رام الله – صدى الاعلام 3-5-2017
قبل يومين اعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في مؤتمر صحفي من الدوحة، عن وثيقة المبادئ الجديدة الخاصة بالحركة. اهتمت صحف عربية و دولية بالشأن الفلسطيني مع إعلان حركة “حماس” عن الوثيقة الجديدة ورأت بعض الصحف أن وثيقة حماس هي “إعلان عن التغير” الذي تمر به الحركة داخلياً وخارجياً.
ومن وجهة نظر مراقبين، فإن الوثيقة الجديدة لحماس، تحمل تغييرا في النهج السياسي للحركة، ربما يهدف إلى أن تكون مقبولة على المستوى السياسي، لدى قوى دولية واقليمية وقد بدا ذلك أيضا واضحا، من خلال نأي الحركة عن جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما قيل إنه يهدف إلى إرضاء قوى اقليمية على رأسها مصر.
تحت عنوان “هل تريد حماس خداع العالم؟”، ترى القدس العربي اللندنية أن وثيقة حماس تمثل استجابة “للتطورات وتفاعلا مع التحديات” التي تمر بها الحركة، وهي أيضاً “إعلان عن هذا التغيّر للفلسطينيين… كما أنها تريد إعلان خصوصيّة نضالها ومصاعبه الجمّة”.
ينتقد الكاتب الفلسطيني كمال خلف في رأي اليوم اللندنية الشكل الذي أعلنت به الوثيقة، من حيث المكان والحضور.ويقول الكاتب: “كنت أتمنى على حركة حماس لو أعلنت وثيقتها عن مبادئ الحركة وسياساتها العامة من أحد المخيمات الفلسطينية أو إحدى الدول التي يوجد فيها الفلسطينيون أو الدول التي تسمح للفلسطيني بالدخول إذا أراد الحضور. بدلا من أن تعلن حماس وثيقتها من فندق 5 نجوم في الدوحة بحضور يقتصر على موظفي قناة الجزيرة. كنت أبحث عن علم لفلسطين أو كلمة لها أو منها ولكني لم أجد.
كما ان الإعلان كان ضمن مؤتمر صحفي وكما نعرف المؤتمرات الصحفية فإن قاعتها عادة تكون مزدحمة بالصحفيين والمصورين يتسابقون لوضع الميكروفونات و(لوغو) القناة التي ينتمون إليها. لكننا لم نرى في قاعة أعلان وثيقة حماس وسائل إعلامية عربية أو اجنبية ولم يكن أمام مشعل إلا ثلاث مكروفونات واحد لقناة القدس التابعة لحماس والآخرين لقناة الجزيرة،
ولم أسمع حتى كتابة هذه السطور بأي صحفي أو إعلامي فلسطيني وانا منهم واعرف معظمهم قد تم دعوته لحضور إعلان وثيقة تتحدث عن مصير شعبنا الفلسطيني .
بدوره يشير عبدالباري عطوان عبر صحيفة راي اليوم إلى أن “حركة حماس تتعرض لضغوط هائلة من حلفائها في قطر وتركيا تطالبها بالمرونة”.ويقول: “ليس من قبيل الصدفة أن تطلق حركة حماس وثيقتها قبل يومين من زيارة الرئيس عباس لواشنطن “.
قال الكاتب جمال ابو نحل الواضح أن التغييرات التي حملتها الوثيقة تهدف لتحسين العلاقات مع الدول العربية خصوصاً مصر، ومع دول الخليج العربي، كالسعودية، وكذلك فيها مُناغاة، ومحاكاه، ورسالة هامة للدول الغربية التي تُصنف بعضها حركة حماس كمنظمة “إرهابية”
كما أن موافقة حماس على قيام دولة فلسطينية علي حدود الرابع من حزيران لعام 67م، بمثابة اعتراف ضمني ولكنهُ غير صريح بوجود دولة أخري، وحتى إن لم تذكر الوثيقة دولة الاحتلال (إسرائيل) صراحةً؛ وفيها تخلي حماس عن الدعوة لتدمير إسرائيل هي محاولة لتغيير صورتها عالمياً وإقليمياً،
قالت إن حماس ألغت اللغة المعادية للسامية التي كانت سائدة بوثيقة 1988 التأسيسية للحركة (الميثاق) والتي كانت تتحدث عن حرب ضد اليهود.
قالت بأن خلو الوثيقة الجديدة من إعلان حماس أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين سيحسن العلاقات مع مصر.
نشرت الصحيفة تقريرا بعنوان “حماس تتخلى عن الدعوة لتدمير إسرائيل” وأوردت معظم نقاط الوثيقة التي اهتمت بها الصحف الأخرى، موضحة أن هذا التخلي العلني محاولة لتغيير صورتها في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالبحث في إحياء جهود السلام في الشرق الأوسط.
ونسبت إلى المحلل المالي السابق لشؤون الإرهاب بوزارة الخزانة جوناثان شانزر قوله إن حماس تحاول الحصول على نصيب في السوق، وإصدارها للوثيقة تغيّر محسوب بدقة
كما نسبت إلى المدير العام السابق بالإنابة لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية كوبي مايكل قوله إن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يريد للحركة أن تظهر أكثر اعتدالا على الساحة الدولية وعينه على الهدف النهائي بأن تحل حركته محل “فتح” .