نجاح القمة العربية

13 مارس 2017آخر تحديث :
نجاح القمة العربية

بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة الجديدة

 تتجه العيون منذ الآن الى المملكة الاردنية الهاشمية، لتراقب تطورات الحدث العربي الجامع، وما سينجم عنه من قرارات واصطفافات عربية، لا سيما وان الملك عبد الله الثاني يولي القمة العربية القادمة أهمية خاصة، إن كان لجهة أولا نجاح انعقادها، وضمان سير أعمالها بسلاسة ووفق المعايير الأمنية المطلوبة، أو من حيث مخرجاتها ومن حيث المشاركة الفعلية للملوك والرؤساء والأمراء العرب.

وعلى مستوى النقطة الأخيرة، فقد أكد حتى الآن معظم القادة حضور القمة بما في ذلك الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وباقي القادة العرب وفي المقدمة الرئيس محمود عباس. ثلاثة من الزعماء العرب سيتغيبون عن القمة لأسباب صحية، هم: الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والشيخ خليفة بن زايد حاكم الإمارات العربية المتحدة، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُّمان. وبالتالي النقطة الأخيرة حسب المعلن والراشح من الأوساط الإعلامية الأردنية يمكن القول، انها ستتحقق.

  وبالتدقيق في قراءة بيان وزراء خارجية الدول العربية، وهو مشروع البيان الختامي للقمة العربية المرتقبة، يمكن التأكيد المبدئي انه بيان يعكس الهموم العربية المختلفة، حيث طرح 28 موضوعا ذات صلة بالقضايا، التي تهم الشأن العربي المشترك، والقضايا الملتهبة وتمس مصالح ومستقبل العديد من الشعوب والدول العربية، التي يقف على رأسها الإرهاب التكفيري، ووقف الحرب البينية بين الأشقاء، وتعزيز خيار الحلول السياسية للقضايا العربية الشائكة في سوريا والعراق وليبيا والصومال وحيثما وجدت بؤر الإرهاب الأسود، والتصدي للقوى والدول الإقليمية، التي تؤجج الصراع مع دول الخليج العربي، او التي تحاول فرض أجندتها بالاتكاء على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، دون ان تغفل القضية الفلسطينية، حيث تم التأكيد مجددا على مركزيتها واولويتها بالنسبة للكل العربي، كما تم تبني القضايا المرفوعة كمقترحات من قبل القيادة الفلسطينية، بدءا من موضوع نقل السفارة الأميركية للقدس، مرورا بتمرير قرار الأذان العنصري من قبل الكنيست الإسرائيلي، وقضايا التنسيق الفلسطيني العربي في المنتديات الإقليمية والدولية، وتأمين شبكة الأمان المالية لموازنة السلطة الوطنية، وتم التأكيد على مكانة ودور الرئيس محمود عباس في قيادة النضال الوطني، وايضا التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، فضلا عن التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية.

مما لا شك فيه، ان المملكة الأردنية الهاشمية حريصة كل الحرص في هذه الدورة للقمة العربية، على تحقيق أكثر من إنجاز، ليس فقط لكونها واحدة من الدول الست المؤسسة للجامعة العربية في العام 1945، إنما انسجاما مع دورها، الذي يحرص الملك عبد الله الثاني وحكومته الرشيدة على ان تلعبه في ترميم الجسور بين الأشقاء العرب، ورفع سوية علاقات التنسيق بين كل الدول الشقيقة، لما في ذلك من مصلحة للكل العربي. أضف إلى ان القيادة الأردنية، وهي تستشعر من موقعها الخطر الإسرائيلي، ليس على الشعب والقيادة الفلسطينية، بل على المملكة نفسها، تحرص على تطوير والارتقاء بالدور العربي في إسناد القضية الفلسطينية، وقطع الطريق على المخططات العدوانية الإسرائيلية، وايضا من موقعها كمشرفة ومسؤولة عن المقدسات المسيحية والإسلامية، فإنها تعمل عبر مؤسسة القمة وبالاتصالات المكثفة مع دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي على التصدي للتغول الإسرائيلي المنفلت من عقاله تجاه تلك الأماكن، وضمان حمايتها.

الآمال معقودة على القمة العربية القادمة من قبل الكل العربي للنهوض بالموقف العربي العام، وتعزيز عملية التكامل المشترك على كل الصعد والمستويات. وهذا مرهون بمدى ارتقاء كل القادة العرب بمسؤولياتهم تجاه انفسهم وبلدانهم وشعوبهم وقضيتهم المركزية.

الاخبار العاجلة