الإيكونوميست تتحدث عن صداقة مصر المفاجئة مع حماس وتحاول تفسيرها

25 أغسطس 2017آخر تحديث :
الإيكونوميست تتحدث عن صداقة مصر المفاجئة مع حماس وتحاول تفسيرها

رام الله-صدى الاعلام-25-8-2017-تحدثت مجلة الإيكونوميست البريطانية في تقرير لها حول التقارب بين القاهرة والإمارات من ناحية والحركة الفلسطينية من جهة أخرى رغم معاداة الدولتين للحركات الإسلامية.

وإلى النص الأصلي

 لقد ولى الوقت الذي امتنعت فيه مصر عن المشاركة في غزة.

 ففي 2005، عندما سحبت إسرائيل جنودها ومستوطنيها من غزة، شعرت مصر بالقلق من أن تضحى مسؤولة عن القطاع الفلسطيني التي تراه بمثابة عبء.

 وفي مرحلة أكثر حداثة، تسبب حكم حماس للقطاع الفلسطيني، وهي الحركة الفلسطينية المنبثقة من جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل مصدر قلق لمصر، في جعل علاقات القاهرة بغزة أكثر توترا.

 بل أن مصر ضاهت إسرائيل في قيودها المفروضة على البضائع والأشخاص عبر جبهات غزة، ودمرت أنفاق التهريب، وتركت القطاع الفلسطيني تحت وطأة حصار منهك.

 ومن الغريب إذن أن تركب مصر موجة إنقاذ غزة، وتجدد معبر رفح الحدودي وتسهل القيود على الحجاج الفلسطينيين الذاهبين إلى مكة عبر مصر بجانب وفد حماس.

 وبات الوقود يتدفق للجانب الفلسطيني، مع وعد بمزيد من الكهرباء.

 الأكثر غرابة هو استمرار تعاون حماس مع الإمارات العربية المتحدة المعروفة مع مصر بمناهضة الإسلاميين، واللتين صنفتا الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.

 ويبدو أن الإمارات العربية المتحدة ترغب في زيادة تأثيرها في غزة على حساب قطر المعزولة من دول المقاطعة الأربع، لأسباب يتعلق جزء منها بدعم الإسلاميين.

 وفي مايو الماضي، قالت حماس إنها ستنهي ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.

 وعلاوة على ذلك، شاركت  حماس في محادثات بمصر في حضور  الرجل المفضل بالنسبة للإمارات محمد دحلان.

 دحلان، وقتما كان مسؤولا عن الأمن في فلسطين، اشتهر بتعذيبه عناصر حماس واصفا إياهم  بأنهم “حفنة من القتلة واللصوص”.

 وبعد فوز حماس بالانتخابات عام 2006، حاول دحلان  إسقاط حكومة غزة، وطردته حماس في النهاية عام 2007.

لكن ممثلا لحماس في القاهرة فسر ذلك قائلا: “في عالم السياسة، لا شيء دائم”.

المحادثات، التي استؤنفت الأسبوع الماضي كانت مثمرة على نحو مدهش.

 وعرضت الإمارات على حماس إغراءات مالية تبلغ زهاء 15 مليون دولار شهريا كمساعدات تحتاجها الأخيرة بشدة لتخفيف معاناة غزة.

 وبالمقابل، فإن حماس ذكرت أن رجال دحلان يمكنهم العودة، بالرغم من أن معظمهم ليسوا متعجلين بمبادلة الرفاهية في دبي والقاهرة بالوضع المزري في غزة.

 حماس اتخذت كذلك موقفا مناهضا للجهاديين، وأقامت حاجزا  في جانبها على الحدود مع مصر في خطوة من شأنها أن تهدئ الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يؤرقه التمرد الجهادي في شمال سيناء.

 وأصبحت حماس ضحية نفسها في 17 أغسطس الجاري، عندما فجر جهادي نفسه في غزة وقتل حارسا حدوديا.

التقارير التي أفادت بأن الولايات المتحدة  ستحجب مساعدات عن مصر على خلفية مخاوف حقوق الإنسان لم تمنع السيسي من لقاء جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد أقرب مستشاريه في 23 أغسطس.

 وتناقش الطرفان مستجدات عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومن خلال لعب دور أكبر، يأمل السيسي في إعادة ترسيخ وضع مصر على المسرح العالمي.

إسرائيل، من جانبها سعيدة بالتعاون المصري مع حماس طالما لن يعد القطاع الفلسطيني يمثل مصدر تهديد بالنسبة لها.

بيد أنه ليس من المرجح حدوث سلام أكبر نطاقا.

دحلان كان قد همش الكثيرين في فتح، الحزب الذي يحكم الضفة الغربية.

الرئيس الفلسطيني وقائد فتح محمود عباس  طرد دحلان عام 2011 خشية الانقلاب عليه.

عباس الذي يشعر بعزلة متزايدة يشعر بالانزعاج  من التنسيق بين دحلان وحماس بشأن غزة، وأمر بقطع تمويل مخصصات الكهرباء والأجور عن القطاع الفلسطيني.

واستشاط المسؤولون المصريون غضبا بعد زجر عباس لجهود القاهرة للصلح بين فتح وحماس، لكنهم لا يريدون أيضا المضي قدمه بدونه خشية أن يدمر ذلك الحكومة الفلسطينية.

حصار غزة ربما تقل شدته بقدر ما، لكن عملية إعادة تأهيل جارفة ربما يتعين عليها الانتظار.

المصدر economist البريطانية
الاخبار العاجلة