احمد يوسف للبردويل – فلسطين لن يحررها شعب أنهكه الجوع

3 يونيو 2017آخر تحديث :
احمد يوسف للبردويل – فلسطين لن يحررها شعب أنهكه الجوع

غزةصدى الاعلام 3-6-2017

نشر القيادي في حماس احمد يوسف على صفحته الشخصية على موقع التواصل فيسبوك، رده على صلاح البردويل  عضو  المكتب السياسي لحماس والذي قال قبل ايام   في غزة لصحيفة “القدس العربي” اللندنية،  “حماس كما فعلت على مدار 11 سنة ماضية، تستطيع أن تفعل على مدار 11 سنة قادمة”. الامر الذي استدرج ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا من قطاع غزة على هذه التصريحات وادى الى قيام امن حماس باعتقال الكاتب عبدالله ابو شرخ على خلفية انتقاده للتصريح .

قال د احمد يوسف في منشوره :

أخي د. صلاح أتفهم أبعاد كل ما قلت، بهدف إغاظة الأعداء، ولكن ربما خانك التعبير؛ لأن المكان الذي أنت فيه ليس هو المنبر فنفهم ما تقول في سياق الوعظ والإرشاد، فأنت قيادي ورجل سياسة، وإذا طالبت الناس بالصبر فعليك أن تُشهد الناس من خلال ربط حجرين على بطنك، أن فعلك يسبق قولك، حجرٌ تُذهب به عضة الجوع، وآخر لتقول للناس صدقتكم فأصدقوني.

إن أحوال الناس بلغت أوضاعاً غير مسبوقة من الفقر والعوز والحاجة، وتراجعت مشاهد الأمن والاستقرار، وتزايدت نسبة البطالة والضياع بين الشباب، وتردي منظومة القيم والأخلاق بأشكال تبعث على الخوف والقلق من المستقبل.

إن هذه الحملة التي طالت د. البردويل هي بالطبع ليست له وحده، ولكن لكل إخوانه في قيادة حركة حماس، ولكل من يرفع عقيرته يطالب الناس بالصبر والتحمل، دون أن يكون لهم إماماً في نفسه وأهله وعشيرته الأقربين.

إننا نريد أن نرى قيادات حركة حماس تربط حجرين على البطن؛ حتى يكون لنداء الصبر بعد عشرة عجاف آذاناً تسمعه، وشعباً يُصغي إليه، ودلالة نقضُّ بها مضاجع الأعداء.

إن من حق الناس أن تقول: إن من يطلب منا الصبر يجب أن يعيش مثلنا، وأن يكابد أعباء الحياة وقسوتها، والتي أحاطت بنا من كل جانب.

إن من يطلب منا الصبر عليه أن يرينا أنه يأكل مثلنا من خشاش الأرض، وأنه ينتظر الكابونة على أحرٍّ من الجمر، وأنه قد ربط على بطنه كمسئول حجراً أو حجرين، حتى تكون لكلماته وقعها وصدقيتها، وبأننا فعلاً استوينا في الفقر والمسغبة.

حقيقة، عندما يتحدث السياسي عن الصبر فيجب أن تكون كلماته مشفوعة ببشارة قادمة أو فرج قريب.. نعم؛ تحملنا 11 سنة وقادرين على تحمل مثلها، ولكن في ظل هذا الواقع القائم سنكون أشبه بأجداث وحطام لشعب لم يعد لديه ما يقدمه للوطن، على مستوى التحرير والتضحية والعزيمة وقوة الشكيمة.

لو طالعنا الخطيب في المسجد بما تحدث به د. البردويل لأخذناه على محمل مغاير، من حيث أنه مشكوراً يريد الحفاظ على معنوياتنا عالية وألا ننكسر، وتأتي موعظته من باب شد الأزر ومكايدة الأعداء، أما عندما تأتي من السياسيين فلها دلالات أخرى إذا لم تكن مشفوعة بالبشارات القادمة، والتي يمكن أن يتلمس الناس بعض إرهاصاتها، وإلا فهي حالة من التدليس والضلال المبين.

إن فلسطين لن يحررها شعب أنهكه الجوع والعطش، وأوهى أركان صبره وصموده الانقسام والحصار، ولن يأتي التمكين لقطاع غزة بالخُطب والمواعظ وحدها، فسنن الله لا تحابي أحداً، ومن أراد أن يتعلم السياسة فليقرأ التاريخ؛ تاريخ الشعوب والأمم، ويتبحر في النظرية الأممية لصعود وسقوط الحضارات، ليبني عليها رؤية للأجيال تستوعب من خلالها لماذا تأخر النصر؟ وكيف ترتفع رايات العزة والتحرير.

أتمنى على الأجهزة الأمنية ألا تنجر وراء تعبيرات غاضبة لبعض الإعلاميين وأصحاب الأقلام، فحرية التعبير حق للجميع، والاعتقال في مثل هذه الظروف ولهذه الأسباب ليس فيه من الفطنة والذكاء الذي يحقق التلازم بين المُلك والحكمة.

الاخبار العاجلة