أعذار نتنياهو الكاذبة من يسقطها؟؟؟

16 سبتمبر 2017آخر تحديث :
من غزة إلى نابلس

بقلم: يحيى رباح – الحياة                                            

لم يكتف بنيامين نتنياهو بخداع شعبه الإسرائيلي واحتقار عقله، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، يذهب إلى حد احتقار العالم، والشرعية الدولية صاحبة القرارات الرئيسية الصادرة عن الأمم المتحدة مثل قرار 194، بخصوص اللاجئين، وقرار مجلس الأمن الذي يعتبر ضم القدس الشرقية كأن لم يكن، وحتى القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2334 ضد الاستيطان، وعدم شرعيته، والمطالبة بوقفه، وبقية القرارات الصادرة عن اليونسكو، ومحكمة العدل الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، وبقية مفردات المجتمع الدولي وحتى الاتفاقيات الموقعة بين دولة إسرائيل ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وكأن إسرائيل تعطي نفسها الحق المطلق في استخدام الفيتو ضد المجتمع الدولي، بل حتى ضد المصالح المستدامة للشعب الإسرائيلي نفسه، حقه في أن يعيش بسلام مع جيران، وأولهم الشعب الفلسطيني صاحب الحق في إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه فلسطين.

هناك أسباب كثيرة تشجع نتنياهو على هذا السلوك الذي إن استمر بدون ردع حقيقي وموقف حقيقي من المجتمع الدولي ودوله الكبرى وأولها حليفته الكبرى أميركا التي يكاد العام الأول من الولاية الأولى لرئيسها دونالد ترامب تنقضي دون إعلان صريح وشجاع عن تأييدها لحل الدولتين، وعن إدانتها لكل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تقوض هذا الحل.

أما السبب الثاني فهو أن نتنياهو يخلط مع سبق الإصرار والتعمد بين مآزقه وملفاته الجنائية وملفات دولة إسرائيل المتمثلة باستمرار الاحتلال، وتوحش الاستيطان، وإجراءات التهويد، وتشجيع منظمات الإرهاب اليهودي، وكأن نتنياهو يقول ” أنا وإسرائيل ملف واحد ” وإفلاتي من العقاب يوازي إفلات إسرائيل من المسؤولية، وهكذا دواليك.

أما السبب الثالث، فهو أن بعض المفردات الصغيرة الخارجة عن الإجماع الوطني مثل حماس، تكرر نفس أكاذيب نتنياهو وتعطيه الأعذار في يده، مثل قوله ان الضفة هي جزء من إسرائيل ولن تنسحب منها، ومثل قوله اننا سبق وأن انسحبنا من غزة فجاءت الصواريخ، وحماس قالت نفس الكلام في ذكرى الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب عام 2005، بينما الطرفان نتنياهو وحماس يعرفان الحقيقة كاملة، أن إسرائيل طرحت فكرة الانسحاب أول مرة منذ العام 1985، لأنها تريد أن تهرب من تحمل المسؤولية حين قالت لها مراكز الأبحاث أن مشاكل قطاع غزة متراكمة، وتنذر بمزيد من التعقيد، فجاء قرار أرئيل شارون ليدفع قطاع غزة تحت حكم حماس الذي انزلقت إليه بعيون مفتوحة دون رؤية النتائج المتوقعة، ولا تزال حماس تناور، وتردد الشعارات، مرة عن خيار المقاومة التي لم تعد موجودة، ومرات عن أكاذيب لا تجيد سواها مما أوصل القطاع إلى حالة طارئة جداً.

و يبدو ” كما قالت وزارة خارجيتنا ” أنه بدون موقف أميركي حاسم في تأمين حل الدولتين، فإن نتنياهو سيظل مستمراً في خلط الأوراق، وحماس ستظل مستمرة في مطاردة الأوهام، وهذا ما لن يتحمله الشعب الفلسطيني طويلاً.

الاخبار العاجلة