رام الله- صدى الاعلام- 5-6-2017- اعلنت ثمان دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهي السعودية والبحرين والإمارات ومصر وليبيا واليمن والمالديف وموريشوس اليوم الإثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وإغلاق حدودها أمام رحلاتها، متهمة الدوحة “بدعم الإرهاب”، بما في ذلك تنظيمات القاعدة و”داعش” والإخوان المسلمين، كما قرر التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن إنهاء مشاركة قطر فيه.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية أن الرياض “قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر” من أجل “حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف”. وبرر مصدر مسؤول القرار “بالانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سرا وعلنا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي”.
ويتهم البيان قطر “بالتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة منها جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم”.
كما يتهمها “بدعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف (السعودية)” وفي البحرين و”وبتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج”.
واتخذت البحرين القرار نفسه ضد قطر بسبب “إصرارها على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شؤونها”. كما تتهم حكومة البحرين الدوحة “بالاستمرار في التصعيد والتحريض الاعلامي ودعم الأنشطة الارهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بأيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين”.
وأعلنت الإمارات قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب “مواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها”، كما ورد في بيان رسمي نشرته وكالة انباء الأمارات.
كما أشار النص إلى “نقضها البيان الصادر عن القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض لمكافحة الإرهاب الذي اعتبر إيران الدولة الراعية للارهاب في المنطقة”.
واتهم البيان قطر “بإيواء متطرفين ومطلوبين أمنيا (…) وتدخلها في الشؤون الداخلية لدولة الإمارات وغيرها من الدول واستمرار دعمها للتنظيمات الإرهابية مما سيدفع بالمنطقة الى مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بعواقبها وتبعتها.
وأعلنت مصر أيضا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بسبب “إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر (…) وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي”.
ويتهم بيان الخارجية المصرية الدوحة “بالترويج لفكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية فى سيناء (…) وإلاصرار على التدخل فى الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومى العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية”.
ومن جهة أخرى أعلنت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن الاثنين إنهاء مشاركة قطر في هذا التحالف “بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن”.
– اتهامات بالسعي لفرض وصاية على الدوحة
وفي ردها، اتهمت قطر، جاراتها في الخليج بالسعي الى “فرض الوصاية” عليها، معربة عن اسفها لهذا القرار، معتبرة الإجراءات “غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان ان “هذه الاجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
واضافت ان “الهدف من هذه الاجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر (…) واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا”.
وعبرت الخارجية القطرية عن “أسفها واستغرابها الشديد من قرار” الدول الاربع، ودانت “حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة”.
واكد البيان ان قطر “ستتخذ كل الاجراءات اللازمة (…) لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما”.
وأضافت وزارة الخارجية، أن هذه الإجراءات لن تؤثر على سير الحياة الطبيعي للمواطنين والمقيمين، مؤكدة أن قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين.
وقالت الخارجية، في بيانها: “لقد تعرضت دولة قطر إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة، علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف”.
وأضاف البيان: “من الواضح أن الحملة الإعلامية فشلت في اقناع الرأي العام في المنطقة وفي دول الخليج بشكل خاص وهذا ما يفسر التصعيد المتواصل”.
وتابعت الوزارة في بيانها: “إن اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا”.
كما أعرب مجلس الوزراء القطري عن استغرابه من قرار قطع العلاقات مع الدوحة، واصفا إياه بـ”غير المبرر”.
وقال المجلس ، في بيان بثته قناة الجزيرة القطرية، إن الدول الثلاث (السعودية، الإمارات، البحرين) مهدت لقرارها بحملة إعلامية “واسعة وظالمة”.
واعتبر البيان القطري أن قرار قطع العلاقات “يهدف لممارسة الضغوط على قطر لتتنازل عن قرارها الوطني”.
وقال مجلس الوزراء القطري إن “قطر ستبقى وفيّة لمبادئ مجلس التعاون لدول الخليج العربية”. وأضاف” نؤكد مجددا التزامنا بالعمل مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب”.
وتابع “اتخذنا كل ما يلزم من احتياطات لضمان سير الحياة الطبيعية”، مشيرا إلى أن ” المجالين البحري والجوي سيظلان مفتوحين للاستيراد والتنقل”.
– مهلة للسفير القطري في القاهرة ووقف للرحلات الجوية
وفي السياق، أعلنت الخارجية المصرية إمهال السفير القطري 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وصرح المتحدث باسم الوزارة أحمد أبو زيد، بأنه تم اليوم استدعاء السفير القطري إلى مقر الوزارة، حيث تم إبلاغه بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وتسليمه مذكرة رسمية بإنهاء اعتماده كسفير لدى جمهورية مصر العربية، وإمهاله 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وأضاف المتحدث أنه تم إبلاغ القائم بالأعمال المصري بالدوحة بالعودة إلى البلاد في غضون 48 ساعة تنفيذا لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية الصادر في وقت سابق اليوم.
ومن جهة اخرى أعلنت الخطوط الجوية القطرية الاثنين تعليق كل رحلاتها الى السعودية بعد قرار مماثل اتخذته الخطوط السعودية.
كما أعلنت شركات الاتحاد والامارات وفلاي دبي تعليق رحلاتها القادمة من قطر او المتجهة اليها اعتبارا من غد الثلاثاء.
وأعلنت الخطوط الجوية القطرية في بيان الاثنين انها علقت كل الرحلات الى المملكة العربية السعودية.
وأعلنت طيران الخليج – الناقل الوطني لمملكة البحرين – وقف رحلاتها بين البحرين و مطار حمد الدولي بالدوحة اعتباراً من منتصف ليل اليوم الاثنين وحتى إشعار آخر.
– تركيا تعرض المساعدة
ودعت تركيا التي تقيم علاقات وثيقة مع دول الخليج الاثنين الى الحوار وأبدت استعدادها للمساهمة في حل الخلاف.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو خلال مؤتمر صحفي في انقرة “يمكن ان تحصل مشاكل بين الدول، لكن يجب ان يتواصل الحوار”. مضيفا “بالتاكيد، سنقدم اي شكل من اشكال الدعم لكي يعود الوضع الى طبيعته”.
– الكرملين: من مصلحة روسيا استقرار الوضع في الخليج
ومن جهته قال الكرملين إن من مصلحة روسيا أن يكون الوضع في الخليج “مستقرا وسلميا” وذلك في تعليق على قرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن موسكو تأمل أيضا ألا يؤثر الخلاف الدبلوماسي الحالي مع الخليج على “العزم المشترك” في الحرب على “الإرهاب الدولي”.
وفي الوقت نفسه رفض بيسكوف التعليق على سؤال حول مدى صحة الاتهامات التي توجهها السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى الدوحة.
كما طرح على الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي سؤال آخر حول الدعم الروسي المحتمل لقطر في مأزقها الحالي، لكن بيسكوف رفض الإجابة، معتبرا أن هذا السؤال في غير محله.
– لافروف
كما بحث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التطورات الأخيرة على صعيد العلاقات بين قطر والدول العربية، داعيا لتسوية كافة الخلافات عبر الحوار.
– واشنطن: الشراكة مع دول الخليج “مهمة للغاية”
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، إن شراكة الولايات المتحدة مع دول الخليج “مهمة للغاية”. مضيفا “كل شركائنا في الخليج مهمون للغاية ونعول على الأطراف للتوصل إلى سبيل لحل خلافاتهم عاجلا وليس آجلا”.
– قلق ايراني
بدورها، اعربت طهران عن قلقها إزاء التطورات في الخليج، داعية إلى ضبط النفس وحل الخلاف بالوسائل السياسية، مبدية استعدادها لشحن المواد الغذائية إلى قطر.
وقال بيان للخارجية الإيرانية إن زيادة التوتر في المنطقة في ظل ما تشهده من تداعيات الإرهاب واستمرار احتلال فلسطين لن يصب لصالح المنطقة ودولها.
ودعت طهران عبر البيان الجميع إلى ضبط النفس وتحكيم العقل لفتح الطريق أمام خفض التوتر والعودة إلى الاستقرار في علاقات الدول.
ودعا وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف كلا من السعودية والإمارات والبحرين إلى اتباع الحوار مع دولة قطر، مؤكداً ان الضغوط ليس وسيلة للحل.
وغرد ظريف على تويتر قائلاً: الجيران ثابتون ولايمكن تغيير الجغرافيا، الضفوط ليست وسيلة للحل، والحوار أمر ضروري خاصة في شهر رمضان المبارك.
وأفادت وكالات الأنباء الإيرانية أن ظريف أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، مضيفة أن الجانبين بحثات تطورات المنطقة، من دون الإشارة إلى أي تفاصيل.
جدير بالذكر، ان عديد الاوساط، ومحللون سياسيون، اعتبروا ما حصل من بمثابة زلزال يضرب قطر، ويحمل ف يطياته سنياريوهات “كارثية” تهدد تلك الامارة الخليجية.
المصدر: وكالات