“بيت إيل” 40 عاما من الاستغلال والانتحال والصفقات المشبوهة

12 سبتمبر 2017آخر تحديث :
“بيت إيل” 40 عاما من الاستغلال والانتحال والصفقات المشبوهة

خاص صدى الاعلام

كشفت منظمة كرم نابوت الإسرائيلية، المختصة بمراقبة وبحث سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، احتيال  الحكومة الإسرائيلية ونيتها مصادرة أراض فلسطينية بملكية خاصة لصالح الاستيطان في مستوطنة بيت إيل شمالي البيرة، وجاء في تقرير المنظمة الذي حمل عنوان “بيت إيل – 40 عاما من الاستغلال والانتحال والصفقات المشبوهة” ما يلي:

“دعونا نتحدث قليلا عن مستوطنة بيت إيل، التي احتفلت مؤخرا بمناسبة 40 عاما على تأسيسها بحفل حاشد وميزانية ضخمة. وشارك في الحفل عدد غير قليل من السياسيين اليمينيين، كما تفرغ رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو رغم انشغالاته الكثيرة، لتسجيل تحية صوتية (متملقة جدا) لهذه المناسبة الاحتفالية:

(طلائيعيو اليوم هم أنتم المستوطنون. أنتم الذين فضلتم مشقة الجبل على راحة السهل، وعرفتم كيف تتغلبون على الألم والثكل، وبنيتم بلدة مجيدة. روحانية ومادية على حد سواء […] وفي هذه المناسبة سوف أبشركم بشرى أخرى، قريبا جدا سوف نصادق على بناء 300 وحدة سكنية في بيت إيل).

تذكير بسيط: أقيمت مستوطنة بيت إيل عام 1977، شمال بلدة البيرة بهدف منع تطور البيرة ورام الله شمالا. قبل إقامة المستوطنة تم اصدار أمر وضع اليد “لأغراض أمنية” (أمر 70/1). شمل هذا الأمر وضع اليد على 2426 دونما جميعها باستثناء 100 دونم، أراضي ذات ملكية خاصة لسكان البيرة والقريتين المجاورتين عين يبرود ودورا القرع. جنوب المستوطنة توجد عدة قواعد عسكرية ومنها يقوم الجيش بإدارة الضفة الغربية.

بدعة “الأغراض الأمنية” لبيت إيل وعشرات المستوطنات التي أقيمت بطريقة مماثلة في ذلك العقد، كانت قد صوغت بشكل جيد من قبل القاضية “مريم بن بورات” في قرار من عام 1978، صادق فيه قضاة المحكمة العليا على إقامة المستوطنة:
(إسرائيل دولة صغيرة ومساحتها داخل الخط الأخضر طويلة وضيقة، محاطة للأسف بدول لا تخفي عدائها. هذا الوضع، ولن أدخل هنا في تفاصيله، يكاد لا يوجد له مثيل في تاريخ البشرية… لذلك من المعقول أنه في هذا الوضع الفريد، والذي يتطلب درجة عالية من التأهب بغية استباق أية كارثة قد تقع، من الضرورة استخدام حلول استثنائية… أحد هذه الحلول هو، وهو موضوع النقاش هنا، خلق تواجد يهودي مدني في النقاط ذات الحساسية الخاصة… أدرك أن الحديث عن إسكان مدني… على هذه الخلفية مقبول علي ادعاءات الجنرال أورلي، بأن التواجد المدني في النقاط الحساسة تلك هو حل حتمي).

مع الوقت توسعت مستوطنة بين إيل نحو الشمال داخل أراض فلسطينية خاصة لم تشمل في أمر وضع اليد. كيف تم التوسع؟ ببساطة لأن هذا ما أراده المستوطنون. هكذا على سبيل المثال تم بناء حي “هأولبنا” الشهير، والذي تم إخلاء ثلثه في أعقاب التماس أصحاب الأراضي إلى المحكمة العليا. ومؤخرا تم الكشف من رد الدولة على التماس ضد “قانون التسوية” أنه يوجد في بيت إيل ليس أقل من 193 بيتا بنيت على أراض بملكية فلسطينية خاصة، والتي لم تكلف الإدارة المدنية نفسها عناء اصدار أوامر هدم ضدها. ولكن، إضافة إلى ال 193 بيتا هذه، أصدرت الإدارة المدنية أوامر هدم ضد 166 بيتا بنيت بشكل غير قانوني في المستوطنة. من الواضح أن الحديث عن مستوطنة تمتاز بالسلوك الاجرامي المنظم والعنيد.

وماذا بالنسبة للوعد الذي قطعه نتنياهو ببناء 300 بيتا للمستوطنين؟ تقوم الدولة في هذه الأيام ببناء قاعدة عسكرية جديدة لحرس الحدود على بعد بضعة مئات الأمتار جنوب مستوطنة بيت إيل. فما هي الحاجة الحقيقة إلى معسكر جديد بينما يوجد هناك معسكر قائم؟ هذه هي الصفقة التي عقدتها الدولة مع المستوطنين! في القاعدة العسكرية القديمة سيتم بناء ال 300 وحدة سكنية الموعودة.

 

https://www.facebook.com/Keremnavot/photos/a.1000047150114551.1073741828.994811120638154/1391578927628036/?type=3&theater

الاخبار العاجلة