رام الله–صدى الإعلام-21-02-2017-التقت رضيعة فلسطينية اليوم الاثنين والدتها بعد ستة اشهر من الفراق، بعد ان حصلت الوالدة على تصريح اسرائيلي للانتقال من قطاع غزة الى القدس لزيارتها في مستشفى فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة.
وقالت الوالدة جمانة داود انها قدمت طلبا منذ اشهر للحصول على تصريح اسرائيلي يتيح لها الانتقال من غزة الى القدس لاستعادة رضيعتها مريم (ستة اشهر) الموجودة في مستشفى المقاصد الفلسطيني، من دون ان تحصل على رد. واكدت منظمات حقوقية هذا الامر.
الا ان “لادارة المدنية”التابعة لوزارة الجيش الاسرائيلي والمسؤولة عن تنسيق انشطة الجيش في الاراضي الفلسطينية المحتلة، نفت تلقيها اي طلب مماثل.
وابتسمت الرضيعة مريم داود التي بدت ضئيلة الحجم عندما حملتها والدتها للمرة الاولى منذ ولادتها المبكرة في اب/اغسطس الماضي.
وقالت جمانة (24 عاما) وهي تبتسم لوكالة فرانس برس “شعور جميل للغاية. الحمد لله اني تمكنت اخيرا من ان احضنها. كل امنيتي ان اراها سعيدة وبصحة جيدة”.
وتقول الوالدة انها تلقت اتصالا من الجيش الاسرائيلي في وقت متأخر من مساء الاحد لابلاغها بانها حصلت على تصريح للانتقال الى مدينة القدس، بعد ان بثت قناة تلفزيونية اسرائيلية تقريرا مصورا عنها.
من جانبها، تقول ام عبد الرحمن، وهي سيدة فلسطينية من القدس كانت تزور الرضيعة اسبوعيا في المستشفى وترسل صورا الى عائلتها عبر تطبيق الواتساب، وقد دمعت عيناها “لم يكن هناك احد ليحمل الطفلة. كانت تبكي كثيرا لانها بحاجة الى حنان الام” مضيفة “كنت احملها واحاول جعلها تبتسم”.
ويحتاج الفلسطينيون في قطاع غزة الى تصريح من اسرائيل للتمكن من دخول القدس، ويقدم طلب الحصول على التصريح عبر الارتباط التابع للسلطة الفلسطينية.
ويبدو سبب انفصال الام عن رضيعتها غير واضح تماما.
فقد حصلت الام جمانة على تصريح للعبور من غزة الى القدس الشرقية المحتلة في تموز/يوليو 2016، للحصول على رعاية طبية بعد حصول تعقيدات في حملها.
وولدت مريم قبل اكثر من شهرين من موعد ولادتها في الاول من اب/اغسطس الماضي مع شقيق توأم متوف.
وكانت الرضيعة في حالة صعبة وبحاجة لوضعها في حاضنة لعدة اسابيع للبقاء على قيد الحياة، بحسب الاطباء.
واضطرت جمانة الى العودة الى قطاع غزة لرعاية طفليها الاخرين، مشيرة الى انها اعتقدت انها ستتمكن من العودة بسرعة عندما تتحسن صحة رضيعتها مريم.
وتقول جمانة انها قامت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي باعادة تقديم طلب للحصول على تصريح اسرائيلي، في ادعاء اكدته منظمة اطباء من اجل حقوق الانسان-اسرائيل.
من جانبه، نفى الجيش الاسرائيلي تلقيه اي طلب للحصول على تصريح، بينما نشرت السلطات الفلسطينية صورة لطلب رسمي، يشير الى تقديمه.
ولم يكن بامكان وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من الوثيقة او سبب التأخير.
وكانت القناة التلفزيونية العاشرة الاسرائيلية تناولت القصة في تقرير ليل الاحد، ثم حصلت جمانة على تصريح بعدها بوقت قليل.
واكدت”الادارة المدينة”الاسرائيلية في بيان ان “الجانب الفلسطيني للاسف لم يقدما طلبا لها. عندما سمعنا بالقضية قمنا بتنسيق قدوم الوالدة الى المستشفى في غضون 24 ساعة”.
الا ان حسام لفتاوي من منظمة اطباء من اجل حقوق الانسان الحقوقية لفت الى ان هذه الحالة ليست معزولة.
ويشير لفتاوي الى ان هناك “العديد من الحالات في المستشفى لامهات عدن الى قطاع غزة لاحد الاسباب” مشيرا الى ان الامهات يواجهن صعوبة في الحصول على تصريح بسبب البيروقراطية الاسرائيلية البطيئة.
واضاف “تستمر معظم هذه الحالات فترة شهر او شهرين ولكن هذه الحالة هي الاطول”.
واعربت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من انخفاض نسبة الفلسطينيين من قطاع غزة الذين يحصلون على تصاريح لدخول اسرائيل او القدس لتلقي العلاج.
وبحسب ارقام صادرة عن المنظمة، فانه في كانون الاول/ديسمبر الماضي، حصل 41,7% فقط من اكثر من 2500 شخص تقدموا بطلبات للعلاج على تصاريح، في ادنى معدل منذ نيسان/ابريل 2009.
وتم رفض نسبة قليلة من المتقدمين، بينما لم يحصل غالبية المتقدمين على اجابة في الوقت الملائم لمواعيدهم الطبية.
واكد مصدر في الامم المتحدة ان مسؤولين اسرائيليين ابلغوهم خلال اجتماع عقد مؤخرا انه تم حذف العديد من الطلبات عن طريق الخطأ.