التطبيع يمنع أردوغان من إبداء رد فعل قوي ضد إسرائيل

24 يوليو 2017آخر تحديث :
التطبيع يمنع أردوغان من إبداء رد فعل قوي ضد إسرائيل

رام اللهصدى الاعلام-24-7-2017-في ظل تحسين الحكومة التركية علاقاتها التجارية مع إسرائيل خلال الآونة الأخيرة بعد التطبيع معها، لا يستطيع الرئيس رجب طيب أردوغان وفريقه أن يبدي ردود أفعال قوية على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى مثلما كان قبل حادثة مافي مرمرة.

وعلى الرغم من أن أردوغان لم يعد بإمكانه أن يرفع صوته ضد الانتهاكات الإسرائيلية، إلا أنه يحاول من جانبٍ آخر منع تأثير ذلك على قاعدته الشعبية المحافظة، وسمعته وشعبيته، فيتوجه إلى توظيف لجان إلكترونية تابعة له لتمتص غضب مؤيديه تجاه إسرائيل، من خلال تصريحات رنانة وهتافات نارية وعنتريات شكلية لا تقتل ذبابة إسرائيلية!

لذا رأينا أن البيان الصادر عن الرئاسة التركية اكتفى بوصف الأحداث التي شهدها الحرم الشريف في الرابع عشر من يوليو/ تموز الجاري وما تخللها من خسائر في الأرواح بـ”المقلقة” فقط، وأعرب أردوغان عن أسفه الشديد تجاه الأحداث والأرواح التي أزهقت خلالها، مؤكدا أنه لا يمكن تبرير العنف.

وذكّر أردوغان بضرورة احترام قدسية الأماكن الدينية ومكانتها التاريخية، موضحا أنه يتوجب دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى دون أية قيود في إطار حرية الدين والعبادة.

وعلى الصعيد الآخر انتقدت حسابات تويتر المجهولة الهوية والمقربة لأردوغان الاعتداءات والممارسات التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، حيث تساءل حساب تويتر يحمل اسم ” lacivert dergi” كيف يمكنه النوم والضحك وتناول الطعام والشراب بينما يحتل “الصليبيون” القدس، في حين ذكر حساب آخر يحمل اسم (suriye operasyon) “أن القدس حرم المسلمين وأمانتهم ولن تسقط طالما أن المسلمين موجودون، مشيرا إلى أن القدس هي حلم صلاح الدين وميراث سليمان القانوني وقضية عبد الحميد”.

هذا وأوضح حساب على تويتر يحمل اسم (sosyal doku vakfı) أن القدس لا تخص الفلسطينين والعرب فقط، بل تخص أمة محمد بأكملها، مشيرا إلى كون القدس أول قبلة للمسلمين واستمرار جهادهم في سبيلها حتى تحريرها.

وفى الوقت الذى يتحدث فيه الرئيس أردوغان عن القضية الفلسطينية والحسابات المقربة من أردوغان بزعم دعمها ورفع الحصار عن الفلسطينيين فى قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن العلاقات التجارية والاقتصادية والعسكرية بين تل أبيب وأنقرة لتفضح الشعارات الزائفة التى طالما يرفعها “أردوغان”.

وذكر موقع ”المصدر” الإسرائيلى، أن حجم التبادل التجارى بين إسرائيل وتركيا بلغ 4 مليارات دولار سنويا، مضيفا أن التجارة بين البلدين تتركز فى تجارة الحديد والصلب والإسمنت والمنسوجات وغيرها.

وأكد الموقع الإسرائيلى أنه فى شهر أبريل الماضى أرسل الرئيس أردوغان، بعثة تجارية هي الأكبر من نوعها، حيث شارك 100 ممثل عن شركات تركية من قطاعات أعمال مختلفة، وأجروا لقاءات تجارية مع شركات إسرائيلية بهدف إنشاء تعاون اقتصادى واسع.

وقال الموقع إنه من بين ممثلى البعثات ممثلون عن شركات أطعمة ومشروبات، نسيج وموضة، حديد، مواد بناء، أثاث، كهرباء وإلكترونيكا، معدات طبية، تصنيع كيماويات، محاماة، مجال المصارف، وغيرها.

ومن جانبه قال إيتان نائيه، سفير إسرائيل فى تركيا، إن حجم التجارة بين كلا البلدين بلغ 4 مليارات دولار سنويا تقريبا، مضيفا أن هناك احتمالا كبيرا أن يتضاعف هذا المبلغ.

وتصل نسبة الشركات الناشئة فى مجال التصدير إلى تركيا إلى 3% على الأكثر، مضيفا أن تركيا مشهورة بشكل أساسى فى تصدير مواد النسيج، الحديد، والأطعمة إلى القارة الأوروبية.

وشهدت العلاقات التجارية بين أنقرة وتل أبيب تحسنا بعد حادثة أسطول مافي مرمرة وقطع العلاقات الطويل بينهما، ففى عام 2010 وصل حجم تصدير البضائع الإسرائيلية إلى تركيا لـ 1.3 مليار دولار. بالمقابل، فى عام 2011 بينما شهدت العلاقة بين البلدين توترا، ازداد التصدير الإسرائيلى إلى تركيا بنسبة %40 ووصل إلى 1.84 مليار دولار.

الجانب العسكري

وعلى صعيد الجانب العسكرى، كشف موقع “ديفنس إسرائيل” النقاب عن أن الجيش الإسرائيلى بدأ فى تسليح الجيش التركى بأحدث المنظومات القتالية لقتال تنظيم داعش الإرهابى من صواريخ وقنابل وغيرها.

وقال الموقع الإسرائيلى، إنه على الرغم من أن كلا من إسرائيل وتركيا اللتين نشبت بينهما خلافات منذ 6 سنوات ولم يجريا تدريبات عسكرية مشتركة، فإن البيانات تكشف أن التصدير العسكري من إسرائيل إلى تركيا كبير جدا ابتداء من عام 2011، ليبلغ 3.5 مليار دولار عام 2012.

وأوضح الموقع أن إسرائيل واصلت تزويد الأتراك بطائرات دون طيار، ودبابات متطورة، وأنظمة مراقبة للحريق، وأنظمة لجمع المعلومات، والكثير من الوسائل القتالية الأخرى.

وأشار الموقع إلى أن سلاح الجو الإسرائيلى يساعد نظيره التركى على تطوير العديد من المقاتلات من نوع F-4فانتوم، حيث الصناعات الجوية الإسرائيلية طورت 54 طائرة فانتوم تابعة لسلاح الجو التركى بتكلفة بلغت 700 مليون دولار.

كما عدلت الصناعة الجوية طائرات سلاح الجو التركى حتى عام 2020 على الأقل، كما ركبت عليها أنظمة إنذار من الحريق وأنظمة للقتال الإلكترونى.

أنظمة جوية إسرائيلية داخل الجيش التركى

وقال الموقع إن تركيا حصلت فى عهد الرئيس أردوغان من إسرائيل على صواريخ بوباي 2″، الذى يبلغ مداه 150 كيلومترا، ويمكن التحكم به عبر مشغل ليس فى طائرة الإطلاق. وقد دفع الأتراك نحو نصف مليار دولار مقابل هذه الصفقة، وتم تركيبه على طائرات‏F-16  الخاصة .

كما زودت إسرائيل الجيش التركى أيضا بأنظمة مراقبة جوية، كما ركبت شركة إلتا” الإسرائيلية هذه الأنظمة بكلفة 200 مليون دولار. وقد جرى تركيب هذه الأنظمة على أربع طائرات استخبارات من طراز بوينج 737، كما ركبت عليها أنظمة للقتال الإلكترونى.

واشترى الجيش التركى من إسرائيل 10 طائرات بدون طيار دفع مقابلها 185 مليون دولار، وتحمل الطائرة أيضا مجسات وأنظمة رادار، ومعدات لجمع معلومات إشارات، ومعدات للإبدال، وغيرها. ووفق منشورات أجنبية، يمكن إطلاق صواريخ وقنابل منها أيضا.

وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، النقاب عن أن تركيا لعبت دورا فى عودة العلاقات بين إسرائيل وحلف الشمال الأطلنطى “الناتو، وذلك بعد اتفاق المصالحة الذى وقع بينهما وعودة السفراء بين البلدين.

وأضافت الصحيفة أنه عقب توقيع الاتفاق أزال الحلف الجمود فى العلاقات مع الجيش الإسرائيلى، من خلال فتح مفوضية لإسرائيل بمقر الحلف.

وأكدت الصحيفة أنه طلب من إسرائيل الاستفادة من خبراتها فى مكافحة ومحاربة الإرهاب – على حد وصف الصحيفة – وبناء شراكة استراتيجية بين الحلف وبين إسرائيل فى هذا الصدد.

وكانت علاقات تركيا وإسرائيل تعرضت لحالة من التوتر عقب هجوم الجيش الإسرائيلى على أسطول الحرية فى عام 2010 الذي كان يستهدف كسر الحصار عن غزة.

 المصدر/جريدة زمان التركية

 

الاخبار العاجلة