أردوغان وسيطا بين إسرائيل وحماس

26 يونيو 2016آخر تحديث :
أردوغان وسيطا بين إسرائيل وحماس

52

اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع خالد مشعل يستبق اجتماع الإعلان عن تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية

 26-06-2016

تخلّى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تماما عن تصريحات سابقة بدا فيها مهدّدا لإسرائيل ومتضامنا مع قطاع غزة الذي ما يزال سكانه ينتظرون الوعود التركية الكثيرة والتي لم يتحقق منها شيء بعد.

ولا يبحث الرئيس التركي عن تطبيع علاقات بلاده بإسرائيل فقط، بل يرتّب لصفقة بينها وبين حماس كانت محور لقائه الأخير برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.

والتقى أردوغان مشعل في وقت تتحدث فيه الصحف التركية عن اجتماع وشيك لتطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية.

ولم يعد التغيّر في مواقف الرئيس التركي يثير استغراب المراقبين، فالرّجل عرف بمواقف متناقضة ومتضاربة، فضلا عن افتعال معارك إعلامية ودبلوماسية مع بلدان ذات وزن، ثم البحث عن وسطاء لتطويق الأزمات التي بدأ بعضها يأخذ مجرى تصعيديا مثلما جرى مع روسيا.

ويبدو أن المقابل، الذي سيدفعه أردوغان لضمان عودة العلاقات مع إسرائيل، هو جرّ حركة حماس إلى تنفيذ خطة تهدئة طويلة المدى مع إسرائيل مقابل امتيازات اقتصادية تفكّ عنها الحصار وتقوّي وضعها في مواجهة السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة محمود عباس الذي يعيش حالة عدم تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت النقاب عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقى مع مشعل في إسطنبول لمناقشة اتفاق المصالحة مع إسرائيل.

وأوضحت أن “أردوغان ومشعل ناقشا جهود حلّ الخلافات بين الفلسطينيين علاوة على المساعدات التي ستقدمها تركيا لحماس مقابل الالتزام بالاتفاق مع إسرائيل”.

وذكر تقرير إخباري أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) يوسي كوهين التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان وبحث معه نشاطات حماس في تركيا.

وتضع إسرائيل المطالبة بتجميد أنشطة حماس وتسليم القيادات الهاربة في تركيا، والتي تتهمها بتنفيذ عمليات إرهابية، عنصرا رئيسيا في الاتفاق المفترض.

وستجعل المطالب الإسرائيلية أنقرة في إحراج كبير ليس فقط مع قيادات حماس بل مع قيادات التنظيمات الإخوانية المستقرين بإسطنبول والذين سيرون في ذلك تهديدا لبقائهم وأن أردوغان يمكن أن يأمر بتسليمهم لبلدانهم الأصلية في أيّ وقت.

ومن السهل على أردوغان إقناع حماس بالحصول على مزايا اقتصادية مقابل تهدئة طويلة سعت إليها عبر قنوات أخرى ولم توفّق إلى ذلك، خاصة أنها تأتي في وقت يمر به خصمها عباس بوضع صعب.

وكانت تقارير تحدثت عن خطة لوقف إطلاق النار طويل الأجل بين حماس وإسرائيل تقف وراءها قطر وتركيا، وتقوم على السماح بميناء عائم قبالة غزة لاستقبال المساعدات الإنسانية، والمواد الطبية، ومواد البناء. ما سيمكنها من تجنب المرور عبر معبر رفح الذي تشدد فيه السلطات المصرية إجراءاتها ضد المواد الداخلة للقطاع.

ويتم تفتيش مختلف الشحنات في ميناء بقبرص قبل وصولها إلى ميناء غزة ثم إلى داخل القطاع.

وقال مراقبون إن سعي الرئيس التركي إلى استثمار ورقة حماس في تسهيل عملية التطبيع مع إسرائيل يعطي دليلا آخر على أن الرجل لا يدافع عن قضية وإنما يبحث عن تلميع صورته والظهور بمظهر “السلطان القوي” ليس أكثر.

المصدر: صحيفة العرب اللندنية

 

الاخبار العاجلة