إضراب الحركة الأسيرة يفجر الطاقات الثورية

11 مايو 2017
إضراب الحركة الأسيرة يفجر الطاقات الثورية

بقلم: ريموندا حوا طويل عن جريدة القدس

كادت جذوة النضال الفلسطيني أن تخبو بفعل معطيات عديدة، ولأسباب اقليمية وعالمية وذاتية.. ولكن جذوة الثورة جاءت في لحظة تاريخية حاسمة لتؤكد أنبل ظاهرة نضالية تمثلها ثورة الشعب الفلسطيني وذلك عبر هذا الاضراب المتواصل عن الطعام من قبل أكثر من الف وستمائة أسير يمثلون قطاعات الشعب وفصائله المختلفة في كل أنحاء الوطن المحتل.

وهذه الحقيقة التاريخية تعد إحدى مظاهر الثورة الفلسطينية، بل إحدى المعجزات النضالية الفلسطينية، ففي فترات الانكماش والتراجع، وفي حالة الاغفاءة، والاحساس بالانكسار لا تلبث شرارة الثورة أن تنطلق بقوة وحيوية وبأس شديد مقدمة المزيد من الشهداء والابطال والقادة.

وذلك ما تعلمناه من تاريخ الشهيد ياسر عرفات، فعلى أثر نكبة عام 1948 تفجرت الثورة الفلسطينية في القاهرة من خلال اتحاد الطلبة الفلسطينيين وعبر نخبة من الطلبة الجامعيين من أبرزهم ياسر عرفات وعبدالله ابو ستة وصلاح خلف وفتحي البلعاوي ومحمود عباس وخليل الوزير وكمال ناصر وكمال عدوان وابو الهول (مروان عبدالحميد) وغيرهم.

يومها أدرك هذا الشاب الثائر ان نكبة عام 1948 وهزيمة الجيوش العربية لا بد أن تقابل بحركة ثورية مسلحة تضيء ليل الامة العربية وتعلن حيا على الجهاد.

سر الثورة الخالد

وعقب هزيمة 1967 التي خلفت جراحا عميقة في الشارع العربي، وأدمت قلوب شباب العرب وقادتها وجماهيرها وخلفت مرارة وعواصف من القهر والاحباط والتراجع في كل بيت وفي كل قلب وفي كل شارع ومدينة وحارة.. يومها وللمرة الثانية كانت الثورة الفلسطينية هي من حمل شعلة النضال وأعلنت انها قادرة على أن تنفذ رؤية عبدالناصر في أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة.

وقد أذهل عرفات واثنان وسبعون مناضلا من رفاقه أذهلوا العالم العربي والغربي على حد سواء، حيث عبر ياسر عرفات الحدود السورية والاردنية ونقل مقر قيادته الى القدس وتواصل النضال ببسالة وشجاعة وقوة سجلها التاريخ بحروف من نار ونور.

وللمرة الثالثة عندما اجتاحت قوات العدو الحدود اللبنانية الفلسطينية ومضت لتحتل بيروت وتدك شوارعها واحياءها وصخورها وشجرها وبشرها بلهيب من النار المسعورة؛ صمدت الثورة الفلسطينية وقاتلت في عام 1982 أكثر من ثلاثة وثمانين يوما.

انه التاريخ الثوري النضالي الذي لا يهدأ ولا يستسلم، يفجر الطاقات والقوى ويشعل لهيب الثورة التي عاهدت الله والشعب على أنها ثورة حتى النصر.

مروان البرغوثي ايقظ جذوة الثورة

وها هي الظاهرة النضالية الخالدة تتجدد مرة اخرى، ها هو سيف الثائر يعاود حمل صخرة الثورة محاولا أن يتسلق الجبل دون ان ييأس، ها هو سيزيف الفلسطيني يعاود النضال، وها هو طائر الفينيق الفلسطيني يعود ليجمع اشلاء نفسه وينطلق مجددا فلا شيء يثنيه عن إرادة القتال والدفاع عن الحق الفلسطيني ومنازلة العدو ومجابهة التحديات.

عصفت بالثورة الفلسطينية وبالواقع الفلسطيني مجموعة من المداخلات والمتغيرات مما جعلت القيادات الشريفة المناضلة تتنادى وتعلن استمرار الثورة دون تراجع.

كان ابطال فلسطين من آلاف الاسرى يدركون انهم الجنود الحقيقيون لهذه الثورة، وانهم أشرف ظاهرة نضالية عالمية.. الاف الثائرين من طلاب وعمال وفلاحين ومناضلين وحملة قلم ورجال فكر ومبدأ آمنوا بالله وبالنصر والتضحية والفداء وآمنوا ان الاستسلام والعجز والضعف والتراجع مفردات لا سبيل الى وجودها في قاموس النضال الفلسطيني، انهم يعرفون ماذا يفعلون فإما الموت وإما الشهادة، انهم جنود حقيقيون مسلحون بالفكر والثقافة والقوة والشجاعة، وهم مستعدون أن يجودوا بأرواحهم في سبيل وطنهم ليفرضوا حضورهم النضالي والوطني على العالم الذي تراجع وانشغل عنهم بقضايا وأفكار وخلافات نعرفها جميعا.

وللحرية الحمراء باب

بكل يد مضرجة يدق

إن الشباب الأسرى المناضلين يعرفون أنهم يتصدون لعدو جبار غاصب مغتصب، يشوه الحقائق ويقلب المعادلات، ويغالط العالم كله ويطبق ثقافة نتنياهو القائمة على التلون والخداع، انهم جنود حق ورجال ثورة واصحاب مبدأ اختاروا النضال لان هناك من احتل أوطانهم بقوة السلاح وشردهم واصبحوا لاجئين بلا اوطان في كل انحاء العالم.

حوار مع دونالد ترامب

سيدي رئيس الولايات المتحدة الامريكية، ان امريكا بلد الحرية وعندما يطل ملايين البشر على أمريكا عبر نيويورك يتوقفون خاشعين امام تمثال الحرية مستذكرين كفاح الشعب الامريكي في انتزاع حريته بالدم والنضال ليكون قدوة لكل شعوب الارض التي تتطلع الى الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. ولكن دولة اسرائيل لم تعاملهم بموجب وثيقة جنيف الرابعة المعاملة الانسانية كجنود وسجناء حرب وليسوا ارهابيين.

واني لاقف اجلالا الى اسلوبك الرائع في استقبال الرئيس ابو مازن بكل الحفاوة والدفء والتقدير لما يمثله الرئيس الفلسطيني. فهذا السلوك انما هو احترام واجلال للحركة الاسيرة في هذا النضال، ابو مازن هو صوت فلسطين وهو ممثل كل شاب وكل مناضل وكل أسير، كما أن مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان التي تلقيناها على يد الرئيس الامريكي جيفرسون ولنكولن الذي حرر العبيد وجورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة.. هؤلاء يا سيدي هم مشاعل مضيئة ونماذج تحتذى في الدفاع عن الحق وطلب الحرية بكل سبيل وفي كل زمان ومكان، فنحن طلاب حق ومبادىء كانت ولا تزال الحضارة والثقافة الامريكية هاديا ومرشدا، وما يقوم به الاسرى انما هو تعبير عن صوت الغضب والثورة على هؤلاء الذين صادروا حقه في الوجود والحرية.

زعماء اسرائيل من إرهابيين الى قادة البلاد

فإذن من هم الارهابيون الحقيقيون الذين اصبحوا زعماء ومؤسسين لدولة اسرائيل هم زعماء العصابات اليهودية من بيغن وشارون وشامير ودايان وبيرس وباراك وبن غوريون وغيرهم، هؤلاء المؤسسين لدولة اسرائيل بنوا دولة اسرائيل بالارهاب واصبحوا الآباء المؤسسين للدولة، كل واحد من هؤلاء القادة العسكريين اياديهم ملطخة بالدماء بناء على اعترافاتهم، وارتكاب مجازر دموية خطيرة وشن معارك متوالية على حدودهم، مرة بعد اخرى وعلى امتداد ستة حروب.

في سنوات الاربعينيات من القرن الماضي كانت الصحافة الغربية تصف المهاتما غاندي بانه ارهابي وأنه سفاك دماء وبأنه خارج على القانون لانه حشد الشعب الهندي بملايينه للوقوف ضد الاستعمار البريطاني وأعلن الاضراب السلمي ولم يطلق طلقة ولم يقتل جنديا ولم يسفك دما. فقط احتكم الى المنطق في أن ملايين الهنود لن يقبلوا الظلم وقهر الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس.

وانتصرت الهند، وانتصر غاندي الذي يعتبر أعظم قائد في التاريخ الذي أرسى ثقافة الثورة ضد الاستعمار بدون عنف، كما أن الجنرال ديغول يشهد تاريخه بانه تصدى للاحتلال الالماني وقاد الثورة ضد الاستعمار النازي ونجح في تحرير الشعب الفرنسي وهو يقود حكومة فرنسا الحرة. كما أن الفيلسوف والقائد العالمي هوشي منه كان من الزعماء الذين حققوا الحرية والنصر والاستقلال للشعب الفيتنامي. ولنا ان نتمنى ان يضم هذا التاريخ اسم الرئيس الامريكي كأحد رموز العالم الخالدة في مناصرة الحق والحرية وتحقيق الامن والسلام على ربوع شرقنا الحبيب الذي يعاني من التمزيق والويلات والحروب وملايين المشردين من اخواننا في سوريا والعراق الذين يفرون من هول المعارك في آفاق الارض المختلفة ومن ثم تحقيق النصر للاسرى الذين يواجهون كل ألوان القهر والظلم والتعسف.

هل يكون ترامب هو آيزنهاور الجديد؟

لم يرد على البيت الابيض منذ عام 1956 رئيسا أمريكيا مثل آيزنهاور الذي سجل سابقة تاريخية إنسجمت فيها مبادىء القائد العسكري المستقيم مع الحق والمنطق، والانتصار للعدل فأصدر أوامره الى بن غوريون بالانسحاب من الاراضي المصرية وقطاع غزة وبذلك اكتمل انتصار عبدالناصر حيث انسحب آخر جندي اسرائيلي من قطاع غزة في مطلع شهر آذار عام 1957.

وبعد آيزنهاور تعاقب رؤساء امريكيون تسابقوا في تقديم التأييد العسكري والدعم المادي والمعنوي لاسرائيل، ومن هؤلاء كيندي وريغن ونكسون وكلينتون وبوش الابن والاب وحتى اوباما. تسابق هؤلاء في الانحياز الى العدوان.

كل ما نرجوه أن نصلي صلاة خاشعة الى الله العلي القدير أن يلهم الرئيس الامريكي الجديد الصواب والحكم السديد لخير الأمة الامريكية أولا وأخيرا، خاصة وهو يتوجه الى قبلة المسلمين الاولى ويزور السعودية كأول دولة في جولته الشرق أوسطية، كما أنه سيتوجه الى الفاتيكان التي تمثل الديانة المسيحية وبعد ذلك يتجه الى اسرائيل التي تمثل الديانة اليهودية. فكأنه حسب تعبيره يساوي بين الاديان السماوية الثلاث ويعتبرها اساس السلام في العالم، وهي في جوهرها ضد العنف والقوة والعدوان والتطرف بل انها رمز حقيقي للسلام الذي دعت اليه جميع الاديان وباركه الله.

إن الرئيس الامريكي يطل اليوم على العالم الاسلامي والقضية الفلسطينية بملامح جديدة، ومنطق منصف، ورؤية عقلانية فيستقبل الرئيس أبو مازن والوفد الذي يرافقه بصورة مشرفة. كما أنه اصغى الى مطالب الرئيس التي تتمثل في الامور الاتية.

الأسرى.

الدولة الفلسطينية على حدود 1967.

القدس عربية.

اللاجئون.

وهذه المطالب تمثل الثوابت الفلسطينية التي لا سبيل الى التنازل عنها.

ولا شك أن استقبال الرئيس ترامب للملك عبدالله اكثر من مرة ولعبد الفتاح السيسي وللامير محمد السعودي كل ذلك يدل على ان هناك أذنا صاغية لوجهة النظر العربية، وما زيارة الرئيس الامريكي للسعودية كأول دولة في جولته الحالية الا دليل على اهتمامه بقضايا العرب وقضايا المسلمين وحرصه على مد الدولة السعودية بصفقة أسلحة غير عادية. كل ذلك يصب في الاتجاه العملي البناء لصالح الحق الفلسطيني الذي هو جوهر المشكلة في الشرق الاوسط، علما ان زيارة الرئيس الامريكي ترامب تعد أول زيارة يقوم بها رئيس امريكي للمملكة العربية السعودية.

الأسرى يشعلون جذوة الثورة ويبشرون بالأمل والنصر.

ان التفاؤل الذي تعكسه الحركه الاسيرة على مستوى العالم كله يبشر بالنصر وبتحقيق الاهداف، فالشعب الفلسطيني والامة العربية تقف اجلالا واحتراما وتقديرا للهامة الكبيرة للمفكر والانسان العظيم الكبير والمناضل والسياسي للرئيس سليم الحص، رئيس لبنان الاسبق، الذي دعم ياسر عرفات ووقف مع المقاومة الفلسطينية وحماهم من الأعداء في بيروت.

الرئيس سليم الحص، وهو في الثالثة والتسعين من عمره قد أعلن عن مشاركة الأسرى الفلسطينيين اضرابهم عن الطعام، وكان ذلك من خلال الاجتماع الذي عقد في المنتدى التضامني مع الاسرى والمعتقلين الذي عقد بحضور منسق عام الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة ودعوة المشاركين في هذه الفعالية الى ضرورة اعلان التضامن مع الاسرى داخل فلسطين ودعوة الجماهير في الوطن العربي لاطلاق مسيرات شعبية تؤكد للاسرى انهم ليسوا وحدهم. قال سليم الحص إننا لم نعمل شيئا للاسرى المناضلين. وطالب المجتمعون بدعوة القيادة الفلسطينية، والمنظمات الاقليمية والدولية من أجل مقاضاة سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمام المحاكم الدولية لانتهاكها حقوق الانسان كما طالبوا بضرورة تحرك قانوني عربي ودولي لمحاكمة جرائم سلطات الاحتلال بحق الاسرى امام القضاء الجنائي الدولي.

وفي المغرب العربي

وكان لاضراب الأسرى صدى كبيرا في المغرب العربي والعديد من دول العالم مما يؤكد ان نضال الاسرى سيصل صداه الى كل انسان ومؤسسة حرة في العالم.

ها نحن في اليوم الحادي والعشرين من الاضراب، وقد لا يلوح في الافق تراجع السلطات الاسرائيلية ولكن ذلك لن يغير من الامر شيئا. فالاضراب خندق نضال على شفير الموت.. فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى.

والواقع ان السفارات الفلسطينية والتي يتجاوز عددها 190 سفارة، ويقوم عليها عدد من السفيرات يبلغ العشر سفيرات بالاضافة الى السفراء الاخرين، وقد احدثت هذه السفارات ثورة اعلامية وتأييدا عالميا إنسانيا لهذا الاضراب الذي يتواصل في الاراضي الفلسطينية. ذلك أن العمل الابداعي النضالي هو الذي يتيح لشعبنا ان ينتج وان يعلن عن نفسه خاصة وان هذه السفارات تغطي جزءا كبيرا من العالم ويقوم بالعمل فيها فريق من المثقفين الدارسين الذين يتمتعون بالخبرة والرغبة في العمل والعطاء. وحقيقة ما كان لهذا العمل الاعلامي ان يكون بهذا الحجم والروعة لولا تضافر الجهود وتكاملها بين السفارات من جهة وبين النضال الفاعل عبر فعاليات هذه الثورة التي اندلعت عبر الاضراب عن الطعام الذي يتواصل لليوم الحادي والعشرين.

وليس ذلك فحسب، بل ان العديد من برلمانات العالم وخاصة في الدول الاوروبية من امريكا اللاتينية الى استراليا الى غيرها من الدول كلها اعلنت عن تأييدها وتضامنها مع الاسرى الفلسطينيين، بل وشارك العديد منها في الاضراب عن الطعام ومنهم بطريارك انطاكيا والمشرق غاريغوريوس لحام الذي كان مطران القدس بعد سجن المطران كابوتشي وابعاده الذي أعلن الاضراب عن الطعام يوم السبت القادم.

الخروج من عنق الزجاجة

إننا في موقف قوي رغم كل معطيات القوة المادية التي تصب في صالح العدو، لان قوانا الناعمة المتمثلة في حقنا والتي تؤكد أننا شعب خلاق قادر دائما على أن يحرج العدو وان يضعه في عنق الزجاجة ويجعل اختياراته صعبة لانه ينكشف ويتعرى امام العالم كله على نحو ما تحققه ثورة الاسرى في اضرابهم الرائع الموحد الذي أجمع عليه الشعب الفلسطيني بكل فصائله وكل جماهيره، ولا أدل على ذلك من تحركات الرئيس محمود عباس حيث يسافر للقاء الرئيس الامريكي ويحسن عرض القضية الفلسطينية بكل ابعادها مستشهدا بملفات الاسرى ونضالهم باعتبارهم جنود حرية كما أنه ينقل للرأي العام العالمي والفلسطيني بشائر خير وتفاؤل، كما أن وثيقة حماس الاخيرة واعلانها بقبول إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ومن ثم قيام الحركة الاسيرة بهذا الاضراب النضالي الذي لفت انظار العالم كله، كل هذه المؤشرات تعزز مطالب الرئيس ابو مازن في حق الفلسطينيين في الدولة والاستقلال والانتصار لكل مبادىء الحرية والعدالة بمباركة كل القوى العالمية المؤيدة للحق الفلسطيني.

ومزيدا من الضوء والقوة

ومما يؤكد سلامة موقفنا واعتزازنا بهذا الاضراب الذي يأخذ صفة عالمية أن رئيس الجامعة العربية أحمد ابو الغيط قد أعلن انه سيتقدم بقرار الى عقد مجلس الامن لدراسة قضية اضراب الاسرى. وهذا هو المتوقع من كل مسؤول عربي بل ان هذا هو اضعف الايمان في مناصرة الثورة الفلسطينية في معركة الكرامة والحرية المعلنة منذ ثلاثة اسابيع.

وجدير بنا أن نستذكر سلسلة رائعة من الاضرابات التاريخية التي شهدتها سجون عسقلان وجنين ونفحة والرملة وغيرها، وقد كنت شاهدة عيان في كثير من هذه الاضرابات ونقوم بالاعتصامات لايام في بلدية نابلس تحت حماية الحاج معزوز المصري الذي كان يمنع الجيش ان يقتحم قاعات البلدية حيث كنا نعتصم. كانت الاعتصامات بقيادة رئيسة الاتحاد النسائي الفلسطيني، الحاجة عندليب العمد والاعضاء عصام عبد الهادي والحاجة رشدة المصري زوجة الحاج معزوز المصري ومنيرة عبد الهادي وخولة عبد الهادي ونائلة العطعوط وسعاد العبوة وهيام ابو غزالة والهام ابو غزالة وسحر خليفة ونهاية حكمت المصري وفايزة عبد المجيد وأخريات مناضلات في نابلس، ورأيت مدى الظلم والقهر والوحشية التي أدت في كثير من الاحيان الى استشهاد بعض الاسرى اذكر منهم راسم حلاوة، وعلي الجعفري واسحق مراغة والشهيد جرادات وغيرهم.

ان التاريخ لن ينسى ان هذه السجون خرجت قادة وابطال حملوا لواء الثورة وتعمدوا بنيرانها وتخرجوا من اكاديمية السجون ومنهم جبريل الرجوب، ابو علي شاهين، عطا القيمري، سعيد عياش، زهير الدبعي، واولاد الملاعبي زهير وزكي، نائل البرغوثي، احمد سعادات، فؤاد الشوبكي، حسين الشيخ ، احمد الديك، محمود ابو عين، سمير صبيحات، مفيد عبدربه والمتوكل طه، وابراهيم سجدية وقدورة موسىى وغيرهم ممن يشكلون اكبر مصداقية على هوية الثورة الفلسطينية وعدالة قضيتها، فان النضال المعطر بشذا البطولة وعبق الدم والعرق والدموع خير دليل على مصداقية ثورتنا.

 

Source جريدة القدس
Breaking News