الفلسطينية ماري الأطرش على موعد مع مسابح ريو الأوليمبية

13 يوليو 2016آخر تحديث :
الفلسطينية ماري الأطرش على موعد مع مسابح ريو الأوليمبية

لا أستطيع الانتظار أكثر، أنا متشوقة جدًا للسفر إلى ريو دي جانيرو وتمثيل وطني الفلسطيني في الألعاب الأولمبية في البرازيل، المنافسة في الأولمبيادة كان حلمي، شعور رائع أن ترى حلمك يتحقق’، بهذه الكلمات وصفت ماري الأطرش، السباحة الفلسطينية الأوليمبية، شعورها قبل مشاركتها في الألعاب الأوليمبية الشهر القادم.

وتبلغ ماري الأطرش، ابنة بلدة بيت ساحور، من العمر 22 عامًا، وهي واحدة من ستة فلسطينيين سيمثلون بعثة فلسطين في أولمبيادة ريو، بالإضافة لكونها خريجة إدارة أعمال من جامعة بيت لحم، وبدأت السباحة في عام 2000، وكان عمرها ستة أعوام، وحققت بطولتها الأولى في فلسطين عام 2003، وتم تكريمها في العام التالي في العقبة الأردنية كأصغر سباحة في البطولة، وكانت هذه أولى بطولاتها الخارجية.

وواجهت ماري صعوبات عديدة لبلوغ الألعاب الأوليمبية، كان أكبرها الاحتلال وتبعاته على الضفة الغربية، خاصة بعد الاجتياح عام 2000، ونقص المرافق وأماكن التدريبات حيث لا يوجد في الضفة أي مسبح بطول 50 مترًا، وهو طول المسبح الأوليمبي، والتدريب يتم في مسابح نصف أوليمبي يبلغ طوله 25 مترًا.

لا مسابح أوليمبية للتدريب

وتقول ماري إن ‘فارقًا كبيرًا يكمن بين التدريب في مسبح أوليمبي وآخر نصف أوليمبي كالذي أتدرب فيه، وهناك مشكلة المنصة العالمية والقفزة الأوليمبية إلى المسبح، توقيتها وأساسياتها، إذ لا نملك أي منصة انطلاق أوليمبية في الضفة الغربية للتدرب عليها’.

وإحدى المفارقات هي وجود مسبح أوليمبي في مدينة القدس، التي تبعد هوائيًا كيلومترات قليلة عن بيت ساحور، لكن بسبب الاحتلال لا يمكن لماري التدرب هناك، وقالت السباحة الفلسطينية بحسرة إن ‘القدس قريبة، لكن بسبب الاحتلال لا نستطيع الوصول إلى هناك، ولا يمكن أن نتدرب مع الإسرائيليين أيضًا’.

سننافس رغم شح الإمكانيات

وأشارت ماري إلى الفوارق بين السباحين المتنافسين في الألعاب الأوليمبية، وذكرت أن ‘المسابح والمرافق الرياضية الموجودة خارج البلاد تختلف، وتساهم في إعداد السباحين بشكل أنجع، من الصعب أن نتدرب لسنوات في مسبح نصف أوليمبي لنتنافس في مسبح أولمبي يبلغ طوله ضعفي المسبح الذي تدربنا به’.

وأضافت أن ‘الفرق المهم الآخر هو عدم وجود مدربين فلسطينيين يرافقون السباح من الألف حتى الياء، وخاصة تمارين اللياقة البدنية خارج المسبح والحميات الغذائية والتدليك وما إلى ذلك، في المقابل، تنتابني الحسرة عندما أرى في البطولات العالمية كل هذه الأمور التي تنقصنا’.

وستسافر ماري إلى الجزائر لعقد معسكر تدريبي في مسبح أوليمبي ذي معايير عالمية، ومن هناك ستسافر إلى البرازيل للمشاركة في الأولمبياد، لكنها في انتظار ‘تأشيرة سفر’ من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتتمكن من مغادرة الضفة الغربية.

فخر كبير

وعن بلوغها الألعاب الأوليمبية، قالت إن الإرادة والطموح كانا أهم العوامل التي ساهمت بلوغها هذه المرحلة، ‘الطموح هو ما يدفع الإنسان للتدريب وتحدي التعب واليأس ليبلغ مراده’.

وبلهجة واثقة قالت ‘فخر كبير لي أن أكون جزءًا من الوفد الذي يمثل وطني في محفل دولي كهذا، هذه مسؤولية كبيرة، نحن لسنا كباقي الرياضيين، نحن شعب محتل، بالإضافة للمنافسة الرياضية، نحن نملك رسالة وقضية علينا عرضها أمام كل العالم، وإنه رغم الاحتلال وشح الإمكانيات، يمكننا الوصول إلى أعلى الدرجات، ونحن حريصون على الأمل وعلى رفع علم فلسطين واسمها في البطولات القارية والعالمية’.

سننافس باسم كل الفلسطينيين

واختتمت ماري حديثها قائلة إن ‘الوفد الفلسطيني سينافس باسم كل الفلسطينيين، في الضفة والقطاع والداخل والشتات، ونبذل كافة الجهود لتحقيق نتائج مشرفة تدخل السعادة إلى قلوب الفلسطينيين، ويبقى الأمل أن نعيش في دولة مستقلة تقدم الدعم لجميع مجالات الرياضة وإرسال رياضيين على أعلى المستويات لتحقيق الميداليات في البطولات العالمية’.

وستشارك ماري في سباق 50 مترًا حرة، وستكون ماري واحدة من ستة فلسطينيين سينافسون في ألعاب ريو، وهي أكبر بعثة فلسطينية تشارك في الألعاب الأولمبية منذ المشاركة الأولى في ألعاب أتلانتا بالولايات المتحدة عام 1996. أما في ألعاب لندن 2012، فقد شارك خمسة فلسطينيون فقط.

وتضم البعثة الأوليمبية الفلسطينية سباحًا آخر وعداءان للمنافسة، وسينافس محمد أبو خوصة في سباقي العدو لمسافة مئة ومئتي متر وستنافس ميادة الصياد في سباق الماراثون. وسيشارك السباح أحمد جبريل في سباقي السباحة الحرة لمسافة 200 و400 متر. وسيمثل الفلسطينيين، أيضا، كل من الفارس كريستيان زيمرمان في مسابقة الترويض وسايمون يعقوب في الجودو ويحمل كل منهما الجنسيتين الألمانية والفلسطينية.

الاخبار العاجلة