وسوسة نتنياهو في واشنطن!!

16 فبراير 2017آخر تحديث :
وسوسة نتنياهو في واشنطن!!

بقلم: موفق مطر عن الحياة الجديدة

يحمل نتنياهو الى لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اوراق قضايا عدة، سيحاول بالتأكيد اقناع سيد البيت الأبيض الجديد بأن تكامل الرؤى بين ادارته واسرائيل سيحقق المصالح العليا للولايات المتحدة الأميركية (أولا).

 سيعزف نتنياهو على وتر ترامب (أميركا اولاً) ويعرض خدمات اسرائيل لتحقيق الوجه الآخر من عملة كل منهما، فنتنياهو سيعمل على تحقيق مبدأ (اسرائيل اولا) عبر إقناع ترامب ان دولة ما في هذا العالم لن تخدم ادارته لتحقيق شعاره (اميركا اولاً) بقدر الخدمة التي ستقدمها اسرائيل.

الملف النووي الايراني هاجس ترامب، وفي الوقت نفسه وبقدر مبالغ فيه اسرائيل، اما مساعي نتنياهو لربط هذا الملف بما يسميه ترامب (الارهاب والتطرف الاسلامي) فإنها انطلقت مع بدء وسائل اعلام وشخصيات اسرائيلية بارزة الحديث عن تبعية منفذي عمليات طعن او دهس في القدس وغيرها لداعش! رغم أن الوقائع الحقيقية على الأرض تنفي هذه الصلة، او حتى مجرد علاقة الالهام!.

 سيحاول نتنياهو اقناع ترامب باغتيال البعد الوطني لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني، ونصب الحل الاقتصادي، بعد اطاحة ركائز حل الدولتين بجرافات (قانون التسوية) أي شرعنة الاستيطان، فهل سيلقى نتنياهو اذنا صاغية من ترامب حول امكانية صنع سلام بين الفلسطينيين واسرائيل كدولة احتلال قائم على تحسين حياة الفلسطينيين الاقتصادية، أم أن الموقف الرسمي الفلسطيني الذي ابرزته القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وصل لمسامع ترامب، ومفاده أن نضال الشعب الفلسطيني وطني، من اجل الحرية والاستقلال وأن تعميم السلام في المنطقة، والقضاء على الارهاب، والوصول الى  استقرار وأمن وامان في المنطقة لن يتحقق ما لم يعمل الجميع على تجفيف منبعي الارهاب الأساسيين وهما الاحتلال والاستيطان، وتحقيق هدف الفلسطينيين، الذي بات هدف المجتمع الدولي أيضا، واقرته مؤسسات الشرعية الدولية، وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.

نفترض ان ترامب سمع من ملك المملكة الاردنية الهاشمية عبد الله الثاني، ورئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، ما يعزز جدية وصلابة الموقف الفلسطيني، ذلك ان لمصر والاردن مكانة مميزة لدى الادارة الأميركية الجديدة، كما اننا نعتقد ان لفلسطين مكانة مميزة في سياسة البلدين الشقيقين الدولية، ولهذا فإن نتنياهو قد لا ينجح تماما، او قد لا يفشل تماما في الوسوسة بأذن ترامب.

قد يكون صوت فلسطين اقوى تأثيرا من وسوسة نتنياهو، اذا ما دعمه الأشقاء العرب بصوت واضح وقوي موحد، بحيث يتأكد ترامب أن علاقة الدول العربية مع اسرائيل لن تكون على حساب فلسطين، مثلما يريد نتنياهو ويريد احكامها بنظام امني مشترك لمواجهة مخاطر ايران – كما يروج دائما – وأن اية علاقة مع اسرائيل لن تكون طبيعية ما لم يتحقق هدف (دولة فلسطينية)، وان اسرائيل ليست الوحيدة القادرة على تغيير قواعد الصراعات في المنطقة، وان سبل التحالفات مع قوى عظمى وكبرى اثبتت مصداقيتها في حماية مصالحها كروسيا مثلا، مفتوحة على كل الخيارات.

لدى نتنياهو أسلحة الاحتلال وعنصرية الاستيطان والنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية.. لكن لدى  قيادتنا ما هو أهم وابقى، فهنا شعب، بروح وارادة وطنية، وايمان بالحق تبلغ جذوره باطن التاريخ والطبيعة، وفروعه اعلى مما يمكن لانسان رؤيته ببصره وبصيرته او بكل وسائل التكنولوجيا التي اخترعها، فالقائد الفلسطيني الذي قال على منبر الأمم المتحدة وبلغت كلماته مسامع وضمائر قادة العالم: هنا كنا..هنا باقون ..هنا سنكون” يعلم يقينا ان في جعبته حقا كالزمن لايسقط ولا يتراجع وانما يتقدم ابداً.

         

الاخبار العاجلة