“الإنجاز” بداية موفقة لتنافس عادل ومشرّف

14 أغسطس 2017آخر تحديث :
“الإنجاز” بداية موفقة لتنافس عادل ومشرّف

بقلم د.محمد عواد نقلا عن معا

كما في كل عام تتجه الأنظار باكراً وتحدق العيون شوقاً، وقد تبلغ القلوب الحناجر وهي تنتظر بفارغ الصبر تلك العلامة أو النتيجة، لتعزف معها موسيقى الفرح وتطلق الزغاريد أو سواها، وليبدأ المشوار الجديد في التهيئة للحياة العملية واختيار المهنة التي لطالما تمناها الطالب ورأى فيها الأفق للإنتاج والتميز والإبداع، فبعد موسم الحصاد التربوي الذي أصبح موروثاً وطنياً واجتماعياً يولد من جديد امتحان الثانوية العامة (الإنجاز) والذي يتنافس فيه عشرات آلاف الطلبة في ثمانية فروع، للفوز بمعدل يليق بالجهد المبذول طيلة عام وأكثر.

ومع هذا الاهتمام السنوي وما يرافقه من أثر على مستقبل الطلبة وذويهم والمجتمع بشكل عام، تنخرط بعض وسائل الإعلام في التحليلات والتعليقات، وتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي في النقد والتحليل أو المناشدة، لدرجة إصدار الفتاوى بأنواعها مما يدخل البعض في دوامة حتى ظهور النتائج، ويعرف كل طالب ما خط قلمه وتحركت يمينه أو شماله.

إنه من الطبيعي أن تتباين الآراء حول أي نظام جديد، سواء أكان ثانوية عامة أم غيره، إذ إن لذلك أثراً إيجابياً في تقويم النظام و ايجاد الإبدال الأكثر ملاءمة وواقعية في مدخلاته وعملياته، وصولاً إلى النتائج المرجوة والعوائد المرغوبة، فالتغذية الراجعة من جهات الاختصاص والعلاقة: أفراداً ومؤسسات تمد النظام الجديد (الإنجاز) بروعة إضافية ورؤية في مساره الصحيح الذي يخدم مجتمعنا ويحقق العدالة والنزاهة لجميع المشتركين في كل فروع الثانوية العامة.

ومع هذه الأفكار المتنوعة التي يقدمها الميدان التربوي وذوي الاختصاص يتعزز هذا النظام الجديد(الإنجاز)، ويصبح أكثر ملاءمة واستجابة لكافة المتغيرات التي تخدم في نهاية المطاف تجويد التعليم والإرتقاء به، إذ إن تقويم أي نظام تربوي فعال يخضع لأسس علمية وبرامج وأدوات قياس ترتبط بمؤشرات كمية ونوعية ترتكز على رأي الخبراء وليست مبنية على ردود أفعال شخصية.

إن وسائل الإعلام المسؤولة والشريكة في بناء المجتمع، تدرك قبل غيرها أن امتحان الثانوية العامة هو امتحان تنافسي، وهو معيار “تصنيف وقبول” فهو يصنف الطلبة وفق قدراتهم المعرفية المهاراتية المختلفة لكي يتم قبولهم وفق هذا التصنيف الموضوعي والعادل والموثوق في برامج التعليم العالي التي تناسبهم. لذا فإنه من الطبيعي أن يتمايز الطلبة في نتائجهم، وأن الامتحان الجيد هو الذي يبين الفروق الفردية بين الطلبة، ويضع مؤشرات ودلائل أكيده حول مستويات التفكير والتأمل التي يمتلكها أي طالب ويختلف فيها عن زميله المنافس.

إن الحديث عن النظام الجديد :”الإنجاز” وتبيان ميزاته لن يكتمل قبل اكتمال النظام، وتطبيقه في شكله النهائي، فوجود دورتين أو ثلاث في نفس العام والتعاطي الإيجابي مع الحالات الخاصة ومنح الطالب فرصة إضافية للتحسين حتى في أربعة مباحث، هي أول قطفة من نجاح هذا النظام، فتعديل المناهج في المرحلة القادمة واعتماد ملف الإنجاز واستحداث بنك الأسئلة، وغيرها من الخطوات التطويرية الأخرى، سيكون لها الأثر الطيب والملموس في توجيه الطلبة نحو البرامج التعليمية المناسبة التي تخدمهم وتخدم كل المجتمع.

لقد آن الأوان أن يرتقي كل منا في مسؤولياته، ويبحث عن ما ينفع الناس ويحل مشكلاتهم، ويعيد الهيبة إلى التعليم كي تتحقق التنمية الشاملة أسوةً بكل المجتمعات الراقية والتي كان التعليم عماد بنائها وتطورها وكلمة سر حضارتها.

الاخبار العاجلة