هآرتس: “التهديد الحقيقي لإسرائيل: حزب الله وإيران وليس الجمود الفلسطيني”

28 مارس 2017آخر تحديث :
هآرتس: “التهديد الحقيقي لإسرائيل: حزب الله وإيران وليس الجمود الفلسطيني”

رام الله- ترجمة صدى الاعلام -28-03-2017-كتب موشيه ارنس، في صحيفة هآرتس  الإسرائيلية بنسختها الإنجليزية ان المؤتمر الذي عقد في كلية نتانيا في الأسبوع الماضي، احياء لذكرى رئيس الموساد “الاسطوري” مئير دغان، الذي توفي في العام الماضي، وفر لقادة الجهاز الامني، في الماضي والحاضر، فرصة لمناقشة التهديدات التي تواجه اسرائيل.

 واستمع الحضور الى مواقف رئيس الاركان غادي ايزنكوت، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الموساد السابق تمير بيردو، لكن مواقفهم لم تكن متشابهة.

 وأضاف ارنس “مثل غيره من الاسرائيليين الكثر، كان مئير دغان يعاني من هاجس ذكرى الكارثة. لقد كان يضع في مكتبه صورة لجده وهو يركع امام الجنود الألمان، قبل قتله.

 وكرس حياته لإبعاد المخاطر عن دولة اسرائيل، والاهتمام بأن لا يقف الشعب اليهودي عاجزا مرة اخرى. كان هدفه الأساسي كرئيس للموساد هو وقف المشروع النووي الايراني. ومن الطبيعي ان كوهين، رئيس الموساد الحالي، وصف ايران بأنها اكبر تهديد يواجه اسرائيل اليوم”.

 وقال “النظام الثيوقراطي الايراني الذي يملك صواريخ باليستية ذات مدى متوسط، ويقترب جدا من القدرة على انتاج رؤوس نووية لها، اقسم على ابادة اسرائيل، وهو فعلا يشكل تهديدا حقيقيا، لكن هل يعتبر هذا التهديد وجوديا؟ هل يمكن ان نتصور سيناريو تشطب فيه ايران اسرائيل عن وجه الخارطة – ام ان المقصود تهديد يمكن احباطه بواسطة الردع، المعتمد على قدرة اسرائيل على الرد في كل الظروف؟ هل يسود حقا ميزان رعب بين ايران واسرائيل، على غرار ذلك الذي ساد بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، ومنع التدهور نحو الابادة المتبادلة؟ رونالد ريغن لم يشعر بالارتياح مع ميزان الرعب ويجب على قادة اسرائيل عدم الشعور بالارتياح مع ميزان كهذا ازاء ايران. يجب ابداء اليقظة بشكل دائم، وهذه هي مهمة كوهين”.

 وتابع ارنس “مهمة ايزنكوت هي معالجة التهديدات المباشرة لإسرائيل، ومستودع الصواريخ الكبير لدى حزب الله، هو بلا شك تهديد كهذا. فرصة مهاجمة حزب الله لإسرائيل بواسطة الصواريخ والقذائف ليست مستبعدة، ومن الواضح ان الضرر الذي يمكن ان يسببه هجوم كهذا سيكون ضخما. ليس مفاجئا ان حسن نصرالله متأكد من تحقيق المناعة امام أي هجوم اسرائيل ضد مستودعات اسلحته. كان يحظر على اسرائيل السماح لحزب الله بتطوير قدرات كهذه، ولكن ما دامت قد اصبحت قائمة – فإنها تشكل اكبر تحدي يواجه الجيش الاسرائيلي وقائده. يجب ان نتذكر بأن اوامر حزب الله تصل من طهران، ولذلك فان التهديدات التي تشكلها ايران وحزب الله ترتبط ببعضهما البعض”.

 “حسب ادعاء بيردو، فان الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني هو التهديد الحقيقي الوحيد لوجود اسرائيل. اذا لم ننفصل عن الفلسطينيين، ستكون نهاية اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية. هذا الادعاء نسمعه منذ سنوات من اليسار الاسرائيلي الذي يدعم حل الدولتين، ومن قبل المنتقدين الغربيين لإسرائيل. لكن الحقائق لا تدعم ذلك.

  قبل حرب الأيام الستة، ساد في اسرائيل الشعور بالخطر الوجودي. لكن الامر ليس كذلك اليوم. النبوءة المتشائمة التي يطرحها بيردو تقوم على تكهنات بعيدة المدى، ودقة هذه التكهنات، مثل كل التكهنات بعيدة المدى، مشكوك فيها. مع ذلك، يجب ان تذكرنا بمدى اهمية دفع دمج الجمهور العربي في إسرائيل، بشكل فاعل، في المجتمع والاقتصاد. من الواضح تماما ان عرب اسرائيل لا يشكلون خطرا على الدولة، واستمرار دمجهم في اسرائيل حيوي لها”، يضيف ارنس.

 لقد واجهت اسرائيل الخطر الوجودي عندما هوجمت من قبل الجيوش العربية  عشية حرب 1948. خلال الايام التي سبقت حرب الأيام الستة، وخلال اليومين الاولين من حرب يوم الغفران ساد فيها مرة اخرى الشعور بالخطر الوجودي. لكنه منذ قيامها يبدو بقاء دولة اسرائيل مضمونا، وفق ارنس.

 

الاخبار العاجلة