صدمة في البيرنابيو
بهذه النتيجة، يكون النادي الملكي، قد خسر الصدارة، بفارق نقطة عن البرسا، لكن يبقى لرجال زين الدين زيدان مباراة أقل، فيما حافظ لاس بالماس على مكانه في المركز الحادي عشر، بـ29 نقطة.
كما كان متوقع، بدأ اللقاء بضغط هائل من الريال، لإدراك هدف مُبكر، يُسهل مهمة حسم الثلاث نقاط، لإعادة الصدارة، التي خطفها البرسا بفوزه الساحق على خيخون بسداسية، وبالفعل، تمكن موراتا من تسجيل هدف في الدقيقة الأولى بتمريرة بالكعب من رونالدو، إلا أن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل على موراتا لحظة استلامه تمريرة الدون الساحرة.
لم يتأخر الهدف الشرعي كثيرًا، وجاء عند الدقيقة الثامنة، بتمريرة حريرية من كوفاشيتش، على إثرها انفرد إيسكو بالحارس كاستلنو، ليُغالطه بتسديدة في أقصى الزاوية اليسرى، سكنت الشباك، لتأتي الصدمة، بعد ثلاث دقائق فقط، بهدف التعديل، الذي سجله ناتا بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء، هنا أيقن زيدان أنه أمام منافس عنيد، ليس نفسه الذي تجرع من مرارة الهزيمة في آخر أربع مباريات في الليجا.
بعد الهدف، تبادل كلا الفريقين الهجمات، الريال هاجم بخطوطه الثلاثة، لأخذ الأسبقية مرة أخرى، قبل أن تتعقد الأمور، في المقابل لعب بالماس على الهجمات المرتدة، بالاعتماد على المدريدي السابق “خيسي رودريجيز”، الذي فعل كل شيء في ظهر كاربخال، بسرعته وخفته في نقل الهجمة من وسط الملعب إلى الثلث الأخير في لحظات.
أبرز فرص الريال، جاءت في الدقيقة 28، عندما مر جاريث بيل من الجهة اليمنى، ثم أرسل عرضية لرونالدو، سددها في المرمى، لكن من سوء طالعه، ارتطمت في قدم المدافعين، وذهبت في النهاية إلى ركلة ركنية لم تُستغل، بعدها رد خيسي بفاصل مهاري، بدأ بتفوقه على كاربخال في سباق سرعة، وفي النهاية مرر لبرينس بواتينج، الذي سدد من لمسة واحدة فوق العارضة، لينتهي بعد ذلك الشوط الأول بالتعادل الإيجابي.
تعقدت الأمور على كتيبة زين الدين زيدان، بعد طرد النجم الويلزي “جاريث بيل”، بعد تهوره على جونثان فييرا”، في كرة مشتركة بينهما في وسط الملعب، بعدها ظهرت ملامح الكابوس، بركلة الجزاء التي احتسبها الحكم على سيرخيو راموس، للمسه الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، ليُسجل منها ضحية جاريث بيل هدف فريقه الثاني بعد مرور 10 دقائق فقط من زمن الشوط الثاني.
ردة الفعل، جاءت من مارسيلو الذي توغل من الجهة اليسرى، ثم أرسل تمريرة أرضية على القائم القريب، أبعدها الدفاع قبل أن تصل إلى قدم صاروخ ماديرا، بعدها ظهر خيسي في الأضواء مرة أخرى، بتسديدة صاروخية أبعدها نافاس بصعوبة بأطراف أصابعه، ثم أزاحها راموس إلى وسط الملعب.
في الدقيقة 69، استيقظ زيدان على الكابوس، بهدف ثالث سجله الغاني بيرنس بواتينج، الذي مر بسهولة من نافاس، الخارج من مرماه بشكل خاطئ، وفي الأخير سدد بدون عناء في المرمى الخالي من حارسه، لتذهب المباراة إلى منعرج آخر لم يتخيل أحد قبل الذهاب إلى غرفة خلع الملابس بين الشوطين.
بعد الهدف الثالث مباشرة، حرمت العارضة رأس رونالدو من هدف تقليص الفارق، لتصل الإثارة ذروتها، بهجمة مرتدة في نفس اللعبة، قادها خيسي، الذي مر اثنين مدافعين، ثم سدد في المرمى، لكن نافاس تألق هذه المرة، بتصدي ولا أروع، لتبقى النتيجة على حالها، وسط صمت وذهول عشاق الريال، الذين لا يصدقون ما يحدث على أرض الملعب.
في الوقت الذي كان يعتقد فيه الجميع أن المباراة ستنتهي بهذه النتيجة، أو ربما يتقدم لاس بالماس، بهدف رابع، بعدما فتح الريال كل خطوطه وهو بعشرة لاعبين، جاءت الانفراجة، بركلة جزاء “مشكوك في صحتها”، احتسبها الحكم للمس الكرة يد كاستنلو، انبرى بها المتخصص “رونالدو”، ونفذها بنجاح، ليتقلص الفارق إلى هدف قبل النهاية بأربع دقائق.
وظهرت قيمة أفضل لاعب في العالم في الدقيقة قبل الأخيرة، بضربة رأس لا تُصد ولا تُرد، أدرك بها هدف التعديل، ليخرج الريال بنقطة كانت بعيدة المنال وهو بعشرة لاعبين، ومتأخر بفارق هدفين حتى الدقيقة 86.