الموت يغيب ثعلب السياسة الأمريكية بريجنسكي.. تعرف عليه

28 مايو 2017آخر تحديث :
الموت يغيب ثعلب السياسة الأمريكية بريجنسكي.. تعرف عليه

توفي السياسي الأمريكي المخضرم زبيغنيو بريجنسكي الجمعة عن عمر ناهز 90 عاماً، داخل أحد مستشفيات ولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة. وذكرت ميكا ابنة بريجنسكي، الذي يعرف بـ”ثعلب السياسة الأمريكية”، على وسائل التواصل الاجتماعي أن والدها وافته المنية في سلام.

وأضافت أن أباها كان “رمزاً للإلهام، والحب، والالتزام وهو الأب الذي تتمناه كل فتاة. أحبك يا أبي”، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”. تجدر الإشارة إلى أن زبيغنيو كازيمير بريجنسكي رجل سياسة محنك، ومختص كبير في العلوم السياسية، ورجل دولة معروف في الولايات المتحدة.

ولد بريجنسكي في بولندا 28 مارس/آذار 1928، ونال الجنسية الأمريكية في الخمسينات من القرن الماضي وعمل في البداية بالمجال الأكاديمي، ويعتبر من المنظرين السياسيين المعادين للسوفييت وللشيوعية. وهو ابن لأب بولندي كان يعمل دبلوماسياً. ولبريجنسكي وزوجته إميلي ثلاثة أبناء.

عمل بريجنسكي مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض (1977-1981) في عهد الرئيس الديمقراطي، جيمي كارتر، وبذل أقصى الجهود لكي تقدم الإدارة الأمريكية المساعدات الممكنة للمسلحين الأفغان الذين قاتلوا القوات السوفييتية والحكومة الموالية للسوفييت، ولاحقاً دعا إلى توسيع حلف الناتو تجاه الشرق.

وساعد بريجنسكي في تشكيل ونشاط وعمل اللجنة الثلاثية – منتدى القادة السياسيين ورجال الأعمال في أمريكا الشمالية وأوروبا واليابان.كما عرف عن بريجنسكي نهج سياسة خارجية متشددة، وكان عوناً لكارتر في مجابهة عدة قضايا دولية؛ من بينها الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه واحتجاز 52 رهينة أمريكية في طهران، ومحاولة فاشلة لإنقاذهم، والغزو السوفييتي لأفغانستان. وقال كارتر في بيان إن بريجنسكي كان “عبقرياً ومتفانياً ومخلصاً”.

وأضاف: “أنا و(زوجتي) روزالين شعرنا بالحزن لوفاة زبيغنيو بريجنسكي. كان جزءاً مهماً من حياتنا لأكثر من أربعة عقود، وكان موظفاً عاماً ممتازاً”. ووصف الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بريجنسكي بأنه “موظف عام قدير، ومفكر نافذ، ومدافع متحمس عن القيادة الأمريكية”.

وتابع: “امتد تأثيره على مدى عدة عقود، وكنت واحداً من بين عدة رؤساء استفادوا من حكمته ومشورته.. ساعدت أفكاره ومواقفه على تشكيل سياسة الأمن القومي الأمريكية لعقود”. وبعد مغادرته البيت الأبيض عمل في مجال التأليف وإلقاء المحاضرات الجامعية، كما أيد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، وأصبح منتقداً بحدة لسلفه، دونالد ترامب.

وألَف بريجنسكي عدة كتب وأعمال معروفة ترجمت إلى عدة لغات بما فيها الروسية، ولكن أكثرها شهرة كان كتاب “رقعة الشطرنج الكبرى”، طرح فيه الرأي المتلخص في أنه لا يجوز للولايات المتحدة أن تسمح لأي دولة أخرى بأن تصبح القوة المهيمنة في أوروبا وآسيا، وشدد على أن الحديث يدور في المقام الأول هنا عن ردع الاتحاد السوفييتي في آسيا الوسطى. ومن ضمن أواخر التغريدات الصادرة عنه، في شهر فبراير/شباط الماضي، “هل عندنا سياسة خارجية الآن؟”.

الاخبار العاجلة