ألمانيا تستعيد طائرة اختطفتها الجبهة الشعبية قبل أربعة عقود

23 سبتمبر 2017آخر تحديث :
ألمانيا تستعيد طائرة اختطفتها الجبهة الشعبية قبل أربعة عقود

رام الله- صدى الاعلام- 23-9-2017- تستعيد ألمانيا اليوم السبت، طائرة “لاندشوت” التي اختطفتها باسم “الجيش الأحمر” مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة 1977، لتحويلها إلى نصب تذكاري شاهد على فترة مضطربة.

وبلغت تلك الفترة التي شهدت هجمات دامية نفذتها منظمة “بادر ماينهوف” اليسارية وعرفت باسم “خريف ألمانيا” أوجها مع خطف طائرة لوفتهانزا كانت تقوم بالرحلة 181 فى 13 تشرين الاول للمطالبة بالإفراج عن أعضاء منظمة “الجيش الأحمر” بقيادة اندرياس بادر.

وفي الذكرى الأربعين للحدث، قررت ألمانيا استعادة “لاندشوت” وهي من طراز بوينغ 737-200 وكان يتآكلها الصدأ على مدرج مطار فورتاليزا في شمال شرق البرازيل منذ عشر سنوات.

ونظراً لتردي حالتها وعدم تمكنها من التحليق بمفردها، تقرر نقل الطائرة بعد تفكيكها خلال شهر أيلول الجاري في البرازيل على متن طائرتي انطونوف-124 واليوشين-76 الضخمتين السوفياتيتي الصنع إلى مدينة فريدريخشافن في جنوب غرب ألمانيا حيث ستعرض ابتداء من 2019 بعد إصلاحها وترميمها.

ويتوقع ان يحضر نحو خمسة آلاف شخص إنزال الطائرة في المدينة على ضفة بحيرة كونستانس.

قال وزير الخارجية الالماني سيغمار غابريـال في نهاية يوليو إنها “الرمز الحي لمجتمع حر يرفض الرضوخ للخوف والرعب”.

واشترت وزارة الخارجية الألمانية “لاندشوت” مقابل 20 ألف يورو بعد أن أدركت برلين متأخرة أهمية الطائرة التي باعتها لوفتهانزا في سنة 1985 وتعاقبت عليها عدة شركات قبل أن تشتريها البرازيلية “تاف” في 2002 دون أن تعرف قيمتها التاريخية.

دخلت الطائرة التاريخ في 13 تشرين الاول 1977 عندما أقلعت من بالمادي مايوركا الاسبانية باتجاه فرانكفورت وعلى متنها 86 راكبا وخمسة من أفراد الطاقم.

هنا أعلنت مجموعة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خطفها وطالبت بالافراج عن 11 عضوا في منظمة الجيش الأحمر الالمانية كانوا مسجونين في المانيا.

انتقلت الطائرة من روما الى لارنكا والبحرين ودبي في مسار غير منظم لكسب الوقت والتزود بالوقود، في حين حبست ألمانيا أنفاسها لخمسة أيام.

في 16 تشرين الاول، هبطت الطائرة في عدن وأُجبر قائدها يورغن شومان على الركوع أمام الركاب قبل ان يقتله بدم بارد زعيم مجموعة الخاطفين.

بقي المستشار الألماني الاشتراكي الديمقراطي هلموت شميت متشددا في موقفه رافضا الرضوخ لمطالب الخاطفين الذين هددوا بقتل رجل الأعمال المختطف هانس مارتن شلاير.

في 18 تشرين الاول فى مقديشو، وخلال التفاوض، نجحت مناورة في اجتذاب اثنين من الخاطفين إلى قمرة القيادة، ما أتاح لوحدة من القوات الخاصة الألمانية اقتحام الطائرة وإنهاء العملية.

قتل ثلاثة من الخاطفين بينهم قائد المجموعة وأصيب رابع. وخرج الرهائن سالمين.

وأبلغ هلموت شميت في اتصال هاتفي بكلمتين أن “العملية أنجزت”.

بعد ساعات من ذلك عثر على ثلاثة من قادة منظمة “الجيش الأحمر” موتى في سجنهم في شتوتغارت. ونجت الرابعة ارمغارد مولر بعد أن طعنت نفسها عدة مرات بالسكين في صدرها بحسب السلطات.

وخلص التحقيق إلى انتحارهم لكن لا يزال يجري تداول فرضيات تتهم سلطات ألمانيا الغربية حينها بإصدار الأمر باغتيال هؤلاء السجناء الذين يشكلون مصدر ازعاج.

أما شلاير، فقتله خاطفوه في اليوم الذي انتهت فيه عملية الخطف وعثر على جثته في تولوز شرق فرنسا في اليوم التالى.

المصدر: AFP

الاخبار العاجلة