يعزز فكرة اللجوء إلى محاولات مختلفة من أجل وقف حرب الإبادة، وهنا يأتي موقف حماس لأن بيدها بعض أوراق المحاولة المشار إليها، فالسؤال هنا ما هي العناصر التي قد تستخدمها حماس وتنزع من إسرائيل كل مبرراتها، أو تقنع واشنطن أولا أن مبررات إسرائيل من الحرب قد انتهت؟

ربما على حماس أن تدرك أن لا أفق لمواصلة القتال في غزة، أقلها في هذه المرحلة، وأن كل يوم إضافي يضاعف من المأساة ويقرب إسرائيل أكثر من تحقيق هدف التهجير، بعد أن دمرت القطاع وجعلته منطقة غير قابلة للحياة، حسب تقارير الوكالات الدولية والإنسانية. العنصر الأول، المحتجزون الإسرائيليون لديها، أصبح من الضروري أن تكون حماس أكثر مرونة وواقعية، وأن تفرج عنهم بشروط معقولة، إن قامت حماس بهذه الخطوة ستسحب واحدة من أهم مبررات مواصلة إسرائيل لحربها، أقلها في نظر العالم وواشنطن.

العنصر الثاني، أن تتخلى حماس عن فكرة حكمها المنفرد للقطاع، وأن تنهي مناوراتها بهذا الشأن، لأن لا وقف للحرب وهذا الملف لا يزال عالقا، خصوصا أن السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية تقدم لحماس منفذا معقولا للقيام بذلك عبر انضمامها للمنظمة والمشاركة في حكومة فلسطينية توحد غزة مع الضفة، أقلها أن تشارك في تسمية وزراء.

إن إصرار حماس على التحكم منفردة بغزة هو وصفة لاستمرار الانقسام. وهو أمر لا يستفيد منه سوى إسرائيل، وبالتحديد نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، التي لا هدف لها سوى تصفية القضية الفلسطينية.

العنصر الثالث، أن تعلن حماس أنها مع القانون الدولي والشرعية الدولية، وأن قطاع غزة لم يعد يمثل تهديدا أمنيا لإسرائيل، وأن تقبل بتسوية لسلاحها بأن يصبح تحت إشراف طرف عربي.

العنصر الرابع، أن تعلن حماس موافقتها على نقل عدد محدد من قياداتها العسكرية إلى دولة عربية تختارها هي، على أن يكون الخروج مرهونا بفترة محددة بعدها يعود المبعدون إلى فلسطين.

على حماس أن تخرج من دائرة الأنانية التنظيمية وأن تدرك أن على عاتقها تقع مسؤولية وطنية من أجل وقف الحرب فورا دون أي تأخير، وتمنع اجتياح إسرائيل لرفح، وعليها أن تدرك أنها لو تصرفت بمسؤولية الآن فسوف يحسب لها في المستقبل، أما أن تواصل رهاناتها غير الواقعية فإنها ستتحمل مسؤولية ما قد يجري، إن أقدمت إسرائيل على تهجير المواطنين الفلسطينيين في القطاع، فإنها لن تعفى من مسؤولية حصول نكبة ثانية للشعب الفلسطيني، مسألة نزع الذرائع والمبررات الإسرائيلية والأميركية، هي مهمة لحماس كي تعفي نفسها من المسؤولية التاريخية، وفي حينها لن تنجح أي وسيلة إعلام من تغطية مواقفها. ولعل وسيلة الإعلام هذه أول من سينقلب عليها عند تحمل المسؤوليات. لقد كان في الأساس خطأ كبيرا التسبب في الانقسام والاستمرار فيه، وهنا ربما من المفيد الإشارة، إلىأن حماس في ورقتها التي حملت عنوان “لماذا طوفان الأقصى” استخدمت لغة هادئة وعقلانية، اقتربت فيها من مواقف منظمة التحرير، خصوصا عندما صنفت نفسها بأنها حركة تحرر وطني، وأنها بحاجة لأن تحول هذه اللغة إلى مواقف وسياسة.

الشعب الفلسطيني يريد من حماس أن تتصرف بمسؤولية وطنية، بعيدا عن أي حسابات ومراهنات وأجندات ثبت أنها لم تحقق للشعب الفلسطيني أيًّا من أهدافه بل العكس فقد تسببت بانقسام قادنا إلى المأساة التي نعيشها اليوم. هناك مساحة وطنية واسعة أمام حماس لتنخرط من جديد في النضال الوطني المشترك من أجل كنس الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا في الضفة وقطاع غزة والقدس الشرقية. هذا هدف يحتاج للوحدة وليس الإصرار على حكم غزة والاستمرار بالانقسام.

الاخبار العاجلة