سنرفع أسماءهم عاليا

1 يونيو 2017آخر تحديث :
عمر حلمي الغول

بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة

شهداء الشعب العربي الفلسطيني، هم رموز النضال الوطني، وبفضل تضحياتهم الجسام أضاءوا طريق الحرية والاستقلال والعودة، الذي مازال متواصلا حتى الآن. ولهم كل المجد والفخار من قبل القيادات والمواطنين، لأنهم دافعوا عن الأهداف الوطنية العادلة، التي قدموا ارواحهم ثمنا لها، التي من اجلها سيواصل الشعب كفاحه حتى تحقيقها كاملة غير منقوصة، والمتمثلة في بناء الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق عودة اللاجئين لديارهم على اساس القرار الدولي 194، والمساواة لأبناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب والساحل.

 ويخطئ من يعتقد أن الشعب الفلسطيني يمكن ان يتنكر لشهدائه الأبطال من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ وفي مقدمتهم الشهداء القادة رموز الوطنية الفلسطينية: ابو عمار وابو جهاد وجورج حبش وابو اياد وابو علي مصطفى وفيصل الحسيني (الذي يصادف اليوم ذكرى استشهاده) وابو العباس وسمير غوشة وفتحي الشقاقي وعمر القاسم وخالد نزال ومحمود درويش وغسان كنفاني ووديع حداد وجميل حسن شحادة وعبد الرحيم احمد وشادية ابو غزالة ودلال المغربي .. والقائمة تطول.

وتيمنا بهم وببطولاتهم وريادتهم في الكفاح التحرري، واعتزازا بمكانتهم الوطنية، سيرفع الشعب الفلسطيني وقيادته اسماء الشهداء عاليا في سماء فلسطين، وسيخلد ذكراهم عبر إطلاق اسمائهم على الميادين والساحات والجامعات والمدارس الشوارع والمراكز الثقافية والأندية الرياضية، وحتى في الدول العربية والصديقة وحيثما أمكن ذلك. ولن يخشى الشعب وقيادته الوطنية سيف الإرهاب الإسرائيلي والأميركي ومن لف لفهم. وسيدون صفحات نضالهم في السجل الذهبي لتاريخ الشعب الفلسطيني.

قبل ايام ونتيجة الضغوط الإسرائيلية رضخت حكومة النرويج وتلاها الأمين العام للامم المتحدة، غوتيريش باتخاذ إجراءات مهينة لحقوق الإنسان ولكفاح الشعب الفلسطيني ومناضلة من ابرز شهدائه دلال المغربي، التي أعلنوا عن “وقف دعمهم لمركز نسوي يخدم 60 إمرأة في قرية برقة بمحافظة نابلس، لأنه يحمل اسم الشهيدة البطلة. ليس هذا فحسب، بل ان حكومة النرويج الصديقة، تساوقت مع خيار نتنياهو الإرهابي عندما طلبت إزالة اسم الشهيدة عن المركز، ليس وأيضا اعلنت وقف دعمها، وطالبت باستعادة مبلغ تافه وزهيد لا يتجاوز العشرة الاف دولار اميركي، دفعتها لدعم تأسيس المركز!! وفي ذات السياق اصدر البرتغالي الواقف على رأس المنظمة الأممية الأولى توجيهاته بوقف الدعم للمركز النسوي، لأنه يحمل اسم الشهيدة الباسلة!! ويبدو ان وزير خارجية الدنمارك، اندرياس سمويلسون، وفق صحيفة “هآرتس” يسير في ذات الاتجاه، حيث طلب بإجراء دراسة شاملة للتبرعات، التي تقدم للجمعيات والمنظمات غير الحكومية في اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967.

وهذا أمر مؤسف حقا، ان تنحدر دول عريقة بدفاعها عن حقوق الإنسان، وتتميز بمكانتها الدولية في حقل التنمية ودعم الجندر، وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني بحصوله على حريته واستقلاله، وتقبل الرضوخ لمنطق حكومة الائتلاف اليميني الإسرائيلي المتطرف. ولم تسأل تلك الحكومات ومعها الأمين العام للأمم المتحدة، عن دور وانتهاكات إسرائيل، الدولة المارقة والمستعمرة، التي قامت على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني، واوغل قادتها القدماء والجدد في استباحة الدم الفلسطيني، ولن يعود المرء بذاكرة النرويج والدنمارك وغوتيرش القديمة نسبيا (إن كانوا متابعين لتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي) لتذكيرهم بمجزرة دير ياسين او مجزرة الدوايمة او مجزرة كفر قاسم أو مجزرة خان يونس وبحر البقر وصبرا وشاتيلا، بل سلط الضوء على الحروب الإسرائيلية الثلاث الأخيرة على قطاع غزة في 2008 و2012 و2014، التي ذهب ضحيتها الاف من الشهداء والجرحى، فضلا عن تدمير عشرات الاف المساكن والمشافي والمدارس وحتى المؤسسات الدولية العاملة على الأرض الفلسطنية لم تسلم من همجية وبربرية الحروب الإسرائيلية. ألم تسألوا انفسكم عن الدولة المنتجة للإرهاب؟ وكيف سيدافع شعب عن حقوقه الوطنية، كفلت له قوانين وقرارات الأمم المتحدة والشرائع الأممية الدفاع عن حقوقه المشروعة، إن لم يرفع الظلم عن ابنائه من القتلة الإسرائيليين؟ ولماذا لم تدققوا في اتفاقيات جنيف الأربع وعدم تنفيذ حكومات إسرائيل المتعاقبة لها منذ العام 1948، عام النكبة الكبرى وبعد احتلالها لباقي اراضي فلسطين التاريخية في حزيران 1967؟ الآن تنبهتم لاتفاقيات جنيف؟ وتعلمون علم اليقين ان الشعب الفلسطيني، هو من يطالب المجتمع الدولي بتطبيق تلك الاتفاقيات على الأرض الفلسطينية، وتطبيق كل قرارات والمواثيق الأممية!! لكن على ما يبدو ان الضغوط الإسرائيلية واليد الخفية الأميركية، هي التي تحكم توجهاتكم وسياساتكم غير الصائبة بات لها الباع الطويل في إخضاعكم لمنطقها ولي عنق الحقيقة.

الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية رفضوا ويرفضون قتل الأبرياء من المدنيين اينما كانوا، وضد الإرهاب جملة وتفصيلا، لأنهم رواد حرية وسلام وتعايش، وينادون صباح مساء المجتمع الدولي وكل صاحب ضمير حي ببناء ركائز السلام العادل والممكن على الأرض الفلسطينية، وازالة الاحتلال الإسرائيلي عن اراضي دولة فلسطين المحتلة في الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس وضمان العودة للاجئين الفلسطينيين وبناء جسور التعايش بين شعوب المنطقة دون دماء، لكن من يرفض ذلك، هم الإسرائيليون، نتنياهو واركان حكومته من المستوطنين العنصريين. راجعوا قرارات الكنيست والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ودققوا في مجمل الانتهاكات الجديدة والقديمة ستجدوا انفسكم ظلمتم الشعب الفلسطيني وشهداءه وفي مقدمتهم الشهيدة دلال المغربي، التي نعتز ونفخر ببطولتها وتضحيتها.

الاخبار العاجلة