صعود مفاجئ لـ “تشافيز الفرنسي” بالإنتخابات الفرنسية وسط فرحة أنصار النظام السوري

14 أبريل 2017آخر تحديث :
صعود مفاجئ لـ “تشافيز الفرنسي” بالإنتخابات الفرنسية وسط فرحة أنصار النظام السوري

رام الله-صدى الإعلام-14-04-2017-يبدو أنَّ هناك زيادة درامية في تأييد السياسي اليساري المُتشدِّد والمُحنَّك تشافيز الفرنسي قدرها سبع نقاط، الأمر الذي يُحوِّل السباق الرئاسي في فرنسا، وعلى نحوٍ غير مُتوقَّع، إلى سباقٍ رباعي محتمل.

وقبل 10 أيام تقريباً على الجولة الأولى للانتخابات، في 23 أبريل/نيسان 2017، لا يزال المُرشَّح الوسطي المُستقل إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المُتطرِّف مارين لوبان، المُتوقَّع أن يحصل كلٌّ منهما على 23-24% من الأصوات، هما المُرشَّحين المُرجَّحين للتأهل إلى جولة الإعادة، وفقاً لما جاء في تقريرٍ لصحيفة الغارديان البريطانية.

غير أنَّ ميلانشون، السياسي المُتمكِّن صاحب اللسان اللاذع الذي يعتمد على برنامج إنفاقٍ وضرائب مُتشدِّد، لا يبعد عنهما الآن سوى بـ5 أو 6 نقاط. ووضعته بعض استطلاعات الرأي الحديثة في المرتبة الثالثة، مُتفوِّقاً على المرشح اليميني الوسطي الذي تعرَّض لفضيحة، فرانسوا فيون.

ويعني صعود ميلانشون أنَّه في ظل استمرار تردُّد نحو ثلث المُصوِّتين في قرارهم بشأن المُرشَّح الذي سيُصوِّتون له، فإنَّه لا يوجد استطلاعا رأيٍ متشابهين تماماً، كما أنَّ هوامش الخطأ يجب أن تُوضَع في الاعتبار، فمن المستحيل الحديث بثقةٍ حول أيٍّ من المُرشَّحين الأربعة سيتقابلان وجهاً لوجه في جولة الإعادة.

وتُثير تلك الحالة الكبيرة من عدم القدرة على التنبؤ بالسباق الانتخابي قلق الأسواق المالية والمراقبين على حدٍّ سواء.

وأفادت صحيفة “لوموند” بأنَّ الرئيس المُنتهية ولايته، فرانسوا هولاند، قد أخبر أصدقاءه سراً بأنَّ الحملة الانتخابية “تفوح منها رائحة سيئة”.

مزاج مدمر

وخوفاً ممَّا يصفه المُعلِّقون بالمزاج المُدمِّر في أوساط المُصوِّتين، حذَّر هولاند كذلك من أخطار “التبسيط والتزييف” في الانتخابات التي تميَّزت إلى حدٍّ بعيد بالغضب المناهِض لمؤسسة السياسة التقليدية وبالسياسة الشعبوية.

ويُفكِّر المُحلِّلون الآن في الاحتمال الذي لم يكن مُتصوَّراً قبل ذلك، بأن تشهد جولة الإعادة مواجهةً بين كلٍّ من ميلانشون ومارين لوبان، الأمر الذي سيكون بمثابة صدام بين اليمين المُتطرِّف واليسار المُتطرِّف، ومن شأنه أن يُمثِّل اضطَّراباً زلزالياً في السياسة الفرنسية والأوروبية.

وقد حصل ميلانشون، 65 عاماً، الذي استقال من الحزب ذي التوجُّهات اليسارية الذي ينتنتمي إليه الرئيس هولاند (الحزب الاشتراكي) في 2008، ويترأس حركة شعبية تُسمَّى “فرنسا الأبية”، حصل على أصواته أساساً من المُرشَّح اليساري الرسمي المتراجِع، بنوا هامون.

وبمساعدة خطاب ميلانشون اللاذع، وأدائه القوي في المناظرات التفلزيونية، وحملته الماهِرة التي تتضمَّن إقامة تجمُّعاتٍ انتخابية بتقنية الهولوغرام (التصوير التجسيدي)، وكذلك لعبة “Fiscal Compat”، (وهي لعبة أعلن ميلانشون عن رغبته في تطويرها لنشر أفكاره واستجاب بعض داعميه لذلك، وهي لعبة تُصوِّر ميلانشون وهو يحارب حرفياً لفرض إعادة توزيع الثروات بين الفقراء والأغنياء)، قفزت مُعدَّلات تأييده الشخصي 22 نقطة خلال شهرٍ واحد، حتى وصلت نقاطه إلى 68، الأمر الذي يجعله أكثر السياسيين شعبيةً في فرنسا.

وقال جوليان دراي، الحليف السابق للحزب الاشتراكي: “لقد قام بوقفةٍ سياسية”. وقال ميلانشون نفسه لصحيفة “جورنال دو ديمانش”، إنَّه أصبح شخصيةً “مُطَمئِنة” وإنَّه “أقل تهوُّراً”.

سياسات مجنونة

وتشمل سياسات ميلانشون تخفيض ساعات العمل الأسبوعية في فرنسا من 35 إلى 32 ساعة، وتخفيض سن التقاعد إلى 60 عاماً، ورفع الحد الأدنى للرواتب واستحقاقات الضمان الاجتماعي، وفرض ضرائب على الدخل الذي يزيد عن 33 ألف يورو (35.2 ألف دولار) شهرياً بنسبة 100%.

ويرغب كذلك في التخلي عن الطاقة النووية، التي تُنتج نحو 75% من احتياجات فرنسا من الكهرباء، وفي تعديل الدستور الفرنسي جذرياً بإلغاء النظام الرئاسي للجمهورية الخامسة.

وعلى الرغم من أنَّ موقف ميلانشون من الهجرة هو المُقابِل تماماً لموقف مارين لوبان، إلا أنَّه لا يبتعد كثيراً عن زعيمة الجبهة الوطنية فيما يتعلَّق بمواقف السياسة الخارجية، إذ يدعو إلى “دورٍ جديد” لفرنسا في الاتحاد الأوروبي، والانسحاب من حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، وإقامة علاقاتٍ أكثر دفئاً مع موسكو.

ويعتزم زيادة الإنفاق العام بمقدار 173 مليار يورو (184.3 مليار دولار) على مدار 5 سنوات، وسحب فرنسا من معاهدات الاتحاد الأوروبي في حال لم توافق بروكسل على إصلاحاتٍ جذرية تُثير قلق المُحافظين والمُستثمرين بصورةٍ كبيرة.

وطالعنا العنوان الرئيسي في الصفحة الأولى لصحيفة لوفيغارو اليومية المُحافِظة الأربعاء، 12 أبريل/نيسان، بـ:”ميلانشون: البرنامج المجنون لتشافيز الفرنسي”، مُشبِّهاً المُرشَّح المدعوم من الشيوعيين بالرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز.

انتخابات كارثية

وقال بيير غاتاز، رئيس مجموعة الأعمال الفرنسية الرئيسية ميديف، هذا الأسبوع، إنَّ جولة إعادة بين ميلانشون ولوبان من شأنها أن تكون “كارثيةً” بالنسبة لفرنسا، وستُجبر الناخبين على الاختيار بين “مصيبةٍ اقتصادية وفوضى اقتصادية”.

وتتنبَّأ استطلاعاتٌ حديثة تُحاكي جولات إعادةٍ افتراضية بأنَّ المُرشَّح الوسطي المُستقل إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق والمُستثمِر المصرفي الذي لم يشغل أي منصبٍ انتخابي أبداً، لكنَّه يقول إنَّه يرغب في تجاوز الانقسام اليساري – اليميني التقليدي والحكم بطريقةٍ “عادلة وكفؤة”، سيهزم لوبان، أو فيون، أو ميلانشون عند مواجهة أيٍّ منهم في جولة الإعادة.

أمَّا فيون، رئيس الوزراء المحافِظ السابق الذي يواجه مزاعم بأنه دفع مئات الآلاف من اليوروات من الأموال العامة لزوجته مقابل عملٍ بسيط كمساعدةٍ برلمانية، فسيتغلَّب على لوبان في حال واجهها في جولة الإعادة، لكنَّه سيخسر إذا ما واجه ماكرون أو ميلانشون، في حين أنَّ ميلانشون سيتغلَّب على لوبان في حال واجهها في جولة الإعادة، بينما سيخسر في حال واجه ماكرون.

الاخبار العاجلة