الحمد الله: سنتخذ خطوات ملموسة لحل جميع القضايا العالقة في القطاع

3 أكتوبر 2017آخر تحديث :
الحمد الله: سنتخذ خطوات ملموسة لحل جميع القضايا العالقة في القطاع

رام الله- صدى الاعلام- 3-10-2017- التقى رئيس الوزراء رامي الحمد الله اليوم الاثنين، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، على مأدبة غداء، بحضور قائد حماس في غزة يحيى السنوار، وعدد من قادة الحركة، وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” أحمد حلس، والوفد الأمني المصري، والوفد الحكومي المرافق.

وقال الحمد الله خلال اللقاء: “لقد أوفد فخامة الأخ الرئيس محمود عباس الحكومة ورؤساء الهيئات، لتتسلم مسؤولياتها كاملة، وسنتخذ معا خطوات ملموسة وعملية على الأرض لتفكيك العقبات وحل جميع القضايا الإدارية والقانونية العالقة، بشكل تدريجي ومنصف ومدروس.”

وأضاف رئيس الوزراء: “يسرني أن ألبي دعوتكم، وأن ألتقيكم في ظل حالة وطنية إيجابية نحشد لها قوانا وطاقاتنا، ويسودها التفاهم على ضرورة التوافق والاتفاق للدفع باتجاه مصالحة حقيقية ترمم الخلافات والانقسام، وتفسح المجال لحكومة الوفاق الوطني لتسلم مسؤولياتها في المحافظات الجنوبية لنباشر معا النهوض بقطاع غزة الأبي الصامد، والذي هو رافعة وطنية لفلسطين.”

وتابع: “وإذ نقف على أعتاب هذه اللحظة التاريخية، فإننا نشكر جمهورية مصر العربية على دورها التاريخي في رعاية جهود المصالحة وحرصها على متابعة إجراءات إنهاء الانقسام. فنحن نمضي باتجاه الوحدة والمصالحة لنحرر شعبنا تدريجيا من ثقل وتبعات سنين الانقسام ونلبي الاحتياجات الأساسية والطارئة لقطاع غزة المكلوم.”

 وقال رئيس الوزراء: “في هذه الأيام التي تتجلى فيها الرفعة الوطنية وملامح التفاؤل، والتي يرتفع فيها سقف الأمل الوطني الصادق وفي هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها شعبنا وقيادتنا، ونشهد فيها بداية إنهاء الانقسام نثمن موقف الأخوة في حركة حماس وقبولها مبادرة السيد محمود عباس لإنهاء الانقسام.”

واستطرد الحمد الله: “لقد جاء اتفاق حركتي فتح وحماس ليخلق أجواء جديدة للمصالحة والشراكة، ومعها مساحة محفزة للعمل من قبل الحكومة وفصائل وأطياف العمل الوطني ومؤسسات القطاع الخاص والأهلي وكل الطاقات والسواعد الوطنية، لإعادة الحياة إلى غزة وتوحيد النظام السياسي وتكريس هيبته ومكانته، والانطلاق نحو حوار وطني شامل يضع أسس تنفيذ اتفاق القاهرة والتحضير لانتخابات عامة رئاسية وتشريعية.”

 واستدرك الحمد الله: “نعم لقد آن الأوان لشعبنا أن ينعم بالمصالحة والوحدة، وبالأجواء الإيجابية التي تخلقها، وأن يقتلع الانقسام وتداعياته من وطنه، كي نلزم المجتمع الدولي بالانخراط ببناء غزة، والوفاء بالتزاماته المالية المعلنة في مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار، وإلزام إسرائيل بإنهاء حصارها على غزة، ورفع القيود الاحتلالية على حركة البضائع والأشخاص، وفتح المعابر والمنافذ وتشغيل الممر الآمن بين الضفة وغزة، وتمكين اقتصادنا الوطني من النمو والتطور.”

 وأردف: “إن حركتي فتح وحماس وكافة الفصائل، مطالبون بالعمل على استدامة وتوسيع وترسيخ المصالحة. فتوافق الفصائل، هو حجر الأساس الذي منه ننطلق في عملنا الحكومي هنا في غزة، لتوحيد المؤسسات وتلبية احتياجات وتطلعات شعبنا فيها، وتقديم الخدمات، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، والتقدم نحو حل القضايا العالقة ومعالجة آثار الانقسام المؤلمة.”

 وأوضح رئيس الوزراء: “لقد اعتادت الحكومة العمل في ظل أعتى التحديات، ونجحتْ، حتى في ظل الحصار المالي والسياسي الذي تواجهه وتراجع المساعدات الدولية، وتمكنتْ، بفضل إجراءات مالية رشيدة، من تعظيم الموارد الذاتية، ونهضت بقطاعات الحكم وطورت مؤسساتها ووصلتْ بخدماتها إلى كل شبر من وطننا. وبالرغم من تباطؤ المانحين في الوفاء بالتزاماتهم نحو إعادة الإعمار، تمكنا من قطع أشواط هامة في إعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي في المنازل والمنشآت والقطاعات، وتنفيذ المشاريع الحيوية، وكنا في كل مرة تقترب فيها الفصائل من المصالحة نبدي استعدادا وجاهزية للتصدي لاحتياجات غزة ونجدة شعبنا فيه.”

وأضاف: “أمامنا اليوم فرصة وطنية هامة بل ومهمة وحدوية، تتطلب من الجميع بلا استثناء، العمل على توفير العوامل والظروف الممكنة لحكومة الوفاق الوطني، بالمضمون لا بالشكل، وبالحقيقة لا بالقول، لطي صفحة الانقسام بكل أشكاله وتداعياته، وترسيخ المصالحة في غزة كما في الضفة الغربية، وفي كل القطاعات والمجالات. فقد ترافق الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، مع محاولات إسرائيل تقطيع أوصال الضفة الغربية وتطويقها وفصلها بالمستعمرات والجدران، وابتلاع المزيد من الأرض والموارد، وإمعانها في هدم البيوت والمنشآت ومصادرة الأرض.”

 وتابع الحمد الله: “بتوافقنا واتفاقنا، إنما نحمي وطننا من المخططات الإسرائيلية، ونعيد لقضيتنا الوطنية التوزان والقوة والزخم، لنتحرك على كافة المسارات والأصعدة لتذليل العقبات التي كانتْ قد اعترضت طريق المصالحة وعطلتْ عمل الحكومة في الميدان. اليوم نعود للتحرك، يقودنا الإصرار على إنهاء عذابات شعبنا الصامد في قطاع غزة وفي كل شبر من وطننا، والتصدي معا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي. إن الأمانة والمسؤولية تحتمان علينا أن نشرع الأبواب ونغرس في نفوس أبنائنا وبناتنا، الأمل والثقة بالمستقبل، وتحقيق تطلعات أبناء شعبنا الذين ذاقوا ويلات الحروب، وعاصروا الانقسام وعانوا من تبعاته القاسية. فالعالم لن يلتفت إلى شعب ممزق وغير موحد مهما كانتْ قضيته عادلة أو حقوقه مشروعة.”

واختتم رئيس الوزراء: “بهذه الرؤية الشاملة، أيها الأخوة، نصون جهود المصالحة من أية أطراف تعول على فشلها، ونتحدى الصعاب، ونضع الأسرة الدولية، بكافة قواها المؤثرة، عند مسؤولياتها في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا، وتمكين شعبنا من العيش موحدا بحرية وكرامة في كنف دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس، وغزة والأغوار في قلبها. نشكركم على حفاوة الاستقبال، ونتمنى أن تبقى اجتماعاتنا دائما مثمرة وإيجابية.”

الاخبار العاجلة