صحيفة الخليج – قطر خرّبت القضية الفلسطينية لخدمة «إسرائيل»

23 أغسطس 2017آخر تحديث :
صحيفة الخليج – قطر خرّبت القضية الفلسطينية لخدمة «إسرائيل»

صدى الاعلام – 23-8-2017

نشرت صحيفة الخليج تحت عنوان ( قطر خرّبت القضية الفلسطينية لخدمة إسرائيل ) وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة: 

(قطر عملت على احتواء حركة حماس، وتحويلها من حركة مقاومة إلى حركة مستأنسة عن طريق دعمها مالياً وسياسياً، وهو الأمر الذي عزَّز من الانقسام الفلسطيني وقطر تعمل على استمرار الانقسام الفلسطيني بدعمها لفصيل دون آخر، من أجل إضعاف القضية الفلسطينية، وقطر ما هي إلا دولة وظيفية تنفذ ما تطلبه منها «إسرائيل» وأمريكا و هناك تعاون قطري – «إسرائيلي» في جميع القضايا الشائكة بالمنطقة، من ضمنها فلسطين.)

نص الموضوع : 

يشهد تاريخ القضية الفلسطينية أن قطر، التي لم تطلق رصاصة واحدة تجاه «إسرائيل»، أطلقت مدافعها الدولارية، لإشعال الانقسام الفلسطيني، بدلاً من توجيهها نحو تحقيق التنمية في فلسطين، وتعزيز الصمود الفلسطيني ضد «إسرائيل»، فشهدت القضية الفلسطينية أسوأ مراحلها التاريخية، وعانى الفلسطينيون بسبب أموال قطر، ما لم يعانوه طوال تاريخهم النضالي، وهذا ما يؤكده الخبراء والمحللون.

احتواء حماس لأجل «إسرائيل»

وقال الدكتور عمار علي حسن الباحث في العلوم السياسية، أعتقد أن قطر عملت على احتواء حركة حماس، وتحويلها من حركة مقاومة إلى حركة مستأنسة عن طريق دعمها مالياً وسياسياً، وهو الأمر الذي عزَّز من الانقسام الفلسطيني، وهذا ما تريده «إسرائيل»، لذلك فإن ما تفعله قطر متفق عليه مع «إسرائيل».

وأشار إلى أن قطر تبدو أمام العامة مع القضية الفلسطينية إعلامياً، لكي تدغدغ مشاعر المسلمين، الذين يرتبطون بالمسجد الأقصى، بينما هي في واقع الأمر تحول المقاومة الفلسطينية إلى مقاومة مستأنسة وظيفية، تتدخل في قرارتها بما يخدم المصالح «الإسرائيلية».

ولفت الدكتور عمار علي حسن إلى أن ما تقوم به قطر يحول بين وحدة الصف والقرار الفلسطيني، وهو ما يعني إجهاض حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم، وإضعاف السلطة الفلسطينية الشرعية دولياً، وشل قدرتها على تقديم نفسها على أنها هي المتحدث الرسمي باسم الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن قطر غيَّرت في الأهداف العليا لحماس في تحرير كامل أرض فلسطين، من البحر إلى النهر، وذلك في مؤتمر عقد في الدوحة، أعلنت فيه حماس عن تنازلها عن هذا الحق التاريخي، مقابل الاعتراف بها دولياً كممثل للسلطة الفلسطينية.

وأضاف إن قطر تنظر إلى «إسرائيل» بعين الصديق لا العدو، منذ أن توطدت العلاقات بينهما منذ عام 1995، كما قامت قطر باستضافة عزمي بشارة وحوَّلته من مناضل ومفكر إلى شخص وظيفي لدى المخابرات القطرية، بعدما كان من الممكن أن يتحول إلى زعيم وطني يلتف حوله عرب 48 وغيرهم داخل «إسرائيل»، ويصبح هو المدافع عن القضايا الفلسطينية أمام المجتمع الدولي.

تأجيج الانقسام الفلسطيني

وأكد الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومدير معهد البحوث والدراسات العربية أن التفاصيل الدقيقة لدور قطر في تخريب القضية الفلسطينية قد تكون غائبة عنا، لكن الأدلة حول علاقة قطر ب «إسرائيل» الوطيدة تؤكد وجود هذا الدور التخريبي، مشيراً إلى أن قطر تظهر دائماً بصورة المدافع القوي عن القضية الفلسطينية، ودائماً ما تتبنى الفصائل المتشددة وتدعمها إعلامياً ومادياً، وتشجع هذه الفصائل على التشدد أكثر وأكثر، حتى تعطي ل «إسرائيل» الذريعة للقضاء على مقدرات هذه الفصائل، وضرب الفلسطينيين وجعلهم دون مقاومة حقيقية.

وأضاف إن قطر تعمل على استمرار الانقسام الفلسطيني بدعمها لفصيل دون آخر، من أجل إضعاف القضية الفلسطينية، وجعلها مفككة غير قادرة على تعبير عن مطالبها المشروعة أمام المجتمع الدولي، موضحاً أن قطر ما هي إلا دولة وظيفية تنفذ ما تطلبه منها «إسرائيل» وأمريكا، لافتاً إلى أن الأزمة الأخيرة كشفت هذه الأمر بوضوح للجميع، بما لا يدع مجالاً للشك لأحد.

وأوضح الدكتور أحمد يوسف أحمد أن قطر تستخدم المال من أجل شراء الولاءات والذمم، مستعينة بالإعلام كأداة سياسية للنظام، مضيفاً أن الموقف الأخير من الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب كفيل بأن يضع حداً لهذه التصرفات القطرية، التي تأتي دائماً بما يضر المصالح العربية.

تخريب فلسطين

وأشار الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى وجود دور تخريبي لقطر على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن كل من يقترب من «إسرائيل»، وتكون علاقته معها جيدة، هو بالتأكيد يخون القضية الفلسطينية وإن ادعى غير ذلك،، لافتاً إلى التناقض بين ما تعرضه الجزيرة من نصرة القضية الفلسطينية، وما يحدث على أمر الواقع هو من قبيل السياسة، التي هي لعبة المحرمات، مضيفاً إن السياسة يجب أن تكون متناسقة ومنسجمة ومتجانسة وهادفة وتستقبلها الشعوب بشكل حسن، هو ما تفتقده السياسية القطرية بشكل كامل.

وأضاف الدكتور محمد حسين أنه لا أحد ينسى الموقف القطري عندما تمت محاصرة عباس من قبل «إسرائيل»، ولم يستطع حضور القمة العربية، قال حاكم قطر إننا أخبرناه إذا أراد المجيء سنخرج له جواز سفر «إسرائيلياً» ورفض، مما يكشف عن مدى القرب بين قطر و«إسرائيل».

خدمة «إسرائيل»

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أنه ليس هناك أي دور إيجابي لقطر في القضية الفلسطينية، والحادث هو العكس، فهي تعمل لخدمة الكيان الصهيوني على تهويد الأرض العربية، وتمكين «إسرائيل» من فرض سياسية الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني.

وأضاف إن قطر ليس لديها أي حلول للقضية الفلسطينية، ويتمثل دورها فقط في المزايدة على من يسعون إلى الوصول إلى حل لتلك القضية الشائكة، لافتاً إلى أن حماس صنيعة الموساد من أجل شق الصف الفلسطيني.

ولفت الدكتور سعيد صادق إلى قطر تتاجر بالقضية الفلسطينية، وتستخدم أموالها لشراء الذمم، لتبين للعالم العربي أنها مناصرة لفلسطين، لإخفاء دورها التخريبي مع «إسرائيل» لإجهاض القضية الفلسطينية، ومحوها من الوجود، موضحاً أن قطر استغلت قضية المسجد الأقصى الأخيرة، وعملت على تهييج الرأي العام العربي، من أجل إلهاء العالم عن محاصرة الدول العربية لها، لما تقوم به من مساندة الإرهاب.

معاناة الفلسطينيين

قال الدكتور محمد سعد أبو عمود أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إن فلسطين لا تمثل شيئاً لقطر، وتتخذ من القضية الفلسطينية وسيلة للوصول إلى أهدافها، مضيفاً إن الدور القطري لم يكن إلا سلبياً على القضية الفلسطينية، وضيَّع فرصة كبيرة في أن يكون إيجابياً، من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، للانقلاب على السلطة الشرعية، وكوَّن لنفسه دويلة في قطاع غزة، مؤكداً وجود تعاون قطري – «إسرائيلي» في جميع القضايا الشائكة بالمنطقة، من ضمنها فلسطين.

وأضاف الدكتور محمد سعد أبو عمود إن الخلاف الذي افتعلته حماس مع مصر لم يكن في مصلحة القضية الفلسطينية، ولم يكن منبعه حماس وحدها، وإنما كان بتمويل من قطر، وهو ما أثَّر بشكل بالغ الخطورة في القضية الفلسطينية، وصب في مصلحة «إسرائيل»، لافتاً إلى أن رفض حماس التسوية المصرية، التي وصلت إليها أثناء العدوان على غزة، لم يكن من حماس، وإنما بتحريض من قطر وتركيا، مما زاد من عدد الضحايا الفلسطينيين، ولم يصلوا في النهاية، حتى إلى نصف التسوية التي وصلت إليها مصر، مشيراً إلى أن قطر تستخدم المال والإعلام لمصلحتها الخاصة، التي تصب أيضاً في مصلحة «الإسرائيلي»، الذي تربطه به علاقات قوية، مضيفاً إن الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب، تعتبر نواة لمشروع عربي يتصدى للمطامع الإقليمية والدولية، التي تحيط بالمنطقة، بما فيها الدور التخريبي القطري في فلسطين وعموم المنطقة.

الاخبار العاجلة