رئيس كاتالونيا يقرر مصير الإقليم في جلسة برلمانية غداً

10 أكتوبر 2017آخر تحديث :
رئيس كاتالونيا يقرر مصير الإقليم في جلسة برلمانية غداً

رام الله-صدى الاعلام-10-10-20017-تقترب اسبانيا من المجهول غداً الثلاثاء، مع اعلان استقلال محتمل لكاتالونيا احدى اغنى مناطق البلاد، يمكن أن يفاقم التوتر مع مدريد، وتثير تبعاته التي لا يمكن التكهن بها قلق اوروبا.

ولم يعد لدى الكاتالونيين المنقسمين الى معسكرين متساويين بشأن الانفصال سوى سؤال واحد: هل سيعلن بوتشيمون استقلال المنطقة من جانب واحد كما يهدد، ام انه سيبطئ مسيرته او يتراجع؟

وسيرد هذا الصحافي السابق البالغ من العمر 54 عاما، والاستقلالي منذ ان كان شابا، على هذا السؤال امام برلمان كاتالونيا، في جلسة سيتحدث فيها عن نتائج الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى في الاول من اكتوبر الحالي.

وذكرت وسائل اعلام اسبانية أن بوتشيمون كتب وأعاد صياغة خطابه طوال نهار الاثنين، محاطا بمستشاريه ومترددا بين انصار الرحيل بلا تردد، والذين يخشون ان يكون العلاج، اي الاستقلال، أسوأ من العلة نفسها وهي وصاية مدريد.

وهتف مئات الآلاف من الكاتالونيين المعارضين للاستقلال في تظاهرة كبيرة “كفى!”.

وهذه الكلمة استخدمتها ايضا اكبر منظمة لأرباب العمل “فومنت ديل تريبال” بعدما قررت خمس او ست شركات كاتالونية مدرجة في مؤشر الاسهم في البورصة، نقل مقرها الى خارج المنطقة.

لكن معسكر بوتشيمونت شجعه على المضي قدما في خطته بتظاهرة كبيرة مقررة في محيط البرلمان.

وسيحدد مصير هذه المنطقة التي تعادل في مساحتها بلجيكا، وتضم 7,5 ملايين نسمة مساء الثلاثاء، في خطاب يلقيه رئيسها الانفصالي كارليس بوتشيمون تحت انظار اوروبا التي يهزها اصلا انفصال بريطانيا.

يشمل برنامج اعمال الجلسة الرسمي “الوضع السياسي” بعد “الاستفتاء” الذي يؤكد الاستقلاليون انهم فازوا بتسعين بالمئة فيه، وأن نسبة المشاركة فيه بلغت 43 بالمئة.

وقد يختار بوتشيمون “اعلان استقلال مؤجل”، او يكتفي بإعلان رمزي يؤكد أن الحوار مُلّح ويبدأ العملية على مراحل.

وجاءت تصريحاته الاخيرة حول الموضوع في برنامج وثائقي بثه التلفزيون الكاتالوني الرسمي، يوم الأحد، وكرر فيها ان الاستقلاليين وفي حال عدم وجود وساطة “سيقومون بما عليهم القيام به”.

وفي مدريد حذر رئيس الحكومة المحافظ ماريانو راخوي، من أن إعلان استقلال أحادي يمكن أن يدفعه إلى تعليق الحكم الذاتي الذي تتمتع به المنطقة، وهو اجراء لم يطبق يوما في هذه المملكة البرلمانية التي تتمتع بحكم لا مركزي واسع.

ويملك راخوي أدوات أخرى بما أنه سيطر على مالية المنطقة، ويمكنه ايضا فرض حالة طوارئ مخففة تسمح له بالتحرك بمراسيم.

ويمكن أن يتحرك القضاء ايضا ضد بوتشيمون والانفصاليين المتشددين، الذين نظموا الاستفتاء ويخططون “للاستقلال” منذ اشهر.

ويسود التوتر في كل إسبانيا، حيث تعود اشباح الماضي ودكتاتورية فرانسيسكو فرانكو (1939 -1975) عندما يدافع “القوميون” عن وحدة البلاد.

وعلى غرار الاستفتاء في اسكتلندا في 2014، وحول بريكست في بريطانيا في 2016، فإن هذا الموضوع يثير الانقسام بين الأُسر.

ويقول مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس: “لدي قريب هناك في كاتالونيا، وهناك اجتماعات للأسرة لا يشارك فيها”.

ولا تزال العديد من المسائل عالقة حول كيفية تحقيق مثل هذا الاستقلال، فالمنطقة تتمتع بحكم ذاتي في ما يتعلق بالتعليم والصحة والشرطة والضرائب، لكن المجال الجوي والبنى التحتية (المرافئ والمطارات وشبكة السكك الحديد والاتصالات وغيرها) والجيش كلها لا تزال تحت سيطرة الحكومة المركزية في مدريد.

كما أن الاتحاد الاوروبي لن يعترف بهذه الدولة التي ستستبعد تلقائيا من عضويته.

وأكد جان كلود بيريس المدير السابق للخدمات القضائية في مجلس اوروبا أن “أعلانا أحاديا للاستقلال لن ينعكس كذلك فهو مجرد اعلان لا بد ان تعترف الدول الاخرى به”.

“وكالات”

الاخبار العاجلة