خطوة أميركية إيجابية يجب ان تتبعها خطوات

3 يونيو 2017آخر تحديث :
خطوة أميركية إيجابية يجب ان تتبعها خطوات

بقلم: حديث القدس – القدس

توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، امس أمرا يمنع البدء بإجراءات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس لمدة ستة أشهر، وتأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض ان قرار ترامب هذا يستهدف تعزيز فرص التوصل الى صفقة عبر مفاوضات ناجحة بين إسرائيل والفلسطينيين ووفاء بالتزامه الدفاع عن مصالح الأمن القومي الأميركي، قوبل بترحيب فلسطيني وخيبة أمل الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي عملت كل ما بوسعها ليس فقط لسد الطريق أمام اي جهود لإطلاق عملية السلام بل وأيضا لتكريس الاحتلال والاستيطان ولدفع الرئيس ترامب لنقل السفارة الى القدس وتكريس احتلال وتهويد المدينة المقدسة. ولهذا شكل توقيع ترامب للأمر صفعة جديدة لليمين الإسرائيلي عموما الذي راهن على إطلاق الاستيطان وتكريس الاحتلال ونقل السفارة الأميركية الى القدس فور فوز ترامب في انتخابات الرئاسة.

ومن الواضح أن خيبة الأمل الإسرائيلية التي عبر عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس لا تنبع فقط من عدم نقل السفارة وإنما تنبع أيضا من ان هذه الخطوة جاءت لتعزيز فرص إطلاق عملية سلام جادة وهو ما حاولت وما زالت الحكومة الإسرائيلية التهرب منه في الوقت الذي أعلن فيه عدد من أقطابها موت عملية السلام ووأد فكرة إقامة دولة مستقلة ودعوا الى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، فهذه الحكومة اليمينية التي عبرت أيضا سابقا عن تخوفها من سعي ترامب لعقد صفقة سلام شاملة، لا تريد السلام وتخشى أي تحرك باتجاهه لأنها تدرك أن التقدم نحو سلام حقيقي ينطوي عن تخليها عن أطماع التوسع والاستيطان.

ومن الجدير الالتفات إلى أن خيبة الأمل الإسرائيلية التي عبر عنها نتنياهو جاءت على الرغم من أن البيت الابيض أكد في بيان رسمي ان ترامب سينقل السفارة “في نهاية المطاف” وان “السؤال لا يدور حول نقلها أولا وإنما حول متى”، كما أكد ان “هذه الخطوة يجب الاّ ينظر إليها على أنها تراجع بأي حال عن دعمه القوي لإسرائيل وللتحالف الأميركي الإسرائيلي”. أي ان إسرائيل رغم كل هذا الدعم الأميركي وهذا الالتزام بأمنها وتفوقها العسكري ما زالت تخشى التقدم نحو السلام حتى وان كان يقوده اكبر حلفائها !

وبذلك تتكشف أكثر نوايا هذه الحكومة الإسرائيلية المتشددة، في الوقت الذي أثبت فيه الجانب الفلسطيني والعربي انه يتطلع حقا الى التوصل الى اتفاق سلام عادل ودائم وشامل، ولهذا جاء ترحيب الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية وبعض العواصم العربية بقرار الرئيس ترامب الذي ينسجم مع تهيئة الأجواء اللازمة لإطلاق عملية سلام تقود الى تحقيق سلام عادل ودائم وشامل يستند الى قرارات الشرعية الدولية.

إن ما يجب ان يقال هنا إننا في الوقت الذي نرحب فيه بخطوة الرئيس الأميركي الجديدة ونعتبرها خطوة إيجابية تسهم فعلا في تهيئة الأجواء لإطلاق عملية السلام، فإننا ونحن ضحية هذا الاحتلال الإسرائيلي اللاشرعي المتواصل منذ عقود نأمل بمزيد من الخطوات الأميركية المنسجمة مع الشرعية الدولية لتأكيد حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني المحتل منذ عام ١٩٦٧ بما في ذلك القدس العربية المحتلة، والمساهمة في ضم الجهود الأميركية للجهود الدولية لإنهاء هذا الاحتلال، فقد حان الوقت كي يتمتع شعبنا بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

الاخبار العاجلة