حماس .. بعد الحصار على قطر!

7 يونيو 2017آخر تحديث :
القدس

بقلم: موفق مطر – الحياة

قطعت دول عربية علاقاتها مع قطر، واغلقت بعضها المجالات البرية والبحرية والجوية بوجهها، وطلب بعضها الآخر مغادرة سفراء دولة قطر عواصمها خلال 48 ساعة، فيما كانت قطر تطلب من قيادات حماس فيها مغادرة أراضيها، ولأننا لا نتدخل في شؤون الدول العربية فإننا لا نملك الا ان نقول لقيادات حماس إذا ما زال لدى واحد منهم اذن يصغي بها.

لم يعد أمام حماس فرصة للمناورة، فقادتها في الخارج لم يعد بمقدورهم العودة الى تركيا او سوريا، وفرصة الالتفاف والعودة علنا الى طهران، تعني انتحارا سريعا، لأنها بذلك اختارت الذهاب إلى السبب الذي دفع دول التعاون الخليجي لقطع علاقاتها مع الدوحة، ناهيك عن أن اصطفافها في جبهة ايران– بغرض الحصول على الدعم المالي وغيره– يعني اعطاء دول عربية واسلامية المبرر والذريعة لتطبيق مضمون خطاب ترامب في قمة الرياض، هذا على الصعيد الرسمي، أما وان الصراع مع ايران قد اخذ منحى جديدا اضافة لكونه صراعا قوميا، اي التخوف من المد الفارسي، فإن تحولا سريعا لحماس باتجاه طهران، يعني اسقاط آخر ورقة تعاطف ودعم شعبي، كانت تحصل عليه بسبب ترويجها لشعار (المقاومة) اي سقوط ورقة التوت الى الأبد!

لم يعد امام قيادة حماس أي مجال للمناورة, ولم تنفع وثيقتها الجديدة في تغطية تسللها الى اي مكان في العالم، حتى لو ان رئاسة المكتب السياسي موجودة في قطاع غزة، فهؤلاء ما زالوا تحت الاحتلال الاسرائيلي.

قد تقدم قيادات حماس المتهورة على عملية (انتحار جماعي)، تأخذ فيه ابناء القطاع في غزة الى مصير مجهول، نظرا لفداحة واخطار داء (العمى السياسي) الذي اصابهم منذ ما قبل انقلابهم، فهؤلاء لا يقرأون الأحداث والتطورات والمتغيرات، وكأن ادمغتهم شرائح ذاكرة (ميموري) ممتلئة لا تقبل الجديد وغير قابلة للتعديل، حتى وثيقتهم التي ارادوا ان تكون رسالة الى الرئيس ترامب تحت عنوان (نحن هنا) لم تنفعهم.

 كان على قيادة حماس الادراك جيدا بأن الدول العربية تتعامل مع امنها واستقرارها كقضية استراتيجية وطنية، ولا مجال أبدا لاستثناء اي فصيل فلسطيني حتى لو كان مسماه حركة المقاومة الاسلامية! وتأخذ تحالفاتها الاقليمية والدولية في المقام الأول عند نظم سياساتها المرحلية والاستراتيجية، لكن قيادات حماس اختارت ما كانت تظنه مستقبل جماعتها (الاخوان المسلمين) وضربت عرض الحائط مستقبل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني على الأقل مستقبل مليوني فلسطيني تحكمهم بقوة الحديد والنار منذ انقلابها عام 2007.

ساهمت أعمال جماعة الاخوان ومشتقاتها الارهابية في مصر، وعناد قيادات حماس وضربها نصائح الوطنيين الفلسطينيين والعرب, وانسياقها بلا تبصر او بصيرة الى حيث (الصراف الآلي) القطري، وكذلك الاصطفاف مع قوى اقليمية، عوامل دفعت حكومات وشعوب بلدان عربية الى تغيير مواقفها مئة وثمانين درجة مما يسمى (الاسلام السياسي).

نقول لقادة حماس، فكروا مليا، فباب الوطنية الفلسطينية مازال مفتوحا، بامكانكم دخول (البيت المقدس) بعد ان تعلن “ان لا ولاء ولا انتماء إلا للوطن فلسطين” وان لا مصالح أعلى من مصالح الشعب الفلسطيني, فهذا الإيمان يجّب ما قبله، ويحصن الشعب الفلسطيني وقضيته، ويمنعه من نيران الصراعات الاقليمية والدولية، فقطر التي كانت تساعد حماس وكان بمقدورها فك الحصار عن غزة لم تفعل ذلك، فهل سيكون بمقدورها فك الحصار المفروض عليها الآن؟ نعتقد أن قادة حماس في غزة الذين تنعموا في الدوحة يعرفون الاجابة الصحيحة!

الاخبار العاجلة