شؤون المفاوضات تنظم جولة في القدس لدبلوماسيين دوليين

6 أبريل 2017آخر تحديث :
شؤون المفاوضات تنظم جولة في القدس لدبلوماسيين دوليين
 
رام الله-صدى الإعلام- 6-4-2017

 نظمت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، اليوم الخميس، جولة ميدانية في مدينة القدس المحتلة، لمناسبة اقتراب عيد الفصح المجيد، الذي يتزامن مع إحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وسبعين عاماً على النكبة والتشريد القسري.

ورافق وفد الدائرة دبلوماسيين دوليين وصحفيين دوليين، وشخصيات دينية ومن المجتمع المدني.

وانطلق الوفد من ساحة باب الخليل في البلدة القديمة. وقدم مستشار السياسات في الدائرة فؤاد الحلاق عرضاً مفصلاً حول سياسات الاحتلال منذ احتلاها للمدينة عام 1967، والتي هدفت بمجملها إلى المحافظة على أغلبية يهودية وإلغاء الوجود الفلسطيني، وفصل القدس الشرقية عن باقي فلسطين المحتلة، وإبقاء القدس ضمن التعريف الاسرائيلي “بالقدس الموحدة  بشطريها عاصمة لدولة اسرائيل”.

وقال إن هذه السياسات تجلت في عدة نواحي، أهمها مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات غير القانونية والبنية التحتية المرتبطة بها، حيث تم مصادرة 35% من القدس الشرقية لبناء المستوطنات ولم يتبقى للمقدسيين سوى 13% من المساحة الكلية للمدينة للبناء، فهناك حوالي 20000 منزل في القدس الشرقية مبني دون تراخيص بناء، وبالتالي شرعت اسرائيل في حملة لهدم المنازل، حيث دمرت منذ الاحتلال أكثر من 3500 منزل، وسحب حق الإقامة والهويات المقدسية، حيث تم سحب أكثر من 14500 هوية مقدسية منذ الاحتلال.

وأوضح الحلاق أن “اسرائيل عمدت منذ احتلالها للمدينة فرض وتنفيذ سياسة العزل المكاني، لضمان السيطرة على البلدة القديمة وربطها بالقدس الغربية وفصلها بالكامل عن القدس الشرقية، بواسطة ما يسمى “بالحدائق الوطنية”، حيث تم حتى الآن الإعلان عن “حديقتين توراريتين”، هما حديقة “أسوار القدس” حول البلدة القديمة، و”حديقة سورين” في الصوانة خارج البلدة القديمة، ومخططات أخرى لبناء “تل فريك” الاستيطاني و”القطار الخفيف”، كما يوجد 88 وحدة استيطانية غير شرعية في البلدة القديمة، إضافة إلى الحي اليهودي الذي يعيش فيه 5000 مستوطن”.

من جهتها، تحدثت المديرة السابقة لمؤسسة كايروس فلسطين نورا كارمي عن المخططات التهويدية لسلطات الاحتلال، وعملها الدؤوب لتهويد باب الخليل ومحو طابعه وهويته العربية الفلسطينية، مثل إقامة فعاليات ومهرجانات تهويدية في المدينة في محاولة لتضليل المجتمع الدولي وتزييف الرواية الفلسطينية وفرض الرواية الاسرائيلية.

كما تحدثت عن تجربتها الشخصية باحتفالات عيد الفصح قبل عام 1967، خاصة عندما كان يختلط الفلسطينيون مع أخوتهم العرب القادمين للاحتفال بالعيد ويسمعون جميع اللهجات العربية بالمكان. وأضافت أن فرحة العيد أصبحت كابوساً للمسيحيين الذين يواجهون العديد من العراقيل للوصول الى مقدساتهم في عيد الفصح”.

ثم توجه الوفد إلى بطريركية اللاتين، حيث قدم رئيس المعهد الإكليركي الأب جمال خضر موقف الكنيسة بخصوص القدس، “وهو أن تكون القدس مفتوحة لجميع الديانات المسيحية والاسلامية واليهودية، حيث يتم معاملة الجميع بتساوٍ وإعطاء كامل الحرية للجميع بالوصول الى الأماكن المقدسة، يجب أن تكون القدس للجميع”.

كما شرح مدير مركز القدس للعلاقات الكنسية يوسف ضاهر كيفية استهداف سلطات الاحتلال للفلسطينيين المسيحيين، ووضع العراقيل أمامهم للوصول إلى الأماكن المقدسة في المدينة.

وقال: “منذ 800 عام يقوم المسيحيون في سبت النور بالتجمهر فوق سطح كنيسة القيامة في انتظار النور المقدس، وقد وضعت اسرائيل منذ عام 2007 العوائق والعراقيل لمنعنا من الوصول الى سطح وساحة القيامة، وقد طالبنا بحقنا بالشرعي بالوصول الى أماكننا المقدسة ومنذ عامين فقط تم تسهيل دخول المسيحيين الفلسطينيين يوم سبت النور الى البلدة القديمة من باب الجديد ، بينما يتم السماح لمجموع قليلة من الحجاج الأجانب بالدخول من باب الخليل، وبالتالي يُحرم الآلاف منهم من دخول البلدة القديمة يتجمعون لحضور سبت النور في ساحة باب الخليل عبر شاشات”. 

ثم توجه الوفد إلى كنيسة مار يعقوب، حيث اجتمع بهم رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا. وقال: “إن الحضور المسيحي في القدس وفي سائر أرجاء فلسطين هو حضور أصيل ومتجذر، فحضورنا لم ينقطع منذ أكثر من 2000 عام، فنحن أقدم وأعرق كنيسة مسيحية موجودة بالعالم لذلك توصف كنيسة بالقدس بانها أم الكنائس، وإن المسيحيين الفلسطينيين جزء ومكون أساسي من مكونات الشعب العربي الفلسطيني الذي يسعى ان يعيش بكرامة وحرية في وطنه. لذلك نرفض أن ينظر إلينا كأقلية لأننا أصيلون في انتمائنا لهذا الشعب والأرض”.

وأضاف: “عندما أطلقنا المبادرة المسيحية ووثيقة كايروس كان هدفنا هو أن يصل صوت المسيحيين الى العالم، وإن رسالتنا ككنائس في فلسطين والقدس بشكل خاص هو السعي الدائم من أجل التلاقي والحوار والسلام والمحبة بين مكونات شعبنا الفلسطيني كافة”.

واصطحب المطران حنّا، الوفد في جولة إلى كنيسة القيامة المحاذية لاطلاعهم على الانتهاء من عملية ترميم القبر المقدس فيها.

ووزعت دائرة شؤون المفاوضات ملخصاً إعلامياً للدبلوماسيين والصحافة الدولية، بعنوان: “عيد الفصح المجيد 2017، خمسون عاماً على الاستعمار الإسرائيلي”.

الاخبار العاجلة