هل هناك صفقة سلام تاريخية تلوح في الأفق ؟

11 سبتمبر 2017آخر تحديث :
هل هناك صفقة سلام تاريخية تلوح في الأفق ؟

رام الله-خاص صدى الاعلام-11-9-2017-لا زالت عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية معثرة، وأفق المفاوضات غير واضح لغاية الآن ، ويبدو مستقبل الصراع بين الفلسطينيين اصحاب الحق بالحرية في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وبين الاحتلال الاسرائيلي وحكومته المتعنته و المصرة على استمرار الاحتلال مفتوحا على خيارات متعددة لا تخلو من احتمال الانفجار في اي لحظة فهل تحقق تحركات الرئيس الاميركي الجديد ترامب خرقا وتطلق العنان لإتفاق تاريخي ؟

الفلسطينيون جاهزون

وفقا لتصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد فإن الفلسطينيون جاهزون لصفقة سلام تاريخية تقوم على اساس حل الدولتين، بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . ولكن هل حكومة الاحتلال الاسرائيلي جاهزة لمثل هذه “الصفقة التاريخية “؟ وهل تذهب الادارة الاميركية الجديدة بقيادة ترامب الى خيارات لم تجرء عليها الإدارات السابقة للضغط على اسرائيل بقبول الحل .

الجاهزية الفلسطينية وفقا لما اوضحه عزام الاحمد تقوم على “اجماع القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس  على انه لا عودة للمفاوضات إلا بعد أن تتوقف إسرائيل عن بناء الإستيطان” وهذا ما حمله الرئيس الفلسطيني  للمبعوث الأمريكي كوشنير الذي زار المنطقة خلال هذه الفترة . بالاضافة الى تاكيده  على أن “مشهد النكبة لن يتكرر من جديد، ونحن  متمسكون بثوابتنا وصامدون ومرابطون بأرضنا” .

تعنت اسرائيلي

بالنسبة لاسرائيل فلا تبدي سياساتها سوى مزيد من التعنت وهي ذاهبة وفقا لنهج رئيس وزرائها نتياهو  بعيدا عن الاتفاق، نحو تطبيع علاقاتها مع الدول العربية من جانب ومع اختراق القارة الافريقية والتغلغل أكثر فأكثر بأميركا الاتينية مستغله لغة “المصالح ” في كسب العلاقات والصداقات متنكرة  لحقيقة كونها دولة  احتلال  بشع تقوم على سرقة الحقوق الفلسطينية وفرض الامر الواقع بالقوة  .

الموقف الاميركي غير  واضح

اما على الصعيد الأميركي فبالرغم من تفاؤل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل رجوب على سبيل المثال من الدور الذي يمكن ان يلعبه دونالد ترامب الذي نفى في تصريح له “لجيروساليم بوست” ان يكون في جيب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتياهو . وبيَّن الرجوب أنه يعتقد بأنَّ عملية السلام ما زالت ممكنة في ظل وجود إدارة ترامب. غير أن رجوب اوضح خلال تصريحاته ان المبعوث الاميركي الذي زار المنطقة مؤخرا لم يفصح عن الموقف  الاميركي ولم يرد لغاية الآن على الرؤية الفلسطينية التي اوضحها له الرئيس الفلسطيني محمود عباس .مؤكدا ان المبعوث الاميركي كوشنير طلب مزيدا من الوقت ، ولا زال الكل يترقب اعلان واضح للموقف الأميركي من هذه القضية  المستعصية على الحل .

خطاب ولقاءات مهمة

وفي سياق متصل يتحضر الرئيس محمود عباس الى التوجه للأمم المتحدة حيث سيلقي خطابا مهما ويلتقي بقيادات سياسية وامنية دولية ومن المرجح ان يكون هناك لقاء ثنائي فلسطيني أميركي  ايضا . وتأتي هذه الخطوات تأكيدا على أن القيادة الفلسطينية وان كانت تنتظر تحرك اميركي جاد ومختلف، غير انها لا تعول على هذا الموقف او لا تضع مصير المرحلة  في هذه السلة الأميركية .

وهذا  ما اكده  واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقوله  “لا تعويل على سياسة الولايات المتحدة الاميركية ” .  مشددا على أن  خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة سيكون هاما” مؤكدا على انه “لا يمكن أن تبقى قرارات مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة بدون تنفيذ، والتي تؤكد على عدم شرعية الإستيطان”.

وفيما يتعلق بمضمون اللقاءات القادمة يقول ابو يوسف ” هناك رزمة من القضايا التي سيناقشها الرئيس محمود عباس في المؤسسات الدولية، ومنها التعنت الإسرائيلي والقضاء على إمكانية حل الدولتين من قبل حكومة نتنياهو، والممارسات التي تقوم بها إسرائيل ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، والجرائم اليومية التي تمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني والإقتحامات اليومية وهدم المنازل ومصادرة الأراضي “.

القيادة الفلسطينية تترقب ولا تنتظر !

وبهذا يبدو جليا أن الخيارات الفلسطينية التي يمضي على ضوئها الرئيس الفلسطيني محمود عباس هي ترقب الموقف الاميركي الواضح للادارة الجديدة برئاسة ترامب، املا في تحقيق صفقة سلام تاريخية من الممكن ان تنجح ، غير انه لا ينتظرها ماضيا في تحركاته الدولية للمطالبة بالحرية والاستقلال وكشف حقيقة الاحتلال .

الاخبار العاجلة