ريموت كونترول الشاباك!

30 أبريل 2017آخر تحديث :
غزة

بقلم: موفق مطر – الحياة

 كيف نحفظ التوازن بين الحراك الجماهيري الشعبي والنظام العام؟ وهل بإمكاننا العمل في الميدانين الدولي السياسي القانوني، والشعبي الميداني المنظم والمبرمج؟

بإمكاننا كحركة تحرر تحظى بمكانة عالمية لم تحظ بها اي حركة تحرر في العالم منذ قرن، الحفاظ على مكتسباتنا الوطنية، ومكانة فلسطين في الخارطة السياسية العالمية، اذا حققنا نتائج ايجابية في معادلة الحراك الجماهيري الشعبي ضد الاحتلال، والانتصار للقضايا الوطنية، وبذات الوقت نعمل على الحفاظ على استمرار وديمومة هذا الحراك بتأمين تدفق اسباب الحياة في شرايين الحياة ومناحيها والاقتصادية، والصحية، والتعليمية، والثقافية والاعلامية، لأن اي خلل في واحدة من هذه المحركات والمولدات لقوة الدفع الجماهيري الشعبي والرسمي، سيكون في صالح الاحتلال.

 بإمكان القيادات التنظيمية والشعبية والمجتمعية تبوّء مقدمة الفعاليات الشعبية والوقوف على رأسها وتوجيهها لحظة بلحظة بالتنسيق مع قيادة المؤسسة الأمنية العاملة بإخلاص والمعنية بصدق في مواءمة وتلازم مساري التعبير الوطني الملتزم، مع السلوك الوطني الملتزم ايضا.. فالنتائج المتقدمة للمسارين، تنعكس كخطوة الى الأمام للقضية الوطنية موضوع الحراك.

لا يجوز ترك الشارع سداحا مداحا لعابثين، نعتقد يقينا ان ريموت كونترول (شاباك دولة الاحتلال) يسيطر على انفعالاتهم ويحركها للاتجاه المضاد لحراك الجماهير الفلسطينية الوطنية، ما يعني حاجتنا الى خلق اطر تنظيمية قيادية ميدانية محصنة من الاختراق، تتعامل بروح الاقناع كسبيل اول لوأد اي ظاهرة فوضى قد تحول مسار الحراك الى الاتجاه المعاكس.

الانصاف، والواقعية ورؤية من زاوية المصالح العليا للشعب والوطن، حق طبيعي، تمكن أصحاب الرأي من المساهمة بشكل أو بآخر في توجيه الحراك الشعبي، لكن ليس بالوقوف عند (عداد الانتفاضات) ومسمياتها، لأن تكرار هذا المصطلح، في ظل انعدام الظروف المنطقية والموضوعية والواقعية لبلوغ مستواه المعروف ذاكرة الجماهير يعني مساهمة– بغض النظر عن النوايا- في تصنيع احباط، نحن معنيون بتطهير الشارع منه، فتحقيق اهداف وطنية قد لا يكون مرتبطا بالكم، بقدر ما يكون مرتبطا بنوع ووسائل وأساليب الحراك الناجعة، حراك كلما كان منظما، ومنسجما مع المتغيرات الطارئة على قواعد الصراع سيمكن الجماهير ذاتها من لمس النتائج العملية فورا.

لا بد من قراءة متأنية تتبع البحث والدراسة لأي حراك شعبي، ووضع النقاط على الحروف، ووضع الخطوط الحمراء تحت الحالات السلبية لتداركها، حتى لو كانت بنسبة ضئيلة فأضرارها تنتشر بسرعة البرق، وتسبب انزلاقات في حراك الشارع فتحرف عربة ذوي النوايا الوطنية الخالصة.

تجب محاسبة العابثين وفق القانون، واظهار قدر من الحسم مع ظاهرة استغلال الحراك الشعبي لتأليف الفتن وبثها، وتحريك عجلة تأليب وتنفير المواطنين من مظاهر النظام والأمن، وتحويل القضية موضوع الحراك الى فرصة لاظهار الضغائن والأحقاد المنبعثة من نفوس مشحونة بفئوية وعصبوية، أو حزبية وشخصانية هابطة.

الحرية هدف الأسرى، والتحرير هدفنا الوطني الذي حددت تجاه بوصلته ارواح الشهداء، والاستقلال والسيادة والعدالة والتقدم والمجتمع المتحرر الديمقراطي صورتنا الحضارية مازال أمامنا الكثير لتكريسها.

الاخبار العاجلة