نتائج التصويت البريطاني حيال الخروج من الإتحاد تهز العالم

25 يونيو 2016
نتائج التصويت البريطاني حيال الخروج من الإتحاد تهز العالم

infoاثارت نتائج تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الاوروبي ولا زالت صدى عالميا واسعا لما لهذه الخطوة التاريخية من تداعيات متشعبة ، وتأثير على مستقبل الاتحاد   وما لذلك من انعكاسات عالمية متعددة تتغلغل في تفاصيل قضايا دولية واقليمية يتأرجح مصيرها  بحسب ميزان القوى العالمي الذي يشكل الاتحاد عنصرا مهما واستراتيجيا فيه ، الامر الذي يفتح باب القلق لدى الجميع   من المستقبل على مصراعيه .

فوز أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وأظهرت النتائج النهائية لاستفتاء بريطانيا، التي أعلنت الجمعة 24 يونيو/حزيران، فوز معسكر “الخروج” من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 51,9%، مقابل 48,1 من الأصوات لصالح البقاء. وجاءت النتائج بواقع تصويت 17,410,742 شخصا لصالح الخروج، فيما صوت 16,141,241 شخصا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي. وبهذه الارقام فاز أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء بفارق قليل  بين الأصوات . وعلى الرغم من أن الاستفتاء لا يحمل طابعا قانونيا، أي أن الحكومة ورئيس الوزراء يملكان الحق في تجاهل النتائج إلا ان الامر ليس بهذه السهولة بعد أن فتح كاميرون هذا الباب الخطير  على الاتحاد  الذي  قد لا يبقى بعد ذلك على حاله  في ظل القلق المبرر من النتائج السلبية  لهذه الخطوة وسط احاديث عن نية دول اخرى في الاتحاد التقدم نحو استفتاء مماثل .

 مبادرات لخروج دول أخرى من الاتحاد الأوروبي

وفور لاعلان عن النتائج  التي ابتهج لها البريطانيون المؤيدون للخروج من الاتحاد واصفين ذلك بيوم الاستقلال ، بدءت المبادرات والدعوات لخروج دول اخرى من الاتحاد حيث اقترح زعيم حزب الحرية الهولندي غييرت فيلدرز بإجراء استفتاء لخروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، بعد النتائج البريطانية. وقال في حسابه على تويتر: “أهتف للبريطانيين. والآن جاء دورنا. حان الوقت لإجراء استفتاء في هولندا”.كما أيدت رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبان استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأكدت على أن باريس تملك أسبابا أكثر من بريطانيا للخروج من الاتحاد.ودعت لوبان إلى إجراء تصويت في فرنسا مماثل للاستفتاء الذي أجراه البريطانيون. وفي ذات السياق نشرت وزارة المالية الالمانية وثيقة رسمية اعربت فيها من مخاوفها وقلقها الشديد من انسحاب دول اخرى من منظومة الاتحاد الاوروبي.واعربت الوثيقة الالمانية تحديدا عن خوفها وقلقها من انسحاب فرنسا، هولندا، النمسا، فنلندا، هنغاريا من الاتحاد الاوروبي في اعقاب انسحاب بريطانيا من هذا الاتحاد.

بصمة ثقيلة على اسواق المال

وعل الصعيد الاقتصادي انعكست نتائج الاستطلاع بصورة فورية حيث  هبطت أسعار النفط أكثر من 5% ، وترك القرار البريطاني بصمته الثقيلة على اسواق المالي التي فقدت وفقا للمصادر الاقتصادية 2.1 تريليون دولار حيث فضل المستثمرون في ارجاء العالم الاستثمار في الذهب والين الياباني واسهم “بلو تيشب” فيما الاسهم الاسهم في وول ستريت اكبر انخفاض لها منذ عام 2001 حيث فقد مؤشر “داو جونز” 3:3% من قيمته ومؤشر “نساداك ” 4%.سجلت بورصات باريس وطوكيو خسائر بقيمة 8% و فرانكفورت 7 % فيما خسرت بورصات لندن ونيويورك 3%.وعلى ضوء هذه التداعات السياسية والاقتصادية في آن معا  قرر المجلس الاوروبي  عقد إجتماع طارىء يوم  الثلاثاء 28 يونيو من أجل مناقشة عواقب القرار البريطاني الذي لم يكن المجلس مستعدا لها وفقا لوصفه .

استقالة كاميرون

اما بالنسبة لكاميرون يبدو أنه قد بدء جمع اوراقه للرحيل منذ الآن بعد فتحه لهذه الباب المقلق حيث قال كاميرون إنه سيستقيل من منصبه بحلول وصرح كاميرون “أن رئيس حكومة جديد يجب أن يقرر موعد بدء عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي”. وقال “لا أعتقد أنه سيكون من الملائم لي أن أمسك بدفة قيادة البلاد إلى وجهتها المقبلة.”

ردود فعل عالمية

وعلى الصعيد العالمي اثارت نتائج الاستفتاء ردود فعل واسعة حيث  قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “لا أساس للمزاعم حول مصلحة روسيا في  Brexit، إنه خيار المواطنين البريطانيين، ونحن لم نخطط للتدخل”. من جهته قالالرئيس الأمريكي باراك أوباما: “إن الولايات المتحدة تحترم قرار البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي ولا يمكننا الاستغناء عن بريطانيا والاتحاد”.فيما قال الرئيس السويسري يوهان شنايدر “إن محادثات الحد من الهجرة إلى الاتحاد تعقدت بسبب تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لكنها لا تزال أولوية وطنية”.من جهتها اعتبرت  المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “حدا فاصلا” داخل أوروبا. فيما اعرف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أسفه بشأن نتائج الاستفتاء . وقال عمدة لندن السابق بوريس جونسون: “التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء “انتصار للديمقراطية” وهو “لحظة مصيرية في تاريخ بلادنا”.من جانبه  قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي: “علينا أن لا نخشى آثارا سلبية ما، قد يخلقها سيناريو عدم الاستقرار المترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.ومن جهته قال المستشار النمساوي كريستيان كيرن ” استبعد أن يكون هناك “أثر الدومينو” على باقي الدول الأعضاء وأكد أن بلاده لن تقدم على مثل هذه الخطوة “.وعلى النقيض من ذلك قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا: “ما نراه من عدم الرضا في بريطانيا موجود أيضا في بلدان أخرى ونجتمع لتحديد موقفنا”.فيما رآى رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتزانه  “لن يكون هناك تفاعل تسلسلي”.اما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يولكرفكتبت “بريطانيا ستظل عضوا في الاتحاد لحين إتمام مفاوضات خروجها منه ولا تعني النهاية”.فيما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: “ما لا يقتلك يقويك، أؤكد للجميع أننا مستعدون أيضا لهذا السيناريو السلبي”.اما أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج قال “مكان بريطانيا في الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة لن يتغير رغم قرار البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الأووربي”.وعلّق نائب المستشارة الألمانية، وزيرالاقتصاد، سيغمار غابرييل، عبر تغريدة له على موقع تويتر، قائلا: “اللعنة! يوم مشؤوم لأوروبا”. فيما صدم   سفير الولايات المتحدة السابق لدى روسيا مايكل ماكفول  بالنتائج وقال “صدمت بنتائج الاستفتاء، كل من يؤمن بقوة ووحدة وديمقراطية أوروبا خسر، أما بوتين فقد فاز”.

آثار سلبية على القضية الفلسطينية

ومن الجدير ذكره ان القضية الفلسطينة ليست بمعزل  عن التأثر بهذا  القرار البريطاني الذي هز العالم اجمع بما في ذلك الشرق الاوسط وقضاياه المتعددة ، وويظهر انعكاس القرار على المشروع الوطني الفلسطيني فيما اوضحته عضو مجلس الشعب المصري مارجريت عازر الجمعة، والتي تشغل منصب وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب المصري وعضو البرلمان الدولي بالقول”هذا القرار سيضعف من قوة القرار الدبلوماسي الأوروبي نظرا لمكانة الاتحاد على المستوى الدولي والذي سوف يكون له آثار سلبية تضعف من قوة القرار الدبلوماسي الأوروبي، ويؤثر على وزن الاتحاد في الكثير من الملفات الساخنة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية بحكم وجود الاتحاد ضمن اللجنة الرباعية الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط.

Breaking News