هل شارفت المرحلة الرمادية بغزة على الانتهاء؟

10 أبريل 2017آخر تحديث :
مقالات مروان طوباس جنين

بقلم:أكرم عطا لله

واضح أن قرار الخصم من رواتب الموظفين الذي لا زال يتفاعل في قطاع غزة يترك أسئلة كبيرة،  اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح وتكليفها وفداً من الحركة بزيارة القطاع ولأول مرة يجري تحديد سقف زمني لحوار كان مفتوحاً لسنوات في العواصم، وواضح أن رام الله تتحدث بلهجة جديدة لم نعتادها طوال السنوات العشر الماضية أشبه بلغة الانذار الذي سبقه اجراء يقول البعض أنه اذا ما فشلت الأطراف بالتوصل لاتفاق سيتبعه اجراءات أخرى.

غزة منذ عقد كانت وضعاً استثنائياً لا هي جزء من السلطة ولا هي خارج مسئولية السلطة،  لا مصالحة ولا طلاق نهائي،  لا حياة ولا موت نهائي،  كان هناك سؤال حول مصيرها ومستقبلها وكان هناك تخوف كبير من انفصالها فقد كانت قد قطعت أشواطاً نحو هذا الانفصال،  ذلك التخوف مرتبط أكثر بما تفكر وتخطط له الدوائر الاسرائيلية ورغبتها المبكرة بالتخلص من غزة وفصله عن باقي الوطن وهوالسيناريو الذي بدأ منذ الانسحاب الاسرائيلي ووقف على أقدامه جيداً بعدها لتصبح غزة في واد والضفة الغربية في واد آخر.

مناشدات المصالحة كانت تشبه أصوات صارخة في البرية  وفيما كانت حركة حماس تبحث لها عن بدائل خارج السلطة مع دول أخرى كانت السلطة تتعاطى مع قطاع غزة بلا مبالاة وكانت تلك مدعاة أخرى للخوف بأننا نذهب نحو انفصال يتأكد من جملة من المؤشرات التي تتحقق أمامنا وهي كثيرة.

الاجراء الأخير بخصم الرواتب بات واضحاً أنه سيترك آثاره السلبية على قطاع غزة وحركة حماس بالأساس، الأسواق ستصاب بالشلل وستتوقف جباية الضرائب التي تعتمد عليها الحركة وبات واضحاً لمن اتخذ القرار أن النسبة المقتطعة هي التي تتحرك في سوق غزة وتحركه وأن اقتطاعها يعني ايقاف الحياة بغزة وتلك لم تكن متوقعة فلماذا اتخذت السلطة هذا الاجراء الآن بالذات وبعد عشر سنوات من هذا الوضع المعلق للقطاع ؟

واضح أن هناك سيناريو تدفع له الأطراف من الصعب التخمين بمآلاته ولكن هذا التسارع للأحداث بشكل فجائي وبدون مقدمات وحوارات يقول أننا نقترب من نهاية ما لهذا الوضع المعلق بالقطاع فاِما أن تكون هذه الاجراءات هي مقدمة لعودة غزة لغلاف السلطة واِما أن تكون مقدمة لللانفصال النهائي أي أننا نقترب من انهاء المرحلة الرمادية التي مر بها القطاع في العشر سنوات الأخيرة.

سيأتي وفد اللجنة المركزية لغزة ليطرح على الحركة مقترح اقامة حكومة وحدة تبسط سيطرتها الكاملة على غزة ولن ينسجم هذا مع ما أنشأته حركة حماس في القطاع طوال العقد الماضي ومن الصعب التفاؤل بالتوافق في ظل أجواء التصعيد والاجراءات القائمة ، توافق تحت الضغط أغلب الظن أن ترفضه حركة حماس وحينها ستستمر السلطة باتخاذ اجراءات تحميل الحركة مزيد من الأعباء وتخفيف مسئوليتها عن القطاع.

عندها سنكون أمام خيارات اما أن تحدث هذه الاجراءات مزيداً من القطع مع غزة وفي حال دخول دول أخرى كانت على علاقة دائمة مع حركة حماس ومساندة الى حد ما ستكون هذه الاجراءات مقدمة للفصل أما  اذا لم تتدخل دول اقليمية فان تلك الاجراءات ستكون هي أداة الضغط لاعادة غزة لغلاف السلطة بالتوافق بين حركتي فتح وحماس ما يعني تسليم حماس بالأمر وادراك خطأ فصل غزة الذي تم بالأحداث الدامية عام 2007.

اذا كانت السلطة تعتقد أن هذه الاجراءات هي الطريق الوحيد لتشكيل حكومة وبسط سيطرتها على غزة فلماذا تأخرت في استخدام ممكناتها لعشر سنوات؟ وهو السؤال الذي تفرضه اللحظة،  وأين تلك الدول التي بدا أنها تظلل غزة خلال عشر سنوات وتزرع الوهم بامكانية استمراره بالحياة خارج السلطة مرة بتمويل الكهرباء وأخرى بوعد رفع  الحصار وبناء ميناء لماذا خفت صوتها الآن؟ هل ستدخل على خط الأزمة مجدداً ما يعني الفصل أم ستترك الأمور تتفاعل فلسطينياً؟  

واضح أن المسألة أكبر من الأطراف الفلسطينية وأن الأمر يتجاوزهم جميعاً وواضح أنهم جميعاً بلا قرار ليسوا دمى ولكن يبدو أن هناك من يدفعهم الى سيناريوهات معدة سلفاً والمؤسف حجم التكلفة الباهظة التي يتم دفعها وسط هذه المسرحية العابثة فهل بتنا في لافصل الأخير لها ؟ ربما أن هناك من قرر..!!

الاخبار العاجلة