طبيعة حماس الأنانية تغلب تطبعها

18 يوليو 2017آخر تحديث :
طبيعة حماس الأنانية تغلب تطبعها

بقلم: باسم برهوم – الحياة

 لو تصرفت حماس على غير ما تصرفت عليه خلال وبعد “عملية” الاقصى، لكنت انا وغيري من الوطنيين الفلسطينيين قد تفاجأنا، فحماس الاخوانية، لا يمكنها ان ترى في المرآة الا نفسها ومصالحها الضيقة. كما سأكون متفاجئا لو لم تحاول الاصطياد بمياه العملية العكرة، فالطبع الأناني الاخواني لدى حماس، يغلب دائما التطبع.

استوقفتني مواقف حماس في اليوم الاول للعملية وفي الايام التي تلتها، وهي كلها مواقف تعبر عن الأنانية والذاتية الحمساوية. في اليوم الاول لم تر حماس من كل ما جرى الا مكالمة الرئيس محمود عباس ابو مازن مع رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ولأنها عمياء بأنانيتها فهي لم تر من المكالمة سوى ادانة الرئيس لأي عمل عنف في دور العبادة، فقامت بإدانة إدانة الرئيس.

كل الشعب الفلسطيني، الذي كان يرى خطورة الاجراءات الاسرائيلية المبيتة  للمسجد الأقصى والقدس، كل الشعب فهم او تفهم مغزى الاتصال واهدافه، وفهم وتفهم كل كلمة قالها الرئيس ابو مازن، وهي كلمات اختارها الرئيس بحكمة ومسؤولية وطنية، كل الشعب فهم وتفهم مغزى الاتصال إلا حماس التي غلب عليها طبعها الأناني، فهي لم تر ان الرئيس قد حذر نتنياهو من إجراء اي تغيير على الواقع السائد في الاقصى ومحيطه منذ العام 1967، وتحذيره من الاجراءات الاسرائيلية خاصة اغلاق الاقصى امام المصلين.

وفي الايام اللاحقة وكما اعتدنا من حماس الاصطياد بالمياه العكرة، فإن وكالة  شهاب الحمساوية اختارت لحظة كان فيها على شاشة تلفزيون فلسطين الوطني برنامج لتقول للمواطنين شاهدوا بماذا تلفزيون فلسطين مشغول، ونحن نغطي احداث القدس، وبعيدا عما يتعلق بتلفزيون فلسطين والذي غطى بمسؤولية وطنية عالية ما جرى ويجري في القدس، فإنني تابعت مدى انشغال اعلام حماس بالذكرى الاولى لمحاولة الانقلاب في تركيا، وخطاب اردوغان بالمناسبة اكثر مما تابعت من احداث القدس.

حماس التي تعتقد انها وحدها من يمتلك الحقيقة وان  الاسلام اسلامها (..!!) فإنها لا ترى نقيضا لها او عدوا لها اكثر من الوطنية الفلسطينية، فهذا العداء هو الثابت الأكثر رسوخا في عقيدة حماس الاسلاموية.

ولعل ابرز تجليات الأنانية الحمساوية هو اصرار هذه الحركة الاخوانية على مواصلة خطفها لقطاع غزة، وأهلنا هناك غير مكترثين لحجم المعاناة والألم الذي تتسبب فيه لهم، فهي كما ادارت ظهرها لحكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق مكة عام 2007 وانقلبت عليها وسيطرت بالقوة على القطاع وحكمته منفردة، فإنها تصر على ادارة ظهرها لحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الشاطئ عام  2014 وتمنعها من تحمل مسؤولياتها وممارسة صلاحياتها، ومؤخرا شكلت مجلس ادارة (حكومة حمساوية دون ان تنظر فيما تلحقه هذه الخطوة من ضرر للشعب الفلسطيني).

حماس، التي لا ترى في المرآة إلا نفسها تعتقد ان الشعب يجب ان يكون في خدمتها وخدمة مصالحها وأهدافها الاخوانية بدل ان تكون هي في خدمته.

اسأل نفسي ويسأل الفلسطينيون انفسهم متى ستتخلى حماس عن انانيتها؟

وكما يبدو ومثلما تقول لنا تجرية ثلاثة عقود: ان حماس مع الأسف يغلب عليها طبعها الاناني على اي تطبع ..!!

الاخبار العاجلة