رئيس الموساد الأسبق: إسرائيل تواجه شرق أوسط جديدًا وخطيرًا

10 يوليو 2017آخر تحديث :
رئيس الموساد الأسبق: إسرائيل تواجه شرق أوسط جديدًا وخطيرًا

رام الله-صدى الإعلام-10-07-2017-في وقت يغمر إسرائيل الشعور بالفرح نتيجة تحول الربيع العربي إلى حروب أهلية دائمة، زرعت الموت والخراب في العديد من الدول العربية، حذر رئيس الموساد الأسبق، شبتاي شافيط، من حالة الإركان والغرور التي تصيب القيادة السياسية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل هي اللاعب الوحيد غير الفاعل في عملية إعادة تشكيل المنطقة.

ويدعي شافيط، الذي شغل منصب رئيس الموساد بين سنوات 1989-1996، أي خلال حرب الخليج الأولى، أن الشرق الأوسط الذي رسمت حدوده في اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 لم يعد قائما بعد، فيما تجري، ما يصفها، بعملية تاريخية دينامية جديدة يشارك فيها العديد من اللاعبين الدوليين والإقليميين، سيسفر عنها رسم الحدود الجديدة للمنطقة.

وينتقد شافيط في مقال نشره في صحيفة “هآرتس” مؤخرا، سياسة عدم التدخل بما يجري في المنطقة التي تتبناها حكومة نتنياهو، تستند إلى اعتقاد “ساذج” مفاده أن إسرائيل ستمر تلك العملية دون أن يطالها الأذى، بل إنها ستخرج أقوى مما هي عليه.

إلى اللاعبين الفاعلين في إعادة تشكيل المنطقة، يرى شافيط أن روسيا، وهي أحد اللاعبين البارزين، كانت وما زالت معادية لإسرائيل وهكذا ستكون في المستقبل، في حين أن ما يحرك فلاديمير بوتين منذ صعوده إلى سدة الحكم هو العمل على استعادة مكانة روسيا كدولة عظمى، كما كانت عليه حتى سنة 1990.

وللذين يصفقون للتنسيق الروسي مع سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية، يقول إن هذا التنسيق أفقد الطيران الإسرائيلي حرية الملاحة الجوية في الأجواء السورية واللبنانية.

وبالنسبة لإيران، يعتقد شافيط، أنها لم تتراجع عن طموحها بامتلاك القدرة النووية العسكرية، وهي تواصل تطوير أي مركب لا يتطرق إليه الاتفاق النووي مع الغرب، إضافة إلى خرقها لبعض بنود الاتفاق في كل نقطة لا تتعدى قدرة الامتصاص لدى الدول الغربية، وذلك بهدف الوصول إلى امتلاك مثل هذه القوة. وهو يرى أن إيران نووية تشكل خطرا على إسرائيل التي تواجه سؤال، هل تستطيع الحياة وأصبع “الله” على الزناد النووي؟

هذا ناهيك عن أن إيران تمد نفوذها على العراق، من خلال التواجد المادي والعسكري المتمثل يتواجد وحدات للحرس الثوري، فيما يرى أن حزب الله هو بمثابة كتيبة إيرانية مزودة بالقذائف والصواريخ المهددة لإسرائيل، تنتشر على حدودها.

ولا يستثني شافيط تركيا من الأطراف المعادية لإسرائيل، رغم العلاقات الدبلوماسية التي تربطهما، فهي بنظره محكومة بنظام إسلامي معاد لا يمكن الإركان اليه، يحلم زعيمها لإعادتها إلى مجد الإمبراطورية العثمانية، وهو يرى أنها قوة إقليمية لا تقل عن إيران، بل وتحظى بالتفاف محيط سني أوسع من المحيط الشيعي.

ولا يقفز شافيط عن أوروبا والصين وحتى الولايات المتحدة، فأوروبا تواصل مواقفها العدائية والصين ترى بإسرائيل مبادرة “هايتيك” قابلة للبيع والشراء، فيما يرى رئيس الموساد الأسبق أميركا في عهد ترامب غير مضمونة وغير متوقعة، فهو ينظر إلى الأمور من “خرم القرش” ولذلك يفضل السعودية على أوروبا حليف أميركا التاريخي لأنها تدفع.

الخارطة التي يرسمه شافيط ترفع منسوب الأخطار التي تهدد إسرائيل، خاصة في ضوء حكم اليمين الذي يكرس الصراع والاحتلال، وهو يرى أن استمرار الظروف الحالية خلال فترة ترامب الرئاسية، سيؤدي بإسرائيل أن تجد نفسها أمام واقع يضطرها إلى التهديد باستعمال السلاح الاستراتيجي مثلما حدث خلال حرب 1967.

المصدر عرب 48
الاخبار العاجلة