الاسطنبوليون الـ 70!

20 فبراير 2017آخر تحديث :
القدس

بقلم: موفق مطر – الحياة

 ماذا يريد “الاسطنبوليون” الجدد؟! ومن ذا الذي يعينهم على الإمساك بأدوات تقطيع وتقسيم وفرز، ألا يكفينا حماس التي شطرت بفأس عقليتها الانقلابية، الوطن (الارض والشعب)؟!

يريد الاسطنبوليون الجدد فرض تقسيم ما بين شعب فلسطين في الداخل والخارج، بعد نجاح حماس بفرض خطوط وحدود (قطاع غزة) بقوة السلاح على ملايين الفلسطينيين، لقطع صلتهم بالوطن الأم (فلسطين).

بعد مراجعة لمعظم بيانات وتصريحات ما يسمى (الاسطنبوليون الـ70) الجدد، خرجنا بخلاصة واحدة هي اخطر علينا من مشاريع الاستيطان اليهودي، فهؤلاء يسعون لصنع خطوط وإنشاء حواجز وحدود تفرقة وتمييز وهمية، وفرضها كواقع لتصبح احد معالم شخصية انفصالية انعزالية للفرد الفلسطيني، وفق الانتماء الجهوي او الجغرافي، او بين لاجئ ومقيم، وهذا ان نجح عندنا، كما نجح في اقطار عربية أخرى مع بعض الاختلافات في التسميات والشكل، فإن قوة هؤلاء التدميرية وتأثيرها المباشر على مكونات الشعب الفلسطيني ووحدته في داخل فلسطين وخارجها، ستفوق قدرة مخططات ومشاريع حكومة دولة الاحتلال الاستيطانية، التي تقطع ارض فلسطين طولا وعرضا بمستوطنات اسمنتية تفرضها بقوة السلاح، وجدر امنية اسمنتية ايضا وسلكية مكهربة.

يريد (الاسطنبوليون الجدد) تقديم مساهمة مجانية في عملية اغتيال قرار الأمم المتحدة 19/67  وتقديم رأسه مقطوعا لنتنياهو على طبق من ذهب،  فهؤلاء أدعياء الحرص على المشروع الوطني، ووحدة الشعب الفلسطيني يعلمون جيدا أنهم سيحاولون اثارة ضجيج من نوع ما يوظفه نتنياهو لتبرير ذبح حل الدولتين من الوريد الى الوريد،  اذا سيضيف الى مقولة المتطرف بينيت حول دولتين للفلسطينيين في غزة والاردن، سيقول للمجتمع الدولي بكل وقاحة، هناك فلسطينيون في غزة، يختلفون عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكلاهما يختلف عن الفلسطينيين في اسرائيل، والثلاثة يختلفون عن الفلسطينيين في دول العالم ولا التقاء بينهم على ممثل او قيادة او هدف، ولكن بالمقابل – والكلام المفترض هنا لنتنياهو سيستلهمه من دعوة مؤتمر الاسطنبوليين الجدد -: انظروا الى يهود العالم كيف يعتبرون اسرائيل دولتهم ولذلك نصر على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولتنا”.

عندما نقرأ ما جاء في نص القرار 19/67 الصادر في 29 تشرين الثاني من العام 2012 سنعرف أن هؤلاء يعلمون انهم يدفعون رواية نتنياهو الى ذروتها في تجاهل اي كيان سياسي للفلسطينيين، والا لكانوا اخذوا حقهم كأعضاء طبيعيين في منظمة التحرير الفلسطينية، وساهموا في دفع الحوار الفلسطيني لعقد المجلس الوطني كما اتفقت عليه اللجنة التحضيرية في بيروت قبل اسابيع، فهم يعلمون أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت استبدال مصطلح المنظمة كممثل شرعي الى دولة فلسطين وان المجلس الوطني بمثابة برلمان الفلسطينيين واعتبرت اللجنة التنفيذية بمثابة الحكومة المؤقتة لدولة فلسطين، وهاكم ما جاء في نص القرار:

” إن الجمعية العامة إذ تــشير إلى قراريهــا (٣٢١٠ د- ٢٩) المــؤرخ ١٤ تــشرين الأول/ أكتــوبر ١٩٧٤ و (٣٢٣٧ د- ٢٩) المــؤرخ ٢٢ تــشرين الثــاني/ نــوفمبر ١٩٧٤، اللــذين بموجبــهما، وعلــى التوالي، دُعيت منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في مداولات الجمعية العامة بـصفتها ممثـل الشعب الفلسطيني ومُنحت مركز مراقب، وإذ تــشير أيــضا إلى قرارهــا ٤٣ /١٧٧ المــؤرخ ١٥ كــانون الأول/ديــسمبر 1988 الـذي بموجبـه، وفي جملـة أمـور، اعترفـت بـإعلان دولـة فلـسطين، الـصادر عـن المجلس الـوطني الفلسطيني في ١٥ تشرين الثاني/نـوفمبر ١٩٨٨، وقـررت أن يـستعمل اسـم ” فلـسطين” بـدلا مــن تــسمية “منظمــة التحريــر الفلــسطينية”، دون المــساس بمركــز المراقــب لمنظمــة التحريــر الفلسطينية ووظائفها في منظومة الأمم المتحدة، وإذ تضع في اعتبارها أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنيطت بها وفقا لقرار للمجلس الوطني الفلسطيني، سلطات ومسؤوليات الحكومة المؤقتة لدولة فلسطين. ما بين السياحة السياسية وجريمة زنا المحارم خيط رفيع جدا، يعلم قاطعه ماقد فعل وللشعب يوم حساب.

الاخبار العاجلة