ترجمة خاصة صدى الاعلام – 21-3-2017
إن الأزمة الائتلافية الحالية هي بالأساس بين نتنياهو ووزير المالية موشيه كحلون، حول انطلاق عمل هيئة البث العام، وإغلاق سلطة البث التي تشمل كافة قنوات التلفزيون والإذاعة الحكومية، وربما كان بالإمكان حل هذه الأزمة، وقد طُرحت فعلا مقترحات لحلها في الأيام الأخيرة، على ضوء أغلبية في حزب الليكود الحاكم وفي الائتلاف الحكومي المعارضة للانتخابات المبكرة. لكن قرار إدارة هيئة البث العام أمس، بتعيين الصحافية “غؤولا آيفن ساعر” كمقدمة نشرة الأخبار المركزية، كان بمثابة “القشة التي كسرت ظهر البعير”، واعتبر هذا التعيين خطوة تصعد الأزمة الائتلافية.
وتعتبر آيفن إعلامية ومحاورة تلفزيونية مهنية وتتمتع بشعبية كبيرة، خاصة أنها لا تتملق للسياسيين وتسعى إلى طرح الأسئلة الحرجة، وإن كانت تفعل ذلك بسلاسة ولباقة. لكن نقديتها تجاه سياسة الحكومة في العديد من المجالات ليست المشكلة بالنسبة لنتنياهو، وإنما المشكلة تكمن في أن آيفن هي زوجة وزير الداخلية الإسرائيلي السابق جدعون ساعر، الذي يعتبر أهم منافس لنتنياهو داخل حزب الليكود. وقبل سنتين تنحى ساعر عن العمل السياسي لأنه رأى أن لا مجال حاليا لمنافسة نتنياهو، الذي يرفض التنحي بعد سنوات طويلة في رئاسة الحكومة. وترددت الكثير من التقارير التي تحدثت عن أن ساعر سيعود إلى نشاطه السياسي بعد تنحي نتنياهو. وهو يتمتع بشعبية واسعة داخل الليكود.
لذلك وصفت مصادر في حزب الليكود تعيين آيفن بأنه بمثابة تحدي لنتنياهو، وأن تعيين زوجة ساعر الذي يعتبر خط أحمر بالنسبة لنتنياهو وزوجته في منصب رفيع في هيئة البث، هو أمر لا يمكن السكوت عنه. ونقلت وسائل إعلام عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير أوعز لمساعديه بتشديد الموقف ضد كحلون.
