وفد من أهالي ضحايا الحرب على غزة يزور مقر الأمم المتحدة ويلتقي بغوتيريش وأعضاء مجلس الأمن

8 مارس 2024آخر تحديث :
أهالي ضحايا الحرب

صدى الإعلام: قام وفد من أهالي ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بزيارة لمقر الأمم المتحدة في نيويورك،  الخميس، لعرض مآسيهم أمام الأمين العام للأمم المتحدة والسفراء والصحافة المعتمدة.

والتقى الوفد، الذي رتبت لقدومه بعثة فلسطين لدى المنظمة، بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والذي استمع إلى معاناتهم وما جرى لأهاليهم في غزة. وقد صرح الأمين العام بعد اللقاء قائلا: “لقد تأثرت كثيرا بما سمعته من قصص مريعة من أعضاء وفد أهالي الضحايا الذين سقطوا بسبب الحرب في غزة. بعضهم فقد أكثر من 100 شخص من الأقارب. هذا الرعب يجب أن يتوقف الآن. وقف النار الإنساني لا يحتمل الانتظار”.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، لـ”القدس العربي” أنه “تأثر كثيرا بالروايات التي سمعها من عائلات الضحايا وأنه استمع إليهم بكل اهتمام وهم يروون معاناتهم”.

لقاء مع أعضاء مجلس الأمن بترتيب من سفير الجزائر

وبترتيب من السفير الجزائري، عمار بن جامع، العضو العربي في مجلس الأمن، قام الوفد الفلسطيني بلقاء مع أعضاء المجلس الخمسة عشر، إذ حضروا الاجتماع غير الرسمي على مستوى السفراء في مقر الأمم المتحدة، واستمع الحضور إلى شهادات من أعضاء الوفد حول همجية قوات الاحتلال وجرائمه الفظيعة التي ارتكبها وما يزال يرتكبها ضد المدنيين العزل بقطاع غزة. وقد رافق الوفد في كافة الاجتماعات السفير الفلسطيني رياض منصور، ونائب الممثل الدائم السفير ماجد بامية والسفيرة فداء عبد الهادي.

وعقب اللقاء مع أفراد عائلات الضحايا، عبر العديد من ممثلي أعضاء مجلس الأمن، وفي تجرد من ثقل وظائفهم الدبلوماسية، عن تعاطفهم مع المآسي والفظائع التي تعرض لها الفلسطينيون. بل وأكد السفير منصور أن بعض السفراء شوهدوا والدموع تتدفق من عيونهم. كما أعربوا عن عميق امتنانهم للسفير عمار بن جامع على هذه المبادرة الحسنة التي مكنتهم من سماع قصص ما كانوا ليطلعوا على تفاصيلها لولا هذا لقاء.
كما جدد كافة المتدخلين عزمهم على مضاعفة الجهود للتوصل إلى حل نهائي يضمن حقوق الفلسطينيين في الأمن والعيش بسلام في ظل دولتهم الحرة المستقلة.

والتقى الوفد بعد لقاء الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن سفراء المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ثم التقوا بالصحافة المعتمدة ثم أمام مجلس الأمن للإجابة على أسئلة الصحافيين.

وردا على سؤال “القدس العربي” للدكتور عماد التميمي، الطبيب بالمستشفى الأوروبي والذي خرج مؤخرا من القطاع، حول حملة تشويه المستشفيات واتهام المقاومة باستخدامها كمراكز قيادة وتسليح وتخزين قال: “سأقول ما سمعت وما رأيت. لقد مكثت مدة في جنوب غزة. كنت قريبا من خان يونس ورفح القريبة من الحدود. أستطيع أن أتحدث عما شاهدت. لم يكن مسموحا لنا أن نغادر المجمع الطبي. لم نشاهد ما حدث في الخارج لكننا شاهدنا تدفق الناس على المستشفى. كثير منهم تحدث عن الصعوبات للوصول إلى المستشفى ولكننا لم نشاهد شيئا بأنفسنا في الخارج. ما شاهدناه أناس يعانون من الجراح وكل ما قيل من ادعاءات حول المستشفيات هو محض افتراء”.

وأضاف “الحقيقة أن هناك حرب إبادة. لقد تم استهداف الأطباء كي لا يتمكنوا من علاج الجرحى. هؤلاء الجرحى تعرضوا للعديد من الإصابات. بعض الأطباء عطلت أطرافهم كي لا يتمكنوا من علاج الآخرين. بعضهم خسر عيونه أو أطرافه، الأيدي أو الأرجل، ولا يستطيع أن يساعد الآخرين. في المستشفى الذي كنت أعمل فيه كان تحت تهديد بالاقتحام. بعض الأطباء المتطوعين وصلوا إلينا من مستشفى الشفاء. عملوا لثلاثة أشهر بدون أي رواتب. متطوعون فقط. سمعنا قصصا كثيرة. لكننا كنا نعمل 24 ساعة لمساعدة المصابين وأستطيع أن أرفض أن المستشفى الذي أعمل فيه كان يحتوي أي شيء مخالف”.

روايات المشاركين

تحدثت سهام بسيسو ابنة التسعة عشر ربيعا والطالبة في السنة الثالثة بكلية طب الأسنان، قائلة إنها انتقلت إلى بيت جدتها في شمال غزة. وفي اليوم 65 من الحرب أصيب بيتها فاستشهد على الفور شقيقها أحمد (16 عاما). وأضافت “أخي حمود أصيب بحروق بالغة استشهد بعد أربعة أيام لأن العائلة لم تستطع أن تقدم له أي علاج أو مرهم ضد الحروق فدفنته العائلة مع أحمد في حديقة البيت”. أما أختها سارة والتي كانت على وشك إنهاء دراستها الثانوية، وكانت تأمل أن تدرس الطب وتصبح طبيبة، أصيب 70 في المئة من جسدها بحروق بالغة، “تمكنا قبل شهر فقط أن نخرج بعد أن عانت سارة أكثر من شهرين من الحروق. وهي الآن تعالج في مستشفى بحيّ ستيتن آيلاند بمدينة نيويورك”. إلا أن فريق الأطباء لم يستطع معالجة الطفلة سارة حيث اضطروا إلى بتر أربعة من أصابعها لأن خروجها من جحيم غزة جاء متأخرا جدا.

آدم أبو شريعة مهندس وصيدلاني من غزة. قال إنه في يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، “أصيب أحد بيوت العائلة وكان يقطنه 22 شخصا. بعضهم نجا من الموت. وبعضهم قتل فورا. ذهب أخي للبيت لمساعدة الضحايا وانتشال الجثث، فقام الجيش الإسرائيلي بقصف البيت مرة ثانية فقتل أخي على الفور. واستمروا بقصف الحارة كلها حيث تعيش عائلة أبو شريعة في منطقة متقاربة. عشرة بيوت من بيوت العائلة تم تدميرها، وآخر البيوت كان فيه 90 شخصا تجمعوا فيه بعد تدمير البيوت الأخرى، وتمت إبادة الجميع”.

وتابع: “والدي عمره 83 سنة وأمي 75 سنة وأخي 34 سنة، ترك زوجته وأربعة أطفال (11، 10، 7 و1.5 سنة). لقد نجوا بأعجوبة. كل الباقين قتلوا، أمي وأبي و90 شخصا ما زالوا تحت الأنقاض. سمعناهم يستنجدون بنا ولم يتمكن أحد من مساعدتهم إلى أن قضوا جميعا. ثلاثة من إخوتي يعيشون في الخيام في جنوب القطاع. لكن جزءا من العائلة ما زال في الشمال. لا يجدون ماء أو غذاء أو مأوى. كل ما يريدونه قطعة من الخبز. لا فواكه ولا خضروات. لقد دمرت حياتنا وأطلب منكم جميعا أن تعملوا أكثر لوقف الحرب”.

فيفي سابا، تم تهجير عائلتها من حي الرمال، هُدم البيت بالكامل. لجأت إلى الكنيسة ثم قصفت الكنيسة يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر وارتقى 22 شخصا داخل الكنيسة. “كنت أراقب الجزيرة عندما رأيت ابنة عمي فرجينيا جريحة والدم يلطخ وجهها. ورأيت سناء ابنة عمي وأطفالها. بعد ساعات تمكنت من الاتصال بأهلي فوجدت أن خمسة منهم جرحوا وخمسة قتلهم القصف. انتقلت عائلتي إلى كنيسة “العائلة المقدسة” وهي كنيسة كاثوليكية في حي الزيتون. تمت مهاجمة الكنيسة في كانون الأول/ ديسمبر وكان فيها 350 شخصا. في ليلة عيد الميلاد قتل قناص إسرائيلي سيدتين كانتا في طريقهما لاستخدام الحمام. أختي كانت ترسل لي رسائل تقول إن الوضع خطير. نمنا على الأرض خوفا من القناصين. كل شخص في غزة تأثر بما يجري. أنا شخصيا لم أعد قادرا على العمل أو النشاط إلا الحديث عما يجري لأهلنا من نساء وأطفال في قطاع غزة”.

جميلة أبو دلال، ولدت في الولايات المتحدة، عائلتها من حي الزيتون وتل الهوى. قالت “ذهب والدي إلى غزة يوم 22 أيلول/ سبتمبر لقضاء الإجازة. كان يرتب الشقة التي يريدها أن تكون مكانا لاجتماع العائلة. في اليوم الثاني للحرب قصفت الشقة ودمرت تماما ولحسن حظ والدي لم يكن هناك. دورت بيوت أبو دلال وحرق العديد منهم وقتلوا ودمر السوق الذي كان يحمل اسم “أبو دلال مول” وابن عم أمي قتل هو وعائلته وأولاده جميعهم. ابن عمي الآخر قتل وجدتي. كما قتل جدي، عبد البنا، من الجوع، لم يتم قبوله في المستشفى لأنهم يقبلون الجرحى فقط. محمد ابن عمي كان يستعد للزواج لكنه قتل قبل أن يحقق حلمه. نحتاج إلى وقف إطلاق النار الآن. نريد إيصال المساعدات الإنسانية”.

هالة حجازي من سان فرنسيسكو، كاليفورنيا، قالت “عائلتنا من غزة منذ مئات السنين. طرد والدي الطبيب في السبعينيات إلى الأردن. عائلتنا تتعرض للتدمير في غزة الآن. من تبقى يتعرض لخطر الموت جوعا أو من قلة الدواء أو من القصف. ابن عمي جاسر خطف من بيته وجرد من ملابسه وتم تعذيبه. يسرقون الأعضاء من القتلى. لا نعرف أين جثامين الضحايا. كل شيء في غزة دمر. 30 ألف ضحية وهناك 17 ألف يتيم. رأيت مستوطنين يرقصون ويهتفون ويحتفلون بمنع المساعدات الإنسانية من الدخول عبر المعابر. هذا الصباح يقوم أفراد من الجيش الإسرائيلي بشواء اللحم على الحدود أمام الذين يموتون من الجوع. قتل في غزة الأطباء والمهندسون والمعلمون وخيرة أبناء هذا الشعب المتميز بإبداعاته بمن فيهم عمي الأستاذ الجامعي. ما يجري الآن هو بكل بساطة إبادة جماعية”.

الدكتورة رولا الفرا تعيش في تكساس وعائلتها الممتدة في غزة قد فقدت أكثر من 100 شخص. قصف منزل عائلتها الذي راح ضحيته قريباها عزيز وحاتم، طفلان لم يتجاوزا الخامسة عشرة، إضافة لأحد عشر فردا آخرين من أفراد عائلتها في حين نجا حمزة من القصف، لينقل إلى المستشفى. هناك عاش ألما لا يطاق لمدة أسبوع قبل أن يرتقي هو الآخر شهيدا متأثرا بجروحه في ظل غياب الدواء والمعدات الطبية اللازمة لعلاجه”.


“الخارجية”: من حق النساء الفلسطينيات العيش بأمان والتمتع بالحماية من جرائم الاحتلال


المصدر: (القدس، وكالات)

الاخبار العاجلة