كلمة الخليج: معركة كل فلسطين

29 أبريل 2017آخر تحديث :
حماس
حماس

بقلم: أسرة التحرير عن الخليج الإماراتية

مع دخول إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام يومه الثالث عشر في مواجهة السجان الصهيوني لإجباره على الاعتراف بحقوقهم الإنسانية، فإن الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وفي كل مواقع الشتات أكد هو الآخر من خلال أضخم وأكبر عملية اعتصام وإضراب منذ العام 2002 أن مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وفضح ممارساته العنصرية العدوانية تشكل نمط حياة وعنوان صمود وفعل إرادة.

الفعاليات الشعبية الواسعة التي عمت كل أماكن التواجد الفلسطيني من مدن وقرى ومخيمات، والتي شاركت فيها مختلف القوى السياسية والفصائلية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والمدارس والجامعات، والتي رافقتها مظاهرات ومواجهات مع قوات الاحتلال، إنما تدل على وحدة فلسطينية حقيقية تتجاوز الانقسامات السياسية والمصالح الفئوية والاجندات المشبوهة التي تستهدف تصفية القضية. كما تؤكد أن الشعب الفلسطيني غير معني بما يجري في الدهاليز السياسية من صفقات ومساومات، ولا يبالي بالإصرار على التمسك ب «اتفاق أوسلو» ومخلفاته مثل التنسيق الأمني وخلافه. فهذا الشعب خاض ويخوض معركة الوجود في ظل أقسى وأشد الظروف، وقدم الكثير من التضحيات قبل «أوسلو» وبعده، وهو يدرك أنه في مواجهة عدو عنصري شرس مدجج بكل أدوات القتل والتدمير، لا يعير اهتماماً لاتفاقات ومعاهدات وقرارات وتفاهمات، ومصفح بدعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي بلا حدود.

وعندما ترتفع أصوات مسؤولين صهاينة في مواجهة الأسرى المضربين عن الطعام لتقول: «دعهم يموتوا»، أو تطالب بإعدامهم. وعندما يغمض العالم عينيه عن أكثر من 1600 أسير قد يواجهون الموت في أية لحظة ولا يتدخل أو يرفع صوته، وعندما تنأى المنظمات الدولية والإنسانية التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان بنفسها تجاه هؤلاء الأسرى ومعاناتهم، وعندما يخيم صمت القبور على معظم العواصم العربية إزاء هذا الانتهاك لإنسانية الإنسان الفلسطيني والتحدي الصهيوني لكل القيم..وعندما نرى سلطة فلسطينية متهالكة تبحث عن قشة تتمسك بها تعيدها إلى حظيرة المفاوضات العبثية.. عندما يحصل كل ذلك، فهذا يعني أن الشعب الفلسطيني ترك من جديد وحيداً في معركة مصيرية مع أعتى نظام عنصري إرهابي عرفه التاريخ.

مع ذلك، لقد قرر الشعب الفلسطيني كما عودنا خوض النزال، وهو يعرف أنه يقف وحيداً في الخندق وظهره مكشوف بلا نصير أو معين يشد أزره، متسلحاً بإرادة لا تلين وصبر بلا حدود وقدرة على البذل والعطاء لا تنضب.

هذا التضامن الشعبي غير المسبوق مع الأسرى، يضع كل القيادات والفصائل والأحزاب الفلسطينية أمام مسؤولية تاريخية بإعادة تصويب البوصلة بالاتجاه الصحيح والتخلي عن هذا الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية التي تتجلى الآن بأبهى مضامينها في معركة الأسرى، والتخلي عن أوهام التسوية، والمبادرة إلى وضع برنامج نضال وطني بعيد المدى يرسم أفق صراع يعيد الحقوق الفلسطينية ولا يبددها.

 

 

 

المصدر الخليج الإماراتية
الاخبار العاجلة