تشجيع على القتل وإهانة للعدالة !!

22 فبراير 2017آخر تحديث :
تشجيع على القتل وإهانة للعدالة !!

بقلم: حديث القدس – القدس

بعد عام كامل من المداولات القضائية والسياسية، حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية على الجندي اليئور ازاريا بالسجن مدة ١٨ شهرا، والذي أدين بقتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في آذار من العام الماضي وهو جريح ملقى على الأرض ولم يكن يشكل أي تهديد لا للجندي القاتل ولا لغيره.

الغريب ان النيابة العسكرية كانت قد طالبت بإنزال عقوبة السجن لفترة تتراوح بين ٣-٥ سنوات على هذا القاتل كما أن القانون الإسرائيلي يحدد عقوبة تصل الى السجن ١٨ عاما لكل من يدان بالقتل غير العمد، كما هي حال هذا الجندي، على الرغم من انه قتل الشهيد عن قصد وإصرار كما أثبتت ذلك التسجيلات المصورة وكما أفاد شهود عيان كانوا في الموقع أثناء ارتكاب الجريمة، وهو ما أكدته المحكمة العسكرية نفسها من انه نفذ عملية القتل بدم بارد.

رغم هذا الحكم المخفف فقد سارع محامو الجندي القاتل الى انهم سيقدمون التماسا الى المحكمة والمطالبة بحكم لا يتضمن السجن الفعلي، كما سارع الوزير نفتالي بينت ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي وغيرهما من كبار الضباط والمسؤولين الى المطالبة بالعفو العام عن هذا القاتل والإفراج عنه فورا ويجب الا يدخل السجن الفعلي ولو ليوم واحد.

إضافة الى كل ما تقدم فقد تظاهر المئات طيلة فترة المحاكمة تأييدا لهذا الجندي وحملوه على الأكتاف اكثر من مرة وكان الجميع يتسابقون لاحتضانه ومصافحته وتأكيد دعمهم له.

ان هذه القضية وهذا الحكم وهذا التأييد للقاتل يؤكد حقائق عديدة مخجلة وعنصرية بامتياز، في مقدمتها ان العدالة في إسرائيل هي نسبية وغير عادلة حين يتعلق الأمر بحالات كهذه، ولو كان القاتل فلسطينيا لكان الحكم المؤبد هو القرار. ثم ان هذا التأييد له والمطالبة بالعفو عنه يشكلان ظاهرة عنصرية واضحة هي في جانب منها تخليص القاتل من العقاب، وتشجيع غير مباشر لغيره على القتل في الجانب الآخر، وفي كلتا الحالتين فإنهم لا يعاقبون المجرم بل يكافئونه، ولا يحققون العدالة بل يؤكدون غيابها، وهكذا تثبت إسرائيل مرة اخرى أنها ليست الديموقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط ولا هي دولة القانون والعادلة في المنطقة. وهذه الحالة واضحة أيضا في قضايا كثيرة حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين بالداخل من حيث هدم المنازل والتمييز في المعاملة والإجراءات وكل ما يتعلق بحقوقهم وأرضهم ومعيشتهم …

يجب إيصال ظاهرة مكافأة القاتل هذه إلى كل الرأي العام العالمي ومؤسسات حقوق الإنسان في كل أنحاء الدنيا.

وسيظل دم الشريف أمانة في ذاكرتنا وتاريخنا وستظل جريمة اغتياله وصمة عار للقانون والعدالة الإسرائيليين.

الاخبار العاجلة