إضراب الاسرى رافعة وطنية

9 مايو 2017آخر تحديث :
إضراب الاسرى رافعة وطنية

بقلم: يحيى رباح – الحياة

في عبوره العظيم الى اليوم الثالث والعشرين، يصعد اضراب الاسرى عن الطعام، اضراب الحرية والكرامة، اضراب الأمعاء الخاوية، ليكون حدثا وطنيا وإقليميا ودوليا بامتياز، فهو اضراب الإرادة، الذي يشارك فيه الاسرى جميعهم، حيث هدفهم الوطني الذي يشملهم جميعا اعلى من أي انتماء حزبي او أيديولوجي، وحيث مطالبة إنسانية، فلا يختلف احد على احقية هذا الاضراب، وأهدافه المشروعة، وانكشاف المؤسسة الإسرائيلية عارية تماما، وعاجزة عن تبرير نفسها، فكيف ستفسر إسرائيل شذوذ السجن الإداري، أجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية عاجزة عن اثبات تهمة بحق هذا الأسير الفلسطيني فتلجأ الى اقصر الطرق وأكثرها عنصرية وبشاعة وانحطاطا أخلاقيا، السجن الإداري لسنوات، ومثل هذا الشذوذ تنفذه مصلحة السجون الإسرائيلية في الحجز الانفرادي، في منع زيارة الاهل والمحامين، في تعطيل واجبات الصليب الأحمر، في الإهمال الطبي، شيء ما يذكرنا بأن كل ما اشتكت منه الحركة الصهيونية من عنصرية النازية، وشذوذها، تطبقه إسرائيل اليوم جهارا نهارا، وماذا يفعل الأسرى الفلسطينيون؟؟؟ انهم داخل السجن ليس امامهم سوى الاحتجاج بما يستطيعون، الامتناع عن الطعام، معدة خاوية، تعرية اساطير المحتل، واخراجها من غطائها الإنساني، وتحويلها الى هوة عميقة تلتهم كل الأكاذيب عن الدولة الديمقراطية، الدولة الأخلاقية، حتى ان الحوار العميق وصل الى الصحافة الإسرائيلية، وكتاب الرأي، وجماعات حقوق الانسان في العالم اجمع وفي إسرائيل نفسها، هؤلاء الاسرى هم ابطال شعبهم، ومحاكماتهم بأحكام جائرة مثل المؤبدات الكثيرة، وتداعي بعض الأكثر تطرفا في إسرائيل الى دعوات الإعدام هي هرطقة من نوع هابط جدا، بعض رموز إسرائيل والحركة الصهيونية كانوا محكومين بالإعدام، فلماذا قالت عنهم إسرائيل انهم ابطال، بينما تقول عن ابطال ورموز الحركة الفلسطينية الاسيرة انهم مجرمون، ويستحقون الإعدام، وتمارس ضدهم كل الممارسات الشاذة، وهم داخل السجون يقضون محكومياتهم؟ وبدل ان تستجيب إسرائيل لمطالبهم، فإنها تبالغ في تعذيبهم وهم داخل السجون انه شيء لا انساني بامتياز، وكل ما تهدد به إسرائيل، فإن الحركة الفلسطينية الاسيرة واجهته فعلا داخل السجون، فالحركة الفلسطينية الاسيرة ذات تاريخ مجيد، وذات ذاكرة ثرية، وابداعات خارقة، ومهما كانت التهديدات مثل التغذية القسرية تصل بمنفذيها الى محكمة الجنايات الدولية، حتى هذه فإن الحركة الفلسطينية الاسيرة قد واجهتها من قبل، ويا متطرفي إسرائيل، لم يبق عندكم في الجعبة من سهام جديدة، كل شي جربناه من قبل، وقد حل زمن انكشاف الاحتلال بأنه ابشع فعل انساني، ولقد حل زمن انهاء الاحتلال.
وحتى محاولات إسرائيل بث الفرقة في صفوف الاسرى المضربين باءت بالفشل، وحل بدلا منها انخراط جديد في الاضراب كل يوم، وتوسع في معاني الاضراب لتصبح مفرداته جزءا من ذاكرة الشعوب في كل مكان على مستوى العالم، واي طرف فلسطيني يلعب خارج اضراب الاسرى الذي تدعمه القيادة بكل مستوياته والشعب بكل شرائحه، فإنه يذهب بصاحبه حتما الى الهوان.
يا اسرانا البواسل، لكم المجد، ولكم النصر، ولكم الحرية التي تستحقونها، ولكم الدولة المستقلة التي ضحيتهم من اجلها.

الاخبار العاجلة