رسالتان مهمتان

24 مايو 2017آخر تحديث :
رسالتان مهمتان

بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة

 في خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمام القمة الأميركية العربية والاسلامية في الرياض قبل يومين، وضع حركة حماس في قائمة القوى الإرهابية. وفي اليوم نفسه وقبل القاء الرئيس الأميركي خطابه كان السفير محمد العمادي قد أعلن لوكالات الأنباء بأن “وضع قطاع غزة يتجه نحو الأسوأ”، وكأن لسان حال المسؤول القطري يقول لأبناء الشعب الفلسطيني في المحافظات الجنوبية، بعد ان اعلم قيادة حركة حماس، بأن الأمور تتجه إلى مرحلة أكثر تعقيدا، وأن قطر ومعها ضمنا تركيا مضطرة لرفع الغطاء عن حركة حماس. لأن القرار الأميركي العربي والاسلامي باستثناء إيران، لم يعد يقبل خيار الانقلاب الحمساوي. وهذا ينسجم مع توجه الرئيس ترامب، الذي اعلنه اثناء حملته الانتخابية، بأنه سيضع جماعة الاخوان المسلمين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.

كما ان خطاب ترامب، الذي أعد بشكل دقيق، وكل كلمة فيه لها موقعها ودلالتها السياسية، كان يعني تماما ما قصده بإدراج حركة حماس ضمن الجماعات الإرهابية، بغض النظر ان توافق المرء مع ترامب او اختلف. ليس هنا بيت القصيد، وقيمة الخطاب يتمثل في النقاط التالية: اولا في مكانة الشخص، الذي القاه؛ ثانيا في المكان الذي القي فيه؛ ثالثا الشخصيات القيادية، التي استقبلت الخطاب؛ رابعا طبيعة واهداف المؤتمر، حيث تتركز رسالته الأساسية صوب ما يسمى “محاربة الإرهاب” الإسلاموي، الذي يضم إيران والجماعات التكفيرية وجماعة الإخوان المسلمين وعنوانهم حركة حماس؛ خامسا الرسالة ايضا لإسرائيل بالكف عن دعم الانقلاب الحمساوي، وبالتالي إعادة النظر في توجهاتها السياسية تجاه الحل السياسي.

رسالتان مهمتان في يوم واحد، ومن موقعين مختلفين، ولكن لكل منهما اهميته وثقله السياسي والأمني لحركة حماس، الأول من غزة نفسها، التي تسيطر عليها حماس منذ عشر سنوات، وترفض التخلي عن انقلابها حتى الآن، اعتقادا منها أن الأمور ستنقلب لصالحها في وقت قريب؛ الثاني من المملكة العربية السعودية، التي جمعت العالمين العربي والاسلامي تحت قبة واحدة للاستماع للرئيس الأميركي الجديد، الذي صاغ محتوى التحالف الأميركي العربي والاسلامي. وبالتالي مطلوب من قيادة حركة حماس التقاط دلالات الرسائل والتعاطي معها بجدية ومسؤولية، أضف للانتباه لطبيعة اللحظة السياسية، والتفكير بالمستقبل السياسي للحركة وخياراتها الانقلابية في المشهدين الفلسطيني والعربي والإسلامي.

الرسالتان قالتا بشكل واضح، لم يعد خيار الانقلاب يخدم اجندات القوى الممسكة بتلابيب العملية السياسية في العالمين العربي والاسلامي والإقليم، وهو ما يفرض على حماس. واستيعاب الرسائل. وبالتالي التعامل مع التطورات بشكل ملموس وبخطوات عملية على الأرض دون جعجة وشعارات شعبوية، لأن الأخيرة لا تسمن ولا تغني من جوع. وبالتالي على قيادة حركة حماس إذا شاءت تعويم نفسها، والخروج من المأزق، التوجه فورا للقيادة الفلسطينية الشرعية، وإبداء استعدادها الفوري للانخراط في صفوف منظمة التحرير ووفق برنامج الإجماع الوطني، وعلى ارضية الشراكة السياسية؛ وقبل ذلك الاستعداد المباشر لحل اللجنة الإدارية (حكومة الظل)، وتسليم حكومة التوافق الوطني كافة المرافق والمؤسسات والمعابر على ارضية الإتفاقات المبرمة. وإلزام ميليشياتها وسلاحها لخيار وسياسة منظمة التحرير الفلسطينية وحكومتها الشرعية. لا خيار آخر امام حماس إلا هذا الخيار او الذهاب نحو ويلات جديدة تدمي الشعب والقضية والمصالح الوطنية العليا. لم يعد ركوب الرأس مفيدا ولا مجديا لا بالمعنى التنظيمي والفئوي الخاص ولا بالمعنى الوطني. وأقصر الطرق للخلاص من المأزق، هو العودة لحاضنة الشرعية الوطنية. والكلمة الفصل لقيادة حماس.

 

المصدر الحياة الجديدة
الاخبار العاجلة