ملف السلام مُجمد وسط فقدان ثقة الفلسطينيين بفريق ترامب

7 أغسطس 2017آخر تحديث :
ملف السلام مُجمد وسط فقدان ثقة الفلسطينيين بفريق ترامب

رام الله-صدى الإعلام-07-08-2017-قالت صحيفة القدس المحلية، مساء الاثنين، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن ملف سلام الشرق الأوسط الذي يترأسه صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس الخاص جيسون غرينبلات “قد جُمد في الوقت الراهن على الأقل إلى حين انتهاء الرئيس ترامب من عطلته الصيفية في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي آب”.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأميركي الذي لم يتدخل أبداً في أزمة الحرم القدسي الشريف التي استمرت أسبوعين (بين 14 و 28 تموز الماضي) وكادت تنفجر وتخرج عن السيطرة، إلا عندما طلب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تدخل البيت الأبيض للإفراج عن رجل أمن إسرائيلي كان قد قام بقتل أردنيين في السفارة الإسرائيلية بعمان يوم 23 تموز 2017 حيث أنه (ترامب) فقد ثقته بأن صهره “جاريد (كوشنر) هو الشخص الذي سيستطيع حل هذا الصراع” وذلك ، بحسب المصدر، “كون الصراع أكثر تعقيداً، والطرفان أكثر ابتعاداً عن بعضهما البعض”.

وقال المصدر “صحيح أن الرئيس (ترامب) لديه قدرة واسعة على الصبر إذا كانت هناك دلائل بأن الطرفين يسعيان بصدق وإخلاص للتوصل إلى حل، ولكنه سيفقد تحمسه إذا ظل يرتطم بحائط العناد كما حدث منذ زيارته لإسرائيل وبيت لحم يوم 23 أيار الماضي”.

ويبدي ترامب استعداداً مستمراً لتغيير رأيه، حيث قال لمستشاريه في نهاية الشهر الماضي بأن كوشنر الذي يبلغ من العمر 36 عاما “أظهر مهارة بالغة في التفاوض مع ملك الأردن عبدالله الثاني لإقناعه بالسماح لرجل الأمن الإسرائيلي الذي قتل رجلين أردنيين وجميع افراد طاقم السفارة الإسرائيلية في عمان بالعودة إلى إسرائيل، ونزع فتيل التوتر بين دولتين حليفتين للولايات المتحدة، ما يظهر أن لديه مواهب دبلوماسية غير معهودة”. وبالتالي “أعتقد أنه بعد فترة فكك ارتباط لا استبعد أن أرى جاريد (كوشنر) وجيسون (غرينبلات) يقومان بدبلوماسية مكوكية فلهما معرفة بخبايا وتعقيدات المنطقة أفضل من فريق سبقهم في هذه المهمة”.

وبعتبر البعض أن أزمة الحرم القدسي الشريف “كانت بمثابة اختبار مبكر لجاريد كوشنر المقرب جداً من رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو ومن مواقف حزب الليكود، وفي نفس الوقت يتنافس الزعماء العرب على الاتصال به مباشرة لقربه من الرئيس ترامب لأنه معه كل يوم تقريباً”.

واتضح في أعقاب إطلاق سراح القاتل الإسرائيلي من عمان أن نتنياهو “الذي لم يتمكن من الوصول إلى ملك الأردن عبدالله بنفسه في أوج الأزمة، اتصل هو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفد فريدمان بكوشنير الذي هاتف الملك عبدالله وضغط عليه للإفراج عن رجل الأمن الإسرائيلي”.

يشار إلى أن كوشنر قال في حديث مسرب الاثنين الماضي (31/7/2017) مع “متدربين” في الكونغرس الأميركي أن بإمكان الولايات المتحدة أن تكون قادرة على المساعدة على تهدئة الوضع “من خلال إجراء حوار كبير حقا” مع الإطراف، علماً أن كوشنر أقر أيضاً بأن إدارة ترامب لا تمتلك “استراتيجية سلام” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولم تتمكن من أن تطور هكذا إستراتيجية منذ استلام كوشنر ملف الشرق الأوسط.

وقال كوشنر في حديثه (بحسب التسريب)، أنه لا يريد دروس التاريخ وأنه “قد لا يكون هناك حل” للصراع، إلا أن تسريبات منسوبة للبيت الأبيض قبيل إقلاع ترامب لإجازته السنوية في منتجعه الخاص بولاية نيوجيرزي، اشارت الى ان “هناك خطة وأن هذه الخطة تعتمد جزئيا على كسب ثقة الفلسطينيين، ودعم أمن إسرائيل من خلال العمل مع الشركاء العرب الذين يسعون لتوحيد المنطقة ضد إيران، وتقديم سلسلة من النجاحات الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية”.

يشار إلى أنه وخلافا للإدارات الأميركية السابقة، فإنه من غير الواضح – على الأقل – إذا كانت خطة الرئيس (وخطة كوشنر) تقوم على أساس حل الدولتين الذي يفضله ويرغب به العالم أم انها تقوم على اساس”حكم ذاتي للفلسطينيين كما يريد نتنياهو” حيث أن ترامب صرح يوم 15 شباط الماضي في البيت الأبيض أثناء مؤتمره الصحفي المشترك مع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بأن ترتيب اتفاق السلام على أساس دولة واحدة أو دولتين لا يهم طالما أنه يعمل لكلا الجانبين.

وأشارت تصريحات ادلى بها مسؤولون فلسطينيون (مثل الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية) الى أن الجانب الفلسطيني لا يعلق آمالاً على نزاهة كوشنر وغرينبلات اللذان يتبنيان مواقف نتنياهو بشكل كامل تقريباً.

المصدر صحيفة القدس
الاخبار العاجلة