بوادر أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة وخلاف حول هويّة “حائط البراق”

16 مايو 2017آخر تحديث :
بوادر أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة وخلاف حول هويّة “حائط البراق”

رام الله-صدى الإعلام-16-05-2017-بوادر أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة بدأت تظهر خلال الاستعدادات لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المقررة في 22 أيار/ مايو، الأسبوع المقبل.
وبحسب ما كشفت عنه القناة الثانية العبرية، فإن الخلاف الدبلوماسي بين البعثة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية يتمحور حول الحائط الغربي (حائط المبكى/ حائط البراق) في القدس، والذي تعتبره إسرائيل أقدس موقع بالنسبة لليهود في العالم أجمع، على اعتباره آخر ما تبقى من هيكل الملك سليمان، بينما يعتبره الفلسطينيون جزءا من الحرم القدسي الشريف ويتبع المسجد الأقصى.
وخلال جولة لطاقم القنصلية الأمريكية في القدس،  وضمن مباحثات مع مندوبي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الترتيبات الأمنية والصحافية، أعلن نائب رئيس الطاقم في البيت الأبيض جو هيغيين والذي يترأس البعثة، أن بالنسبة للادارة الامريكية يقع الموقع ضمن الأراضي الفلسطينية وليس الاسرائيلية، وعليه فلا سلطة لاسرائيل على الحائط الغربي/ حائط البراق.
ويتوقع أن يقوم ترامب بزيارة في الموقع المقدس لليهود، كاحدى محطات جولته، على أن تكون “زيارة خاصة” دون أن يكون مرافقا بأي مسؤول إسرائيلي.
من جانبه أكد مسؤول دون الكشف عن هويته أن القنصلية الأمريكية في القدس والتي تدير العلاقات مع السلطة الفلسطينية طلبت من المسؤولين الاسرائيليين عدم التدخل في مسألة الزيارة للحائط الذي يقع ضمن حدود القدس الشرقية (حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967). وقد أثار هذا الأمر حفيظة المسؤولين الاسرائيليين الذين قالوا إنهم سيمتنعون عن تقديم أي مساعدة لوجستية أو تنظيمية أو اعلامية خلال زيارة ترامب للحائط الغربي.
من جانبه أكد مسؤول في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تم حتلنة السفير الاسرائيلي في واشنطن رون درامر حول القضية، وعليه سيتم مناقشة الموضوع مع الإدارة الأمريكية ومطالبة بتوضيحات حول هذه المسألة “اعتبار الحائط الغربي جزءا من أراضي الضفة الغربية، هو أمر مثير للدهشة” قال المسؤول مضيفا أن “هذه المقولة دون شك منافية لسياسة ترامب، التي انعكست بمعارضته الحادة لقرار مجلس الامن الدولي الأخير”.
على صعيد متصل أعلنت مصادر إسرائيلية عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القاء خطاب له في متسادا (مصادة) الموقع التاريخي في صحراء شمال الضفة الغربية، وذلك كنية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان قد أعلن الأسبوع الماضي عن تخطيطه لإلقاء خطاب تاريخي حول السلام في تلك المنطقة خلال زيارته الى المنطقة الأسبوع المقبل.
يذكر أنه علّقت اسرائيل كل نشاط مهني مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) على الفور بعد تصويت إحدى لجانها على مشروعي قرارين حول القدس، يعتبر إحداهما، المسجد الأقصى والحائط الغربي (المبكى وفقا لليهود، والبراق وفقا للمسلمين) أماكن مقدسة خاصة بالمسلمين دون غيرهم. ويدعو المشروع إلى إعادة المسجد الأقصى إلى “الوضع الراهن التاريخي”، وهو وضع كان قائما قبل حرب 1967، الذي بموجبه كان للوقف الأردني الحق في إدارة جميع الجوانب في المواقع “بما في ذلك الصيانة والترميم وتنظيم الدخول”.
وفي وقت سابق كرر نتنياهو مطالبته للإدارة الأمريكية بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس، وذلك قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى اسرائيل، الأسبوع المقبل.
كما وصل يوم الاثنين السفير الأمريكي الجديد دافيد فريدمان، الى اسرائيل، ليباشر بممارسة مهامه من مقر السفارة في تل أبيب.
ولا تعترف الولايات المتحدة أسوة بالمجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلي في القدس الشرقية التي سيطرت عليها إسرائيل العام 1967، علما ان نقل السفارة الى القدس كان من ابرز دعايات ترامب خلال حملته الانتخابية التي نال من خلالها تعاطف اليمين الإسرائيلي. وكان قد تعهد متحدث باسم البيت الأبيض بإصدار بيان واضح حول مسألة نقل السفارة الأمريكية الى القدس.
وسيطرت اسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب العام 1967 من الاردن، وضمت الشطر الشرقي لاحقا في خطوة لم يعترف به المجتمع الدولي، وهي ما وقع أيضا في هضبة الجولان من سوريا.
وفي 1980، أعلنت اسرائيل “القدس الموحدة” عاصمة لها في خطوة لم تعترف بها الامم المتحدة.

الاخبار العاجلة