من ينقذ أطفال غزة؟

28 فبراير 2024آخر تحديث :
باسم برهوم احتمالات ممكنة

صدى الإعلام _  الكاتب: باسم برهوم – قبل ايام شاهدت فيلم “One Life“، حياة واحدة، والفيلم يستند الى قصة حقيقية جرت في الايام الاخيرة قبل ان يحتل هتلر تشيكوسلوفاكيا وتندلع الحرب العالمية الثانية عام 1939 عندما قرر شاب بريطاني (من أصل يهودي) المساعدة في نقل مئات الاطفال أغلبهم من اليهود الى بريطانيا، من دون شك ان القصة إنسانية بشكل مؤثر، والفيلم كعمل درامي مميز اضاف لها ابعادا أكثر تاثيراً.

فالقصة بحد ذاتها تهز المشاعر، وهي تجسد المأساة وفي الوقت نفسه تمثل شجاعة فريق المكتب البريطاني للاجئين في براغ الذين قاموا بنقل الأطفال بامان باستثناء الدفعة الاخيرة (250 طفلا)، الذين تمكن الجيش النازي من اعتقالهم ونقلهم الى معسكرات الاعتقال.

بينما كنت اشاهد الفيلم، وانا لا احاول مقارنة احداث تاريخية بأخرى راهنة، فإنني تساءلت كيف يصمت العالم عن أطفال قطاع غزة؟ الذين قتلت إسرائيل منهم حتى الان ما يقارب من عشرة الاف طفل. وتركت عشرات الالاف جرحى وايتاما وبلا مأوى. لا نريد من احد نقل اطفالنا الى خارج وطنهم. وانما نريد وقف الحرب، وإتاحة الفرصة لحماية الأطفال ومساعدتهم لاكمال حياتهم بشكل طبيعي، ان نضمد جراحهم وايجاد مأوى لهم ولذويهم، ولاحقا تقديم الدعم النفسي لهم.

من عملوا على انقاذ الاطفال اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، كان شعارهم “انقذ طفلا تنقذ حياة كاملة”، وبالفعل من تم انقاذهم في الحرب العالمية الثانية كانوا اساسا لجيل جديد. السؤال هنا هل نعمل نحن بما يكفي لانقذ حياة أطفال غزة؟ واذا كان الجواب لا فكيف يمكن ان ننقذهم؟ هل نحاول اخراج الجرحى منهم لرعايتهم ومن ثم اعادتهم للقطاع عندما يحل الهدوء؟ مما يؤسف له ان قسما كبيرا منا انشغل ساعات طويلة للترويج لشعارات غير واقعية. لكن لا احد من هؤلاء قام بجهد حقيقي لانقاذ طفل واحد من غزة.

بالطبع هناك مؤسسات فلسطينية رسمية وغير رسمية، قد تكون حاولت وبذلت الجهود، لكننا لم نسمع بجهد عملي واحد سواء من مؤسسات او جمعيات او افراد قاموا بجهد جدي ومتواصل ويتمتع بطول النفس. هناك مئات الاطفال المشردين في غزة ممن فقدوا امهاتهم واباءهم وحتى اقاربهم من الدرجة الأولى. قد يكون من الصعب على اي مؤسسة القيام وحدها بهذه المهمة المعقدة، ان تجمع على الاقل مثل هؤلاء الاطفال وتضمن حمايتهم واستمرارهم احياء.

لذلك سانهي المقال بتوجيه نداء بأن يوحد الشعب الفلسطيني جهوده، ان يضع خطة لانقاذ الاطفال المشردين وكل الأطفال في غزة، ان كانت الوحدة السياسية بعيدة المنال في هذه المرحة دعونا نحقق وحدة اجتماعية تضامنية من اجل هذا الهدف “انقذ طفلا في غزة تنقذ حياة كاملة”اكثر الامور التي تكشف اننا شعب يمتلك عزيمة من عدمها هو مدى اهتمامنا بحياة اطفالنا، وكل جزء من شعبنا يتعرض للابادة، ان حكم التاريخ علينا اليوم هو إذا حاولنا فعلا وبجد او لم نحاول؟

طبعا هذا لا يعفي المجتمع الدولي من المسؤولية، الذي ترك اطفال غزة والمواطنين في غزة محاصرين تقتلهم آلة الحرب الإسرائيلية المتوحشة دون رحمة.

 

الاخبار العاجلة