التضليل الإعلامي لن يصنع السلام !!

16 يوليو 2016آخر تحديث :
التضليل الإعلامي لن يصنع السلام !!

بقلم هيئة تحرير صحيفة القدس

الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الى الرئيس عباس تحت شعار تحقيق السلام وطالب فيها الرئيس بعدة خطوات مثل قطع رواتب أسرى وإقالة مسؤول فلسطيني وإغلاق موقع تواصل اجتماعي لحركة “فتح” وتوجيه مواعظ تعليم التسامح وتشجيع “التعايش” تثير الاستغراب والاستنكار خاصة انها أولا تحمل تظاهريا شعار تحقيق السلام فيما تنطوي عمليا على التحريض ضد الشعب الفلسطيني ونضاله وحقوقه في الوقت الذي يتحدث فيه نتانياهو عن وقف التحريض.

نتانياهو نفسه الذي أعلن سابقا ان دولة فلسطينية لن تقام في عهده ورفض التجاوب مع جهود السلام سواء التي بذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري او المبادرة الفرنسية او تطبيق خطة خريطة الطريق، والذي تواصل حكومته الاستيطان غير المشروع في مختلف أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس العربية ويرفض وقف هذا الاستيطان الذي يؤكد مراقبون ومحللون وسياسيون انه يجعل من حل الدولتين أمرا مستحيلا، هو نفس نتانياهو الذي يتظاهر اليوم بأنه يريد تحقيق السلام.

نتنياهو الذي يتحدث عن التحريض، يتجاهل التحريض السافرالذي تمارسه حكومته بوزرائها ضد الفلسطينيين وقيادتهم كما يتجاهل التحريض السافر الذي يشنه عدد من الحاخامات المتطرفين وآخرهمم الحاخام ايال كريم الذي سيعين حاخاما رئيسيا للجيش الاسرائيلي والذي أباح قتل منفذي العمليات الجرحى واغتصاب النساء، وقبله حاخامات أهدروا دم الفلسطينيين أو وصفوهم بأوصاف لا تليق ببني البشر.

واذا كان نتنياهو يطالب بإقالة هذا المسؤول الفلسطيني او ذاك فماذا عن وزراء في حكومته يدعون علنا الى ضم الجزء الأكبر من الأراضي المحتلة لاسرائيل ؟ وماذا عن وزراء في حكومته وأعضاء كنيست من حزبه وأحزاب الائتلاف اليميني الذين أيدوا الجندي الاسرائيلي قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل وهو جريح ؟

واين هو التسامح الذي تعلمه حكومته للأطفال الاسرائيليين تجاه الفلسطينيين ؟ وهل السكوت على جرائم المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وعدم معاقبتهم وهدم منازلهم كما في حالتي جريمة إحراق الشهيد الفتى محمد أبو خضير وجريمة إحراق عائلة دوابشة – رضيع ووالديه – على أيدي المستوطنين، هل مثل هذا النهج المتسامح مع هذه الجرائم التي تمارسها حكومة نتنياهو ما يدلل على اي نوع من التسامح مع الفلسطينيين ؟! وماذا عن المناهج التعليمية الاسرائيلية وعن القوانين والتشريعات التي اتخذتها حكومة نتنياهو والتي تستهدف الفلسطينيين ؟

إن ما يجب ان يقال هنا ان السلام الحقيقي لا يصنع عبر مثل هذه المهاترات وهذا التحريض السافر والتضليل وقلب الحقائق بل عبر استعداد اسرائيل لإنهاء احتلالها غير المشروع للأراضي الفلسطينية والاعتراف بالحقوق الثابتة والمشروعة التي يعترف بها العالم أجمع للشعب الفلسطيني.

ان من يسعى الى تخليد الاحتلال وتوسيع الاستيطان واستمرار السيطرة على شعب آخر بالقوة لا يريد السلام ولن تجدي أية أضاليل وهجمات إعلامية ودعائية في إخفاء وجهه الحقيقي. ولذلك من الأجدر بنتنياهو اذا كان فعلا يريد السلام ان يتجاوب مع جهود السلام العربية والدولية وان يحترم الشرعية الدولية وقراراتها وان يعترف بأن لا مجال لاستمرار السيطرة على الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه، وان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يتنكر يوما لنضاله ولمناضليه في سعيه المشروع للحرية والاستقلال.

الاخبار العاجلة