رام الله – صدى الاعلام 17-6-2017
وصف موقع مقرّب من “الكونجرس” الأمريكي، قطر بالدولة المُثيرة للجدل على مستويات عدة، خاصة على المستوى السياسي، ودعم الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما جعل عديداً من الدول إلى الوقوف بجانب السعودية لقطع العلاقات مع الدوحة.
قطر دولة عدد سكانها لا يتجاوز 250 ألف نسمة، هذه الدولة الصغيرة شهدت 5 انقلابات في غضون 50 عاماً، بمعدل انقلاب واحد كل 10 سنوات؛ فالصراعات بين أسرة آل ثاني والانقلابات أصبحت جزءاً لا يُمحى من فلسفتها السياسية الداخلية.
وقال موقع “ذا هيل”، إن مشكلات قطر الخطيرة بدأت منذ أن خلع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني؛ والده عام 1994، ولم تحاول الدوحة فقط كسر موجة الانقلابات والصراعات السياسية الداخلية؛ لكنها تحاول أيضاً تصدير هذه الممارسة إلى الدول المجاورة في المنطقة؛ لمحاولة إيجاد مكانة أقوى لدولة قطر؛ فضلاً عن وسيلة لتحقيق نفوذ من شأنه أن يتيح للبيت السياسي القطري نفوذاً أكبر، كما اعتقد القطريون.
وأسهمت قطر في نجاح بعض الجماعات في العالم العربي، وقدّمت دعماً كبيراً لجماعة الإخوان المسلمين.
ففي التسعينيات كانت وسائل الإعلام السياسية العربية ضعيفة كما كانت غائبة، واستغلت الدوحة هذا النقص في حضور وسائل الإعلام، كفرصة لإطلاق قناة “الجزيرة” التي تعمل بشكل مكثّف لتسويقها كمنصّة داعمة للشعوب، بينما في الواقع تعمل داعمةً للثورات والاضطرابات السياسية من أجل أن يحل محل الحكام العرب حكامٌ من الجماعات التي تدعمهم، وخاصة من جماعة الإخوان المسلمين.
كما كانت القناة منصة أولى لعرض مقاطع فيديو “القاعدة” وعملياتها الإرهابية وخطابات قادتها بقيادة أسامة بن لادن.
وأثارت القناة الرأي العام العربي ضدّ أمريكا وانتقاداً شديداً تجاه السعودية ، فعملت على تحقيق هدف قطر في التأجيج والتلاعب بالعواطف ضدّ السعودية من خلال الادعاء بأن الرياض خانت الأمة الإسلامية بالسماح بالوجود العسكري للولايات المتحدة في المنطقة.
وعندما أغلقت القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة في السعودية، أقنعت قطر الأمريكيين بإنشاء قواعدهم لديها، ومنذ تلك الفترة، وقطر تزيد في وتيرة دعم الجماعات المشبوهة.
وهكذا سعت قطر لتقديم نفسها إلى الأمريكيين كوسيط بين الولايات المتحدة وهذه المنظمات؛ وما يجعل هذا غريباً بشكل خاص أن الدوحة بعد انتقال القواعد الأمريكية، عملت عن طريق القوة الناعمة لشيطنة أمريكا.
وتعاملت قطر على نحو ما كما لو كانت تحمي حرية التعبير على الرغم من أن البلاد حكمت على مواطن سابق بالسجن مدى الحياة بسبب قصيدة تنتقد أمير قطر.
وفي الوقت الحالي بعد فشل مخطط قطر في مصر بعد سقوط الرئيس المخلوع محمد مرسي؛ واصلت تقديم الدعم المباشر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والجماعات المسلحة في سيناء، وكذلك “حماس”، ومن المعروف أيضاً أن الدوحة تدعم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا التي لا تصنفها قطر كجماعة إرهابية، كما حاولت قطر تسويق هذه الجماعة بعد أن غيّرت اسمها.
واستضافت قناة الجزيرة زعيم هذه الجماعة الإرهابية دعماً لهذا الفصيل الخطير تم خنق جهود الولايات المتحدة لتوحيد المعارضة المعتدلة في سوريا.
وفي ليبيا، قدّمت قطر دعماً مالياً ودعائياً كبيراً لميليشيات الفجر التابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي بدورها أحبطت جميع الجهود السياسية لإيجاد حل في ليبيا.
وسبق أن أعربت إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما؛ عن قلقها من تمويل قطر للإرهاب، وأعرب وكيل وزارة الخارجية السابق لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية “ديفيد كوهين”؛ عن اعتقاده بأن شبكات التمويل الخاصّة في قطر “تعتمد بشكل متزايد على وسائل الإعلام الاجتماعية لطلب تبرعات للإرهابيين والتواصل مع كل من المانحين والمتطرفين المتلقين في ساحة المعركة؛ ما يجعلها حقاً دولة توفر بيئة لتمويل الإرهاب.
كما قدّم السيناتور الجمهوري مارك كيرك؛ التماساً إلى وزير الخزانة السابق جاكوب ليو؛ مع رسالة أعرب فيها عن قلقه الشديد بشأن “البيئة القطرية المتساهلة لتمويل الإرهاب”.
ووفقاً لمؤسِّس ورئيس لجنة شؤون العلاقات السعودية – الأمريكية “سابراك” سلمان الأنصاري؛ فإنه من الواضح أن الإدارة الحالية للولايات المتحدة لديها موقفٌ ثابتٌ تجاه الجهات الفاعلة غير الحكومية والميليشيات، وهذا يتناقض تماماً مع إدارة اوباما التي فشلت في مواجهة أيّ منظمة متطرفة ترعاها قطر أو إيران.
وقال الأنصاري “نحن بحاجة إلى التحلي بالصبر، ونرى كيف ستتعامل واشنطن مع قطر، مشيراً إلى أن فكرة عمل طائرات الولايات المتحدة من قاعدة العديد الجوية في قطر لقصف تنظيم القاعدة الإرهابي الذي تدعمه الدوحة مازالت لغزاً حائراً.
وأضاف “ستكشف الأيام المقبلة عن مدى الضغط الذي ستضطلع به واشنطن على الدوحة”.
ويؤكّد سلمان الأنصاري، أن قطر أصبحت “بيئة تمويل إرهابية متساهلة” تدعم الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي تمثل أكبر مشكلة لواشنطن، التي تدرس “سبل الضغط على الدوحة”، لوقف أنشطتها المشبوهة.