الاستخبارات الأمريكية تفاجئ الأوساط الثقافية بكشف وثائق تكشف اهتمامها بدراسة مفكرين ونقاد أدبيين فرنسيين

25 مارس 2017آخر تحديث :
الاستخبارات الأمريكية تفاجئ الأوساط الثقافية بكشف وثائق تكشف اهتمامها بدراسة مفكرين ونقاد أدبيين فرنسيين

رام الله-صدى الإعلام-25-03-2017-يوجد جانب غير معروف لدى الاستخبارات الغربية، وعلى رأسها الأمريكية، وهو الاهتمام بالفكر والمبدعين سواء المفكرين الفلاسفة والأدباء وليس فقط أصحاب النظريات الجيوسياسية. وتنجز دراسات حول مدى تأثير هؤلاء في مسار الأحداث. وهنا تأتي دراسة أنجزتها الاستخبارات الأمريكية سي أي أيه على مجموعة من المفكرين الفرنسيين البارزين مثل رولان بارت وألتوسير، حيث احتفلت بتراجع فكرهم في فرنسا في الثمانينات.
واعتادت الاستخبارات الغربية ومنها الأمريكية على رفع السرية عن وثائق وتقارير معينة بعد مرور مرحلة من الزمن تكون قد فقدت قيمتها الاستخباراتية بشأن صناعة القرار، وتتحول الى مادة رئيسية للتاريخ. وهذه المرة رفعت السرية عن وثائق تتعلق بمفكرين ومنهم فرنسيون، علما أن الاستخبارت الأمريكية كانت تراقب، ما هو متعارف عليه، الفكر الفلسفي والإبداع الأدبي في روسيا ومنطقة أمريكا اللاتينية لطبيعته الثورية، ومن ضمن هؤلاء الراحل غارسيا ماركيز صاحب «مائة عام من العزلة».

ويكتب غابرييل روكهيل وهو أمريكي من أصول فرنسية في الملحق الأدبي لجريدة «لوس أنجليس تايم» عن وثيقة هامة للاستخبارات الأمريكية صدرت سنة 1985، مبرزا أن المتعارف عليه هو «غياب تأثير للمثقف وسط المجتمع الذي يعيش فيه، لكن الأمر يختلف للمخابرات الأمريكية التي ركزت على مفكرين ومنهم فرنسيون بارزون». وتناول الإعلام الفرنسي والإسباني هذه الدراسة خلال الأسبوع الجاري.

الوثيقة تحمل اسم «فرنسا: تراجع المفكرين اليساريين»، وتقول إنه بعد عقود من السيطرة الفكرية والسياسية في أوساط الأحزاب اليسارية والجامعية الأكاديمية يتراجع الفكر الذي من رواده رونالد بارت وجاك لاكان وألتوسير وميشيل فوكو، حيث ظهر في الثمانينيات جيل جديد من الفلاسفة مثل بيرنار هنري ليفي وأندري كلوكسمان المحسوبين على الفكر الليبرالي. واعتبرت الاستخبارات الأمريكية ذلك التحول من أكبر الانجازات في حربها الثقافية في أوروبا.

والمثير أن «سي آي إيه»، وبشكل من النقد الموضوعي، لا تبدي فرحا كبيرا بهذا التحول، فهي تعترف بأن جيل الفلاسفة الجدد مثل هنري ليفي محدودو الأفق فكريا ولا يمكنهم المساهمة الفعالة في الفكر السياسي وبالتالي في البرامج السياسية في فرنسا مثل السابقين.

عند رفع السرية عن وثائق أخرى حول المفكرين، قد لا نتفاجأ إذا عرفنا بحصول بعض نقاد الرواية والفكر على جوائز ثقافية رفيعة بدعم من المخابرات الأمريكية.

حسين مجدوبي- صحيفة القدس العربي

الاخبار العاجلة