نسف “المبادرة العربية”؟

1 أبريل 2017آخر تحديث :
نسف “المبادرة العربية”؟

بقلم: راجح الخوري – النهار اللبنانية

لم تَغب المتابعة الأميركية والروسية عن كواليس القمة العربية في البحر الميت، كانت أذنا جيسون غرينبلات الممثل الخاص لدونالد ترامب في عملية السلام في الشرق الأوسط، تسابقان لسان ميخائيل بوغدانوف، الذي حضر وفي مقدم إهتماماته قطع الطريق على سعي واشنطن الى تحريك عملية التسوية المتوقفة لا بل المتهالكة منذ عام ٢٠١٤.

الخارجية الأميركية أعلنت ان غرينبلات ذهب الى القمة ليستمع ويناقش وجهات النظر مع القادة العرب وجمع آرائهم وكيف يمكن إحراز تقدم نحو السلام في نهاية المطاف، لكنه عندما كرر أمام كل الذين التقاهم أن اميركا واسرائيل ملتزمتان التوصل الى سلام دائم يعزز إستقرار المنطقة وأمن اسرائيل، سمع منهم جميعاً جواباً واحداً، وهو الذي ورد في إعلان عمان الصادر عن القمة، والذي دعا الى تسوية على أساس “المبادرة العربية للسلام”، أي انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية الى حدود ١٩٦٧ وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس!

ربما كان هناك مبالغة في وصف هذا بأنه يمثّل “تسوية تاريخية”، وخصوصاً اذا صحت الأنباء التي تتحدث عن ترجمة اميركية لمحتوى “مبادرة السلام العربية” يقوم على التحريف والتزوير ما يجعل منها منطلقاً لإعتراف مجاني من الدول العربية بإسرائيل، دون ضمان حصول الإنسحابات من الأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

الرئيس الفلسطيني كان واضحاً وجازماً عندما أبلغ غرينبلات التمسك بقيام الدولة الفلسطينية على أساس الشروط المذكورة، وهو طبعاً ما سمعه مبعوث ترامب من الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي، والثلاثة عقدوا قمة على هامش قمة البحر الميت نسقوا فيها الموقف الذي سيسمعونه لواشنطن.

اذا صحت المعلومات المتوافرة حتى الآن عن الأفكار التي حملها غرينبلات، فإن ذلك يعني ان ترامب تبنى نهائياً الموقف الإسرائيلي، لجهة التخلي عن مبدأ قيام الدولة الفلسطينية، وذلك من خلال وضع عربة إعتراف الدول العربية بإسرائيل قبل حصان قيام الدولة الفلسطينية وحصول الإنسحابات وفق ما نصت عليه المبادرة العربية، ذلك ان غرينبلات تحدث عن عقد مؤتمر إقليمي تحضره الدول العربية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ويكون برعاية أميركية، وهدفه “إطلاق حوار عربي اسرائيلي مباشر يمكن ان يشكّل مظلة راعية للمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي”!

الرئيس عباس كان حازماً لجهة الشروط الثابتة المطلوبة للتوصل الى تسوية دائمة على قاعدة قيام الدولة الفلسطينية في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، وهو طبعاً ما سيبلغه للرئيس الأميركي الذي كان قد دعاه الى زيارة واشنطن، خصوصاً ان لقاءه مع موفد ترامب تزامن مع إعلان مايك بنس أمام مؤتمر “إيباك” ان الادارة الأميركية تدرس جدياً نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس، ما يعني محاولة واضحة لدفن مبدأ قيام الدولة الفلسطينية!

المصدر النهار اللبنانية
الاخبار العاجلة